تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... واشنطن تهدد بحرب لا نهاية لها.. فهل استعدّت لدرس لا موعظة فيه؟

الصفحة الأولى
الأربعاء 17-8-2016
كتب علي نصر الله

مساعد الرئيس الأميركي ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روبرت مالي قالها بوقاحة وبصيغة التهديد لسورية وروسيا وإيران وجميع الحلفاء الذين يواجهون الإرهاب التكفيري:

واشنطن مُستعدة لعمل كل ما بوسعها لكيلا تنجح سورية، وأضاف: سنواصل دعم «المعارضة المسلحة»، والحرب ستستمر، وعندما لا يتوقف تزويدنا «المعارضة» بالسلاح فلن يكون هناك أي آفاق لإنهاء الحرب قريباً.‏

تحت أي عنوان يمكن وضع هذا التصريح الأميركي لـ«فورين بوليسي» في الوقت الذي تتحدث فيه موسكو عن اقترابها وواشنطن من التوصل لصيغة تعاون عسكري؟ هل يعني ذلك غير ذهاب واشنطن لجولة تصعيد جديدة وكبيرة؟ وهل يعني سوى تأكيدها أنها لا تخسر شيئاً، وأنه طالما أنها لم تخسـر شيئاً، فإنها ستواصل عدوانها عبر أذرعها «السعودية وقطر والتنظيمات الإرهابية»؟ وهل يعني غير مثابرتها على ما بدأته في الاستثمار بالإرهاب والتطرف حتى تبلغ معظم أهدافها؟.‏

سورية، حزب الله، لا شك أنهما هدف أميركي يجري التصويب عليه مباشرة باستعمال السعودية وقطر وتركيا كخزان بشري للتطرف والإرهاب التكفيري، وكخزينة لا تنضب لتمويل وتسليح وتجنيد الحثالات، لتكون إيران تالياً الجزء الآخر من الهدف الكلي الذي لا يكتمل إلا باستهداف روسيا، ذلك أنه إذا كانت واشنطن حتى الآن تشتغل على مرحلة استهداف سورية والمقاومة اللبنانية، فمن الواضح أن استهداف إيران قد وُضع على نار حامية بدليل أن طهران اعتقلت وقتلت خلال الأسابيع القليلة الماضية أعداداً من الإرهابيين التكفيرين وسط وغربي البلاد.‏

اكتشاف طهران مؤخراً خلايا إرهابية بعدة محافظات وتمكنها من اعتقال متزعمين لها، لا يُلغي خطراً بات وشيكاً، بل يؤكد أن المرحلة الثانية من مخطط الاستهداف الأميركي قد وُضع بالتنفيذ، وكذلك فإن إحباط روسيا بعمليات أمنية متعددة مخططات استهداف إرهابية لها، يُؤشر إلى بداية مرحلة وُضعت موضع التجريب والاختبار بهدف التقييم والتعرف على الثغرات التي يمكن النفاذ منها قبل الشروع بالمخطط.‏

تصريحات روبرت مالي بشأن سورية لم تتوقف عند سورية، بل حملت بين سطورها رسائل مُبطنة لكل من روسيا وإيران، وقد يكون الرد المباشر على تهديدات واشنطن هو إعلان موسكو وطهران عن تعاون عسكري جديد بينهما في إطار الحرب على الإرهاب، وقد تمّ تدشينه فوراً بالإعلان عن إقلاع القاذفات الروسية من القاعدة الجوية الإيرانية في همدان لتوجيه ضربات للإرهابيين في سورية، وبإعلان طهران وضع منشآتها تحت تصرف موسكو في حربها على الإرهاب.‏

وإذاً، واشنطن تبحث عن حرب مفتوحة وبلا نهاية، وتسيبي ليفني تبحث عن تعاون وعمل مباشر مع السعودية لمواجهة حزب الله، والسعودية بدأت تنشط في كرمنشاه الإيرانية، وتركيا المُنخرطة بمخططات العدوان مُستمرة وإن انشغلت بتطعيم بعثاتها الدبلوماسية بالاخوان وبتصفية أجهزة الدولة من الكرد والعلمانيين.‏

قد أخذ محور المقاومة علماً، وربما كانت روسيا على السمع الحاضر والشاهد، فهل استعدت منظومة العدوان للمفاجآت المحتملة، وإذا كانت لم تتعظ من نتائج الأمس القريب والبعيد، فهل هي جاهزة لتلقي درس جديد لا موعظة فيه؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية