العـــــدوان التركـــــي بــــــين الإرهـــــاب والجــــــذور المســـــمومة
دراسات الاثنين14-10-2019 د. أحمد الحاج علي تحركت الجذور المسمومة من جحورها في الجسد التركي، واستطالت أبعاد الشر وفطن الرجل المريض بأنه مازال يحمل على أطراف وجوده أنياباً زرقاً وأظفاراً محشوة بعوامل الإدمان المفتوحة
على القتل وسفك الدم وتدمير المصالح العامة مع مناخ آسر في هذا الجسد الأصفر لإتباع كل أنواع الخدع والاحتيال في الوصول إلى الهدف الذي رأوه الآن في سورية العربية بلد الحضارة والسلام وبيئة الشوق للتفاعل والتضامن مع كل مواقع الخير لهذا العالم المنكوب والمسكون بالشر والظلام وهيجانات الغرائز المستكينة والبحث بعد ذلك عن أية فريسة يمكن اصطيادها بكل الطرق الممكنة وبكل الأخلاقيات المنحطة، وتركيا الآن هي رجب أردوغان هذا الشر الذي حملته الريح السياسية من مكامن الحقد والتبجح والأوهام الإمبراطورية والذي وجد في الغرب والصهيونية ضالته، ووجد في الظرف الخطير والصعب الذي تمر به سورية موعده القديم المتجدد لكي ينفث سمومه، وكم يشعر الإنسان العادي بالصدمة الكبرى وهو يتابع هذا العدوان الطوراني السلجوقي على وطننا السوري وكم يشعر بألم أكثر وهو يرى ويسمع خيانة وسقوط أولئك الذي كانوا في سورية وكانوا لها الخونة ورافعي الخناجر في الزوايا والعتمة وفي لحظة هيجان العاصفة على وطنهم إنهم مجرد أفراد ومجموعات وشرائح من السوريين الأكراد الذين باعوا الحقيقة والشرف في لحظة عابرة اعتقاداً ممن يقودهم أن زمن (أمجادهم) هذا هو موعده حتى وإن كان التحالف والتنسيق والتخطيط مع الشيطان ذاته، مع ترامب ونتنياهو ومع أشلاء وبقايا من تنظيمات إرهابية لم تجد لها مطرحاً ولا متسعاً سوى أن تمارس الجريمة باعتناق سادي، وهكذا تشكلت في آفاق هذه الأيام قصة الوحدة ما بين الجريمة والمجرم، ومع الأسف فإن العالم في كثير من تخبطاته يدين الجريمة ولكنه لا يدين المجرم الحقيقي وهذا العالم يكتفي بالمراوحة عند هذا العنوان الذي يدعي من خلاله أنه غير راض عن الحرب الأردوغانية على الوطن السوري، رغم أنه يحتفظ بالتبرير القائل إنه يفهم المخاوف التركية ويدرك أهمية المشروع التركي الراهن باعتباره يسدد التصويب على هذه المخاوف وكأنما الوطن السوري بأرضه المقدسة وشعبه المتحضر وموقفه المشروع في كل الاتجاهات، إن هو إلا الهدف الذي صار فريسة مقصودة ومرصودة وهذا هو أوان الانقضاض عليها، والحرب العدوانية في أوج اشتعالها الآن والاختلاطات والادعاءات تملأ الزمان والمكان ومازالت تركيا أردوغان تعتقد بأن أهم حقوقها وواجباتها هو في هذا الفعل المنكر ضد سورية العربية، وهنا نتابع إطارين يتحكمان بهذا السلوك الأردوغاني، أما الأول منهما فهو هذه البنية العثمانية المسمومة تاريخياً والتي ما برحت تتجذر في إطار استنبات شروط ومظاهر الإرهاب والعدوان ضد العالم كله، ضد العرب وضد المسلمين وضد أوروبا الجنوبية كما كانت التطبيقات في يوغسلافيا ورومانيا وبلغاريا وكان المحرض الأساسي في ذلك هو وهم الأمجاد والإدعاء على الطريقة التلمودية بأن الله تفرغ لإصدار قرار سماوي ينص على أن السلسلة المشبوهة من التتار والمغول إلى السلاجقة والطورانيين إلى الرسالة الخسيسة في تدمير الإسلام والعربية وصولاً إلى زمن متثاقل طويل ساد فيه الظالم والظلام على الوطن العربي لأكثر من أربعة قرون كانت الوحشية والجهل وأعواد المشانق والخوازيق هي المؤسسة التي يتهيأ للأتراك من خلالها أنهم مالكو هذا العالم وسادته والمحميون بدين الله الإسلام وهم ألد أعدائه وأكثرهم تقطيعاً للجسد والفكر الإسلامي وهذه النزعة مستقاة أصلاً من نصوص التلمود اليهودي التي بثت الخدعة الكبرى بأن اليهود هم شعب الله المختار، وأنهم قد أعفوا من المسؤولية حينما يقتلون النفس البشرية ويدمرون إنجازات العقل والإيمان بالحضارة مع نزعة مستبدة أخرى.
عند اليهود والأتراك بأن البشر هم كميات وقطعان وهم الأغيار (أغومونيم) وهذه القطعان هي ذئاب إن لم تقتلها قتلتك بسبب أو بغير سبب.
إن هذا التماهي ما بين تركيا أردوغان والحركة الصهيونية هو الذي يؤهل لهذا (البلد الجار) أن يستل خنجره وأن يدمر كل روابط التاريخ والدين تمهيداً للخطة كالتي نعيشها الآن ندرك خطورة الثغرات في التكوين التركي الطوراني على مدى العصور الحديثة والقديمة، ولكننا في سورية تعاملنا معهم بعيداً عن التشفي وعن جراحات الماضي المؤلمة وقلنا بما لدينا من نزعة إنسانية وما فينا من واقعية وانتماء للسلام، لعل وعسى أن تتحول البحار في هذه المنطقة إلى ملاعب الطيور النورس وتتحول الجغرافيا إلى ميادين للتكامل والتضامن.
|