|
فضاءات التظاهرات السينمائية...محمد الأحمد : لا نقبل في المؤسسة إلا إنتاجاً نظيفاً ثقافة
وضمن هذا التوجه تقوم المؤسسة العامة للسينما بإنجاز تظاهرات سينمائية كان آخرها تظاهرة (فضاءات سينمائية : الوجه الآخر للحياة) التي بدأت مؤخراً وتضم خمسة وعشرين فيلماً من أهم الأفلام العالمية والحائز منها على جوائز . حول ما شهده العام الماضي من تظاهرات سينمائية تحدث الناقد محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما فقال : شهد عام 2004 مجموعة كبيرة من التظاهرات السينمائية التي أقامتها المؤسسة العامة للسينما بلغ عددها اثنتي عشرة تظاهرة , فقد أقمنا فور انتهاء مهرجان دمشق السينمائي الأخير في مطلع العام الماضي تظاهرة (كبار مخرجي السينما العالمية) كما أقمنا لمرتين أسبوعاً للسينما الإيرانية , وكان هناك أيضاً أسبوع للسينما الألمانية , أسبوع للسينما الروسية , أسبوع لأفلام المخرج العالمي ألفرد هيتشكوك , أسبوع للسينما المصرية , وكان هناك تظاهرة لمخرجي القارات الخمس , العيد العالمي للسينما , فكرة وشعاع سينما ألوان الطيف , وحتى تظاهرة (فضاءات سينمائية الوجه الآخر للحياة) التي نقيمها الآن كان التحضير لها في نهاية عام 2004 . الهدف من التظاهرات : وعن الهدف من إقامة هذه التظاهرات يضيف قائلاً: أبتغي الكثير من المسائل من خلال هذه التظاهرات في مقدمتها إعادة العلاقة بين المتلقي وشاشة السينما , كما أنه بين دورات مهرجان دمشق السينمائي لماذا لا نقيم مهرجانات مصغرة ? فإن أحصينا عدد الأفلام التي تم عرضها خلال التظاهرات ستجد أنها تبلغ حوالي ثلاثمئة فيلم أي كان لدينا مهرجان سينمائي ضخم لكنه موزع على تظاهرات عديدة . في التظاهرات التي حققناها حرصنا على تقديم مختلف التيارات السينمائية في العالم , فهناك هيمنة يجب أن نعترف بصحتها للفيلم الأميركي على شاشات العرض في العالم كله , ومن ضمن هذه التظاهرات يمكننا عرض أفلام لمخرجين ينتمون إلى ثقافات متنوعة في أمريكا اللاتينية وشرق وغرب أوروبا عادة لا نراها في الصالات ومن هنا لا بد من أن يكون للمتلقي القدرة على تلمس ما يجري في السينما اليوم من خلال التعرف على الثقافات المتباينة وشتى التيارات والمشارب التي تؤسس للسينما العالمية ولتطورها , ومن خلال التظاهرات التي أشرت إليها كان هناك ما هو موجود اليوم في التظاهرة الأخيرة (فضاءات سينمائية الوجه الآخر للحياة) فكان هناك أفلام من ثقافات كثيرة لكن ما يميز هذه التظاهرة أنها كانت الأكبر كماً من حيث الأفلام والأكثر تنوعاً وغنى في تقديم تجارب سينمائية وربما هي الأغزر من حيث شهرة الأفلام التي تمكنا من الحصول عليها بصعوبة حقيقية . الأفلام الأكثر أهمية : ولكن ما أكثر الأفلام المعروضة ضمن هذه التظاهرة أهمية ?.. يقول : ليكون هناك تلاحم للثقافات المقدمة طعّمنا التظاهرة بثلاثة أفلام عربية تعتبر من أفضل الأفلام العربية في عام 2004 وهي (أحلى الأوقات) من مصر لهالة خليل الذي طاف الكثير من المهرجانات وحقق حضوراً طيباً فيها , (دار الناس) للتونسي محمد دمق (فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق) من المغرب لمحمد عسلي الذي حقق جوائز كثيرة ويعرض الآن في صالات فرنسية وبريطانية نظراً للسمعة الجيدة التي حققها . وكنا محظوظين للغاية بالحصول على الأفلام الرائعة التي تمكنا من الحصول عليها منها الفيلم الفرنسي (جوقة الأطفال المغنين) المرشح لأفضل فيلم أجنبي هذا العام ولجوائز الفيلم الأوروبي كما لدينا فيلم حديث جداً للمخرج المجري الكبير أشتيفان زابو بعنوان (كينونة جوليا) , فيلم (المحطة) آخر أفلام توم هانكس و(لنرقص معاً) آخر أفلام ريتشرد غير و(زوجات ستيبفورد) لنيكول كيدمان من الأفلام الحديثة , وهناك فيلمان روسيان كبيران هما (بارك الله المرأة) هذا الفيلم الذي حاز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان القاهرة الدولي الأخير وفيلم (العشيق) للمخرج تودورفسكي الذي حاز على جوائز في مهرجان سان سيباستيان في إسبانيا , ونشير إلى أفلام أخرى منها (فانيتي فير) للمخرجة الهندية ميرا نايير وفيلم فرنسي للنجمة مونيكا بيلوتشي (عملاء سريون) .. إنها مجموعة ضخمة من الأفلام الشهيرة والتي مايزال يعرض أغلبها على شاشات العالم . تظاهرة (فضاءات سينمائية الوجه الآخر للحياة) هي