بدايات عام جديد يطرق سني عمرنا ليختزلها.. وما بين هذا وذاك أمنيات وطموحات وأحلام مشروعة.. نتوسل عبرها لعل القادم أحلى..توجتها الدعوات في القداديس بمناسبة رأس السنة الميلادية:« ليرفع مروجو الحروب أيديهم عن السلاح» ، ومد يد المصافحة من أجل الولوج إلى قاعات الحوار والسلام، والاستماع إلى صرخة البشرية المتألمة على الواقع الذي يعيشه السوريون.
قمة الحروب ارتفعت في سورية، ووازاها قمم للدبلوماسية، جمعت تحت قبابها الكثيرين بين محب لسورية وحاقد عليها.. قمم سحبت الآلام والأوضاع المتردية من حافة الهاوية إلى طاولة التفاهمات وزرعت مكانها الأمل، تلك الطاولة التي يحاول حكام السعودية وقطر وتركيا قلبها على ضيوفها، بعد مرور عام من الهزائم والصفعات المتتالية والمتشابكة المدوية عليهم، رغم تحالفهم مع أشباههم في أميركا وإسرائيل، لنشر الإرهاب التكفيري وإثارة الفتن في سورية والعراق ولبنان ومصر، بينما تتوالى الدعوات من روسيا للقضاء على الإرهاب، ومنع استفحاله وسريانه، بالتزامن مع عودة مصر للاضطلاع بدورها إقليمياً وخارجياً، ورفضها كافة أشكال التدخل في الشؤون السورية.
السوريون صبروا وكانت عزائمهم قوية.. أقسموا على مجابهة أشباه الرجال الوهابيين الذين يرفهون أنفسهم على عرق الشعوب والزيوت ومال الحجيج.. السوريون توحدوا وتآلفوا واحتووا بعضهم رغم تكاتف الخفافيش الذين اجتمعوا على طاولات البوكر والمقامرة على الأرواح، واستمرؤوا نخب الإرهاب، أولئك الملوك الذين غشت الظلمة عيونهم وعقولهم، يروون ظمأهم بالدماء، ويعمرون قصورهم بالذنوب..أشباح بلا أرواح ..لا يشعرون بأثقال الكفر مهما تعالت على كواهلهم، حيث تكلسوا فيها وأصبحت جزءاً منهم..
أهلنا في الجولان المحتل ما زالوا يقفون وقفة الصمود والعز والكبرياء، متمنين للوطن الأم أن يخلع ثوب الغربة والحزن والخوف، ويرتدي قميص العافية والحرية والأمان، يقفون اليوم منددين بإجراءات الاحتلال التعسفية لمصادرة أراضيهم التي يعيشون على خيراتها.
سورية مهد الحضارات الإنسانية ومنبت الرسالات السماوية .. كانت وستبقى وطناً للمحبة، وستظل الموطن الثاني لكل إنسان في العالم، وسوف تنتصر على الإرهاب التكفيري وتسجل أهدافاً كثيرة في شباك أعدائها.