غير أن أوروبا ليست متفائلة وبدلاً من ذلك , فإن المزاج الشائع هو عدم اليقين , حتى وإن أخفى الأوروبيون هلعهم .
إن الصخب الذي يحدثه الأعضاء المحتملون يظهر كتهديد أكثر منه فرصة للاتحاد الأوروبي الذي بدأ كمجموعة من ست دول أعضاء في عام 1985 , وقد توسعت لتضم خمس وعشرين دولة تمتد من البرتغال حتى فنلندا .
هناك خوف من أن حلم روبرت شومان وجين مونيت وغيرهما من الآباء المؤسسين للاتحاد - في اتحاد أكثر تماسكاً سيضيع مع زيادة أعضاء النادي على طاولة الاجتماع في القمم الاوروبية والتي أصبحت كبيرة جداً بحيث بات بالكاد على المجتمعين رؤية نظرائهم في الطرف الاخر من الطاولة حسب أحد سفراءالاتحاد الأوروبي . لقد اعتادوا أن يكونوا قادرين على أداء أعمالهم بالجلوس حول طاولة عشاء صغيرة فيما مضى .
ولكنهم ومع نهاية عام 2004 كان أعضاء الاتحاد الأوروبي ما زالوا يعملون للاتفاق على زيادة عشرة أعضاء من الكتلة الشرقية السابقة أساساً . ولكن في قمة هذا الشهر , كانت الطريق معدة للتوسع في بلغاريا , كرواتيا , رومانيا- و الاكثر إثارة للجدل - جمهورية تركيا وهي دولة مترامية الأطراف وهنا ندرك بأنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ بعين الاعتبار احتمال منح العضوية لأوكرانيا الديمقراطية .
والسؤال الحاسم هو فيما لو توسع الاتحاد ليضم ثلاثاً وثلاثين دولة , هل سيصبح مجتمعاً غير منسجم وغير فعال مثل الأمم المتحدة .
يشكل هذا الموضوع كابوساً للبعض وخاصة الأعضاء المؤسسين مثل فرنسا . يقول وزير الخارجية الفرنسي - ميشيل بارنيه -( لدينا رؤية أكيدة لأوروبا قوية سياسياً ). وذلك في شرح لمخاوف بلده من امكانية ضياع الدفع السياسي نحو اتحاد أكثر تماسكاً .
ومع اتساع طاولة المؤتمرات تصبح عملية صنع القرار وخاصة في مناطق الفيتو القومي - وتحديداً في مجالات السياسة الخارجية والرسوم - أكثر صعوبة . غير أن التجربة تظهر أن عملية الدمج الأعمق قد استمرت حتى مع اتساع الاتحاد .
بعد انضمام إسبانيا والبرتغال للاتحاد في عام 1986م, بدأ الاتحاد الأوروبي مباشرة بالعمل علي توحيد العملة وعلى سياسة خارجية عامة . وبعد انضمام السويد وفنلندا في عام 1995م بوقت قصير, وافق الاتحاد الأوروبي على تعميق التعاون القضائي وعلى سياسة اللجوء والهجرة .
وفي حزيران الماضي أي بعد شهر من انضمام عشرة أعضاء جدد, وافقت الدول الخمس والعشرون على دستور جديد للاتحاد الأوروبي . والدستور مهم لعمل الاتحاد الأوروبي الموسع. فهو يحدث القوانين ويخلق غالبية جديدة تصوت لنظام ويخفض من اللجوء للفيتو مما يسهل اتخاذ القرارات .
يجب أن يكون الدستور مصدقاً من قبل دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء الخمس والعشرين جميعاً.
يحدث أول استفتاء في إسبانيا في شهر شباط. وخلال الثمانية عشرشهراً سيلتقط الاتحاد الأوروبي أنفاسه بينما ينتخب مواطنوه الأعضاء الآخرين .
هناك أيضاً عدم ثقة من تحول التوازن الداخلي للسلطة داخل الاتحاد الأوروبي - المؤسسة ذات الجهاز التنظيمي الثلاثي الجوانب .
إن البرلمان الأوروبي هو المؤسسة الوحيدة المنتخبة مباشرة في الاتحاد الأوروبي ومن المرجح أن يتضح دورها أكثر في عام 2005م .
لقد جاءت نقطة التحول عندما أغلق الباب أمام مفوضية أوروبية جديدة - سلطة تنفيذية للاتحاد الأوروبي - بسبب المؤهلات الفقيرة لبعض الأعضاء المرشحين. وهو أمر جيد بالنسبة لمؤيدي ديمقراطية أوروبا الكبيرة.
وبالنسبة لرئيس المفوضية الجديد- جوزيه مانويل روسو- فقد كان هذا الوضع بمثابة تحذير لترقب مزاج بالبرلمان الذي كان له الدور في إبعاد السلطة التنفيذية .
وتستاء العديد من الدول الأعضاء , الجانب الثالث في مثلث الاتحاد الأوروبي - من النصر البرلماني الحالي .
وترى دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا أن تجمع ستراسبورغ أقرب للادعاء وهم يؤمنون بقضاء ديمقراطية حقيقية تأتي من خلال انتخابات برلمانية وطنية.
مع وجود التوترات المؤسساتية وتحول الحدود الخارجية,ليس مفاجئاً أن المزاج الموجود داخل النادي أقل احتفالية, ولكن الطابور المنتظر أمام النادي لازال يتزايد.