الأكثر تكاملاً والتي أرضتني بشكل كامل قدمت من خلالها ما أصبو إليه من تيارات سينمائية متباينة ومتنوعة , فكل سيجد ضالته في هذه التظاهرة . مهرجان دمشق السينمائي : ويضيف الناقد محمد الأحمد أن هذه التظاهرة هي الأخيرة هذا العام لأن التحضيرات بدأت لمهرجان دمشق السينمائي القادم , يقول : إننا نعمل على ورقة العمل الخاصة بالدورة القادمة من المهرجان والاجتماع الأول للجنة التنظيمية العليا للمهرجان سيكون في 27/1 حيث شكلت اللجنة برئاسة السيد وزير الثقافة وتضم فعاليات أدبية وثقافية وفنية وإدارية من كافة الجهات وما أستطيع قوله أنه سيكون لدينا دورة متميزة خاصة أننا توصلنا إلى حل لمشكلة الصالات , ففي هذا العام هناك ثلاث صالات في دار الأسد للثقافة والفنون تتمتع بأرقى شروط الصوت والصورة ولدينا صالتا الشام الأولى والثانية وسينما الكندي يتم حالياً تحديثها وصالة الحمراء مجهزة سينمائياً بشكل مرضٍ كما سنعمل على تحديث صالة سينما إيبلا إضافة إلى صالة وزارة الدفاع (8 آذار) فسيكون هناك حوالي عشر صالات مع صالة الكندي . سيواكب المهرجان نشاط سينمائي سوري فلدينا بشكل مؤكد فيلم (علاقات عامة) للمخرج سمير ذكرى وفيلم (تحت السقف) لنضال الدبس وهناك أيضاً فيلم رسوم متحركة طويل تنتجه المؤسسة العامة للسينما لأول مرة منذ نشوئها بعنوان (خيط الحياة) الذي كتبته ديانا فارس وننفذه مع شركة إنتاج خاصة هي شركة الزهراء . وهناك مجموعة من السيناريوهات التي ستنفذ هذا العام في المؤسسة العامة للسينما , فالمخرجة واحة الراهب تقدمت برواية لسمر يزبك بعنوان (طفلة الحياة) ولدينا سيناريو جديد للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد سيتقدم به قبل انتهاء الشهر الأول والمخرج وليد حريب قدم سيناريو للكاتب خالد خليفة كما أن المخرج ريمون بطرس يعكف حالياً على إعداد سيناريو عن رواية (حسيبة) لخيري الذهبي سيتقدم به قريباً . تعاون مع التلفزيون : أود الإشارة أخيراً إلى تعاون مثمر بين المؤسسة العامة للسينما والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فهناك سيناريو للمخرج ثائر موسى وهذه الخطوة مهمة جداً لأنه كما نعلم كافة السينمات التي تعاني قلة في الإنتاج في الوطن العربي أو في أوروبا يكون الداعم الأساسي لها هو التلفزيون . وأهم الأفلام الأوروبية التي نشاهدها لا بد أن يكون هناك جهة تلفزيونية تساهم في الإنتاج فيها إلى جانب الشركات السينمائية الأخرى ونعتقد أن هذه الخطوة ستؤسس لمزيد من الإنتاج وفرص العمل لا سيما أن لدينا قاعدة تقنية في المؤسسة من أفضل ما يمكن وسيعززها وجود آلة ديجيتال للتصوير التلفزيوني هي الأحدث في العالم اليوم وغير موجود منها في سورية الأمر الذي سيتيح الفرصة لاستقدام مجموعة من المخرجين لتحقيق أفلام تلفزيونية فلماذا لا نتعاون مع من أثبتوا موهبتهم فربما يكون هناك تجربة مع المخرج حاتم علي ومع الممثل والمخرج جمال سليمان والمخرج هيثم حقي ونجدة أنزور .. سنفتح الباب أمام كل من يعمل في هذه الصناعة الدرامية فتجربة من هنا وتجربة من هناك كفيلة بتجميل الصورة وبرفد المؤسسة بدماء جديدة نسعى إليها على الدوام . وإن كانت المؤسسة العامة للسينما ستتعاون مع شركات إنتاج تلفزيوني في القطاع الخاص , أجاب قائلاً : المؤسسة لها طابع اقتصادي وإنتاجها في أغلبيته إنتاج ثقافي لا يعود عليها بالعائدات المالية المطلوبة وبالتالي لا بد في الفترة القادمة من أن يكون هناك توجه نحو إنتاج أعمال نستطيع تسويقها بشكل كبير ضمن الفضائيات المنتشرة بكثرة وبتكلفة مالية أقل , وهذه سياسة الإنتاج في جميع شركات الإنتاج الكبرى . ينبغي أن نوازن ما بين الثقافة والعائد المادي فلا نستطيع المضي في المشروع الثقافي من دون المال والدولة تقدم لنا الاحتياجات الأساسية ولكن ينبغي أن نفكر في المؤسسة العامة للسينما بعقلية مختلفة فلماذا لا يأتينا المال من إنتاج المؤسسة ?! وهذه الفرصة ستكون متاحة عبر إنتاجات بطريقة الديجيتال تقدم تسويق في الفضائيات العربية وتقدم فكراً نظيفاً وليس تجارياً علماً أن هناك خطأ شائعاً من أن الفيلم التجاري هو فيلم هابط ولكن كلمة تجاري لا تقلل من قيمة الفيلم فنحن لا نقبل في المؤسسة إلا إنتاجاً نظيفاً ولكن لا بد من أن نتوجه للناس , والحرفة السينمائية أساساً هي فن وتجارة .
|