تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نحو محور جديد بين أميركا اللاتينية وآسيا

دراسات
الاربعاء 19/1/ 2005م
ترجمة: سهيلة حمامة

الإشارات لا تخطىء, فمنذ أسابيع قليلة أعلنت كوريا عن دخولها إلى عاصمة البنك الأميركي المشترك للتنمية (BID)

بشراء الأسهم المتبقية من يوغوسلافيا سابقاً,وتنوي سيؤول المساهمة بشكل كبير بتمويل محدد في مجالات كالعلوم والتكنولوجيا وإزالة الفقر, والشركات الصغيرة والمتوسطة.. كذلك تبدأ الصين محادثات في ذات الاتجاه مع البنك الأميركي يمكن أن تحقق نجاحاً في النصف الأول من عام ,2005 لقد افتتحت المجلة الصينية China Daily في بداية تشرين الثاني الفائت فرعها في أميركا اللاتينية في مدينة مكسيكو. وفي عام 2005 سيعقد البنك الأميركي المشترك للتنمية جمعيته العمومية السنوية للمرة الأولى في تاريخه في طوكيو.‏

هكذا, وبلمسات صغيرة يرتسم محور جديد بين بلدان أميركا اللاتينية والقوى الكبيرة الناشئة في آسيا, إنها تقتصر الآن على علاقات اقتصادية ولكن في هذه الأيام التي تعتبر فيها التجارة إحدى الوسائل المفضلة للدبلوماسية لا شيء يحول في المستقبل دون أن يتطور هذا المحور.‏

وفي كلتا الجهتين, تتوافر جميع الأسباب لنشوء هذا التقارب, إذ تعد أميركا اللاتينية غنية بالموارد الطبيعية كالبترول, الصويا, القطن, الصوف, النحاس, الحديد... ويرتكز نموها جزئياً على صادراتها. من جهتها, يتعين على آسيا أن تجد موارد تموين لتلبية حاجة إعادة تحركها الاقتصادي.‏

الحقائق الاقتصادية:‏

إنها حالة الصين طبعاً, إذ يصل ملايين المستهلكين الجدد إلى السوق في كل عام. وتدور صناعتها بكامل نظامها لتواكب التحول في البلاد. من تسليط الأضواء على بكين بشكل أساسي, واختار الرئيس الصيني القيام بجولة شملت: البرازيل, الأرجنتين, كوبا, تشيلي, قبل حضور قمة APEC (للتعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادي) في العشرين والحادي والعشرين من تشرين الثاني الفائت في سينتياغو- تشيلي.‏

يتمتع (هو جينتاو) بحس قوي نحو الحقائق الاقتصادية, فهو يعلم أن النمو في بلده, حتى وإن لم يحقق معدلات برقمين, فهو يستمر بتسجيل نسبة تراوح ال¯ 9% في العام.‏

ومن المتوقع أن يحدث الإنتاج الصناعي قفزة تصل إلى أكثر من 16% في هذا العام. ويتطلب هذا النمو استهلاك كميات متزايدة من المواد الأولية المنتجة في أميركا اللاتينية, فالبرازيل تبيعها الحديد, وتشيلي وبيرو النحاس, وجميع مزارعي المخروط الجنوبي الصويا.‏

في العام الماضي, أتاحت صادرات المواد الأولية من البرازيل, والأرجنتين إلى الصين تسجيل فائض تجاري بمقدار 3,3 ملياراً دولار. وباستيراد بلغ أربعة أضعاف خلال الأربع سنوات الماضية غدت الصين بالنسبة للبرازيل السوق الذي شهد أكبر توسع في تاريخه.‏

كذلك الأرجنتين فهي ليست قاصرة في هذا المجال, فقد قفزت صادراتها خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2004 إلى 66% مقارنة بذات الفترة من سنة .2003 بحسب المحللين, فإن الطلب المتزايد ل¯ 1,3 مليار مستهلك في الصين يمثل إمكانيات إضافية ضخمة, ويلاحظ هؤلاء (أن العديد من بلدان أميركا اللاتينية في موقع جيد لتزويد السوق الصيني بالمنتجات الزراعية). فكلما ازداد ارتفاع الدخل يمكن لأذواق وعادات طعام الصيني أن تتنوع, ما يمنح أيضاً فرصاً لتسويق القهوة والفواكه والخضار واللحوم.‏

تدرك بعض البلدان أيضاً أن حاجة الصين إلى تأمين المواد الأولية يمكن أن يتم عن طريق الاستثمارات المباشرة, وتستحوذ الشركات الصينية على مشاركات في مناجم الحديد في بيرو, وحقول نفط في الايكوادور ومناجم ذهب في فنزويلا.‏

يقول خافيير سانتيزو, الخبير الاقتصادي للبلدان الناشئة في بنك BBVA بمدريد: (إن الصينيين يعطون أولوية كبرى لأميركا اللاتينية) ويعني ذلك تدريجياً ليس التوجه للتجارة وحسب, وإنما الاستثمارات أيضاً, لقد صرح السيد (هوجينتاو) بأنه كان يأمل بجعل الأرجنتين شريكاً مفضلاً في المنطقة, وتعتبر الصين بشكل طبيعي في مقدمة البلدان الآسيوية بالنسبة لأميركا اللاتينية, فهي الأكثر سكاناً وقوة, لذا تجد نفسها الأكثر سرعة لتنويع مواردها للتموين.‏

علاوة على الأسواق التي ستملأ خزينتها لتقليص ديونها وإرساء استقرار اقتصادي كلي يستعيد عافيته, ستتمكن بلدان أميركا اللاتينية من الاعتماد على شركائها الآسيويين الجدد في مواجهة الضغوط الأميركية إذا دعت الحاجة, وإحداث منطقة واسعة للتجارة الحرة تمتد من آلاسكا إلى أرض النار, أو للظهور أكثر مطالبة تجاه الاتحاد الأوروبي خلال المباحثات مع ميركوسور.‏

غني عن البيان في هذه الشروط, إن إمكانية الوصول إلى البنك الأميركي المشترك للتنمية, وهو مركز مراقبة وعمل ذو أفضلية, للعملاقين الآسيويين لا يجعل منهما فقط سعداء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية