حيث يقول: الاضحية هي الذبيحة التي يقدمها بعض المؤمنين والمؤمنات في كل عام من الغنم او البقر او الجمال, في العيد الاضحى تقربا وتعبدا وتنسكا لله تعالى وتعبيرا عن محبتهم له وايمانا يحتسبونها عنده فيزداد الود والحب والوئام في المجتمع .
ويرجع عمر هذه السنّة اللطيفة الى خمسة آلاف عام منذ عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام وحض عليها سيدنا محمد ] لما لها من الخير الطيب والمبارك حيث قال تعالى :} لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين{ 37-الحج
ويوسع الله بها على المؤمنين في ايام عيد الاضحى فيأكل المضحي ثلثها ويهدي ثلثها ويتصدق بثلثها والافضل ان يتصدق بها كلها. فيكون الطعام الطيب في كل البيوت المؤمنة ويهدى منها للاقارب والجيران ولو كانوا اغنياء ,واما الفقراء والمساكين الذين هم كالطيور اذا انقطعوا عن العمل فلا يوجد لهم نفقة فتكون نفقتهم على حساب الله تعالى في العيدