تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين الواقع والأحلام

ديلي ستار
ترجمة
الأحد 17/6/2007
ترجمة خديجة القصاب

في القدس الشرقية حيث يقيم فؤاد أبو حمد مدير المراكز الصحية الفلسطينية وحيث يعمل كمسؤول في مجموعة الدفاع عن حقوق الانسان الفلسطيني

سجل الشاب معاناته واسرته وأبناء جلدته من الممارسات الاسرائيلية التعسفية داخل المدينة المقدسة نشرتها صحيفة الديلي ستار كما وردت على لسان أبو حمد حيث كتب يقول:‏

تابعت على شاشة التلفزيون الاسرائيلي مشاعر الأسى التي انتابت المستوطنين الاسرائيليين نتيجة تفاقم ما يسمى انتهاكات حقوق الحيوان في الدولة العبرية فقد ادى تخلي عدد من المستوطنين الاسرائيليين كبار السن عن كلابهم إلى ولادة مجموعة ناشطة منهم تهتم بإنشاء المأوى لكلاب هجرها أصحابها ونظرا لكوني فلسطينيا استوقفتني تلك المشاهد على شاشة التلفاز بينما رحت في الوقت ذاته أمعن النظر في اطفالي وأطفال فلسطين الذين يقتلون ويتم اعتقالهم وتبيت غالبيتهم خاوية البطن بعد ان فقدوا منازلهم ودون ان يعرفوا على الاطلاق وطنا يحميهم عندما يلجؤون إليه.‏

اذن داخل الكيان الصهيوني هناك حقوق خاصة بحماية الحيوان دون ان تشمل حماية الانسان ويتابع فؤاد قائلا: احيانا اشعر ان الامور تفوق قدرتي على التحمل.‏

ففي قريتي يعيش 15000 فلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي نحن لسنا (عرب اسرائيل) كما يحلو لهم تسميتنا نحن فلسطينيون والمشكلة هنا على غرار المشكلات الاخرى في القرى الفلسطينية داخل (اسرائيل)- كما تلقب هي اولا مبدئية نحن نفتقر لمياه صالحة للشرب وشوارع مناطقنا( بلداتنا ومدننا) غير نظيفه وليس فيها مدارس كافية لاستيعاب الطلاب الفلسطينيين, في اعلى تلة لقريتي سور باهير يمكن مشاهدة جدار الفصل العنصري الذي يفصل بين قريتنا وبين اقرباء لنا واصدقائنا في بيت لحم. ولايقوم هذا الجدار بعزلنا عن أهلنا وحسب وانما يمنعنا من الوصول إلى مئات الهكتارات من شجر الزيتون والتي كانت ولاتزال أهم مصدر للدخل بالنسبة للعديد من العائلات الفلسطينية كذلك يستخدم هذا الجدار لسلخنا عن ارثنا الثقافي.‏

لقد أصبحنا محاصرين بمستوطنات يهودية من الاطراف كافة وقريبا بعد هذا العام والذي يليه سيتأقلم اطفالنا مع المستجدات وقد ينسى الجيل القادم ماذا يعني ان تكون فلسطينيا, انا رجل سلام وارغب ان يعم السلام وان ينمو ويكبر اطفالي في اجواء يسودها الأمن والاستقرار ولايمكن تحقيق ذلك الاعندما يكون هناك طرفان متكافئان خلال الجلوس أمام طاولة المفاوضات مقابل الاسرائيليين ولن يكون هناك تطور للوصول إلى حل عملي على ارض الواقع ما لم يرغب الجانب الاسرائيلي في ايجاد تسوية حقيقية بشأن القدس وحق عودة اللاجئين والانسحاب إلى حدود عام 1967 ونظرا لكوننا نعيش نحن الفلسطينيين في ظل الاحتلال الاسرائيلي فإن ذلك يحول دون قدرتنا على التفاوض بشكل متكافئ مع الجانب الاسرائيلي وهذا هو مطلبنا الأول يجب ان نمتلك الارض وحكومة خاصة بنا لنتمكن من العمل على مناقشة قضية السلام مع جيراننا وأنا كفلسطيني أرغب في الحصول على استقلالي ونحن كشعب نطالب بحق تقرير المصير ويجب أن تكون لدولة فلسطين عاصمة تحمل اسمها وجنود من ابنائها يسمح لهم بالتدريب داخل جيش نظامي .‏

عندها نستطيع الجلوس على طاولة للتفاوض كشركاء مع الجانب الاسرائيلي وتتمحور المشكلة الاساسية داخل المجتمع الاسرائيلي حول جهل المستوطنين الاسرائيليين بالشعب الفلسطيني وغالبيتهم لاتعرف شيئا حول هذا الموضوع ويعتمدون على مايسمعونه عبر وسائل الاعلام الغربية لرسم صورتنا مع العلم ان هذا الاعلام يشوه هذه الصورة ويصفنا بمحترفي العنف ليس الا, يجب ان يبذل الطرفان جهودا لتغيير تلك المفاهيم الخاطئة التي تطولنا وهناك كذلك حاجة لتغيير المفهوم الذي تكون حول الشعب الفلسطيني انطلاقا من مواقع تل ابيب التي من المفترض ان تدرك بان الفلسطينيين كائنات بشرية ولديهم عقول وآمال واحلام تماثل تلك التي يمتلكها الاسرائيليون لقد طرأ تغيير على صعيد المفهوم الفلسطيني للسلام فمنذ اتفاقية اوسلو اصبحت هناك رغبة للحديث عن السلام ولكن لسوء الحظ حاصرتنا الدولة العبرية سياسيا واجتماعيا إثر فوز حركة حماس في انتخابات عام 2006 فمنذ البداية وحركة حماس تمتلك قاعدة شعبية وتحظى بتأييد ودعم غالبية الشعب الفلسطيني, ففي حال رفضت تل أبيب التفاوض مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية فلن يكون هناك وسيلة اخرى لاستكمال عملية السلام واذا دفع عباس للتنحي عن الحكم بسبب الاعمال التي ترتكبها القوات الاسرائيلية على أرض الواقع سوف تعود إلى نقطة الصفر وتنشب حرب قادمة.‏

انا متفائل من ان السلام سيحل يوما ولكن لتحقيق ذلك يجب ان يبذل المجتمع الفلسطيني جهودا اضافية للتخلص من المشكلات التي نعاني منها وفي نهاية المطاف يجب ان يكون هناك جسر يصل بين واقعنا اليوم واحلامنا حول السلام وعلى الجانب الاسرائيلي منح الحكومة الفلسطينية فرصة لتطوير حلول خلاقة للمضي قدما في هذا الاتجاه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية