( جون كيري) وبعد خروجه من وزارة الخارجية السورية وقبل ان يصعد الى السيارة انتبه الى طفل يشق حشد المراسلين ليصبح بمواجهته وهو يحمل لافتة كرتونية صغيرة رسم الطفل عليها صورة كيري التي نقلها من احدى صور خدمته في فيتنام وكتب تحت الصورة بعض العبارات السياسية وبلغة كيري نفسها : الانكليزية.
ترك كيري السيارة وتوجه الى الطفل ليجامله ولكن فوجئ ان الطفل يتقن الانكليزية وفوجئ بحوار الطفل السياسي معه.والذي تركز على الفرق بين طروحات كيري وطروحات بوش حول العراق وفلسطين والسلام في المنطقة وتبادل كيري مع الطفل ارقام الهواتف والبريد الالكتروني ليستمر التواصل بينهما كما وعد كيري.
لقاء كيري بالطفل كان اخر محطات زيارته لدمشق التي استمرت ليومين بدأها يوم وصوله بجولة في دمشق القديمة فزار الاسواق وكنيسة حنانيا والمساجد ولابد انه مر في الحارات القديمة بين جامع وكنيسة متجاورين ومتحاورين ومتفاعلين فهل وصله معنى هذا التجاور والتحاور والتفاعل واذا كانت (حنانيا) اقدم كنيسة في الكون فإن الطريق الطويل هو درب بولس الرسول واذا كان الجامع الاموي مركز الامبراطورية الاموية فإن ابواب دمشق باتت مشرّعة للانسانية قاطبة وهكذا فقد تجول كيري في التاريخ ودخل في عمق الزمن الى 7000 عام تحملهم دمشق حياة نابضة جعلتها أقدم مدينة مأهولة في التاريخ فهل سيتذكر كيري أبواب دمشق المشرعة وهل سيعي معاني التاريخ الحاضر الحي الذي تجول بين انفاسه في يوم الجمعة ذاك بين زيارة كيري للتاريخ في عمق دمشق وبين لقائه بالطفل اجتمع كيري بالسيد الرئىس بشار الأسد ودار الحوار بينهما حول مواقف سورية التي تجهد لإقرار السلام الاقليمي وترسيخ الاستقرار في الشرق الاوسط والعالم ومن القصر الجمهوري بعمارته التي تجمع الاصالة والحداثة الى وزارة الخارجية في الحي المأهول بحياة الناس حيث دخل كيري في تفاصيل الدبلوماسية السورية الساعية الى السلام العادل والشامل والحي. سنعود الى السؤال : هل سيتأمل ( جون كيري ) ما جرى معه في دمشق? ام انه على عادة الادارة الامريكية سيتذكر المظهر وينسى او يتناسى الجوهر ?
في قلب الزيارة كان الحوار مع الرئيس الأسد وكان التفاعل مع السياسة السورية فهل سيتذكر كيري القصر على قمة قاسيون وعمارته الاصيلة والحديثة ? وهل سيلاحظ التناغم بين المكان والعمارة والهواء وبين التوجهات السياسية السورية تجاه المستقبل والحياة ? هل سينتبه كيري الى ان مواقف سورية تتنفس في قاسيون عبق التاريخ الذي زاره, وتعيش حرارة الحياة التي لاحظها في الاسواق ? هل سيربط كيري بين التاريخ في دمشق بين الحاضر الحي في الناس? هل ستتكامل الصورة لديه بين ما سمعه من رأس البلاد وبين ما وصله من السياسة الخارجية وبين ما صادفه من حوار مع الطفل ورسومه وعباراته ?
فطرة دمشق اخذت كيري الى التاريخ قبل 7000 سنة والى كنيسة حنانيا والمسجد الاموي والاسواق القديمة والحياة في دمشق جعلته يسكن في الشيراتون الذي يعتبر كعمارة بيتاً دمشقياً حديثاً يتضمن كل فنون هذه المدينة وتوق سورية للسلام هو ما جعل كيري امام سياسة البلاد المتمثلة بالرئيس ومشروعه للسلام والنهوض والازدهار واستمرار دمشق كمدينة مأهولة هو ما أخرج الطفل من بيته المجاور لوزارة الخارجية ليناقش كيري بلغته وليذكره انه يعرف تاريخه في فيتنام ويعرف مطالب اهله في السلام والاستقرار والارتقاء .. سورية في دمشق امام كيري .. وطن مأهول بالاصالة والحضارة والاستمرار من عمق التاريخ الى الطفل وهو يعترض كيري ليحاوره تتكشف المعاني وتظل مستمرة من التاريخ الى الطفل ومن الشعب الى الكون. سورية حضارة سلام , وحياة انسان محاور ومتعاون ومتمسك بحقوقه...
هل سيفكر كيري بمعاني دمشق... أم ان المظهر سيلهيه عن الجوهر?