سواء كانت أجنبية تدعي الحرية والديمقراطية، أم مستعربة حاقدة أماطت اللثام عن حقيقة انتمائها وارتباطاتها، ليكرس في النهاية حقيقة مطلقة واحدة، تتمثل في أن صاحب الحق هو الأقوى دائما، بينما المعتدي يبقى جبانا مهما امتلك من قدرات، وما يحصل في سورية دليل على ذلك.
آل سعود كانوا السباقين في ازالة الأقنعة التي اختبؤوا خلفها لعقود، فكسروا كل المحرمات التي كانت تمنعهم من اظهار حقيقة ارتباطهم بالكيان الصهيوني، وصمود سورية فكك تشفيرات ورموز التحالف بين الجانبين، وأهدافهما الاجرامية المشتركة، وكشف أيضا هويتهم الأصلية، ولعل استماتتهم للنيل من سورية، ومشاركتهم الأساسية في الحرب عليها إلى جانب أعداء الأمة، و»الصدمة» التي يعيشونها اليوم لعدم تنفيذ الولايات المتحدة عدوانها الغادر توضح تماما حقيقة الهوية التي يحملون.
مشيخة قطر كان لها أيضا نصيب من الهزيمة والانكسار، ومصير «حمديها» شاهد على ذلك، فهي جربت كل الأساليب الاجرامية، وكانت منافسا قويا لمملكة آل سعود في السعي لاسقاط سورية، وفي اثبات الولاء للكيان الصهيوني، ولكن مشغليها رموا بها على قارعة الطريق اليوم، أما ما يسمى بالجامعة العربية فقد أنهى السوريون صلاحيتها، بعدما استبدلت هويتها العربية بأخرى صهيو-أميركية، وأصبحت مجرد دمية تحركها الدول الاستعمارية كيفما تشاء، ووفقا لرغباتها وأجنداتها المرسومة للمنطقة.
العام المنصرم سيحفر في سجلاته أيضا هزيمة أميركا وأجرائها الغربيين، الذين أذهلهم الشعب السوري بصموده, وجيشه البطل بانتصاراته، فأفقد الولايات هيبتها، وكشف عورات الحكومات الأوروبية المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الانسان، وهي أكثر انتهاكا لحريات الاخرين، فباتت تعيش اليوم كابوس ارتداد شبح الإرهاب الذي دعمته إلى عقر دارها، ليبقى أردوغان أسير فضائحه، وغضب شعبه، يترقب لحظة سقوطه المدوي، دون أن يحقق أوهامه العثمانية عبر البوابة السورية.
العام المنصرم سجل في ذاكرته الفصول الأخيرة للمؤامرة على سورية، والعام الجديد سيسجل بأحرف من نور انتصارها التاريخي على الإرهاب، لترسم للعالم أجمع ملامح مستقبل جديد، تنتهي معه هيمنة القطب الواحد، وهي ستكون في صدارة الدول المؤثرة في حل مجمل المسائل العالقة في المنطقة والعالم لما فيه خير لمصلحة الشعوب ونمائها وازدهارها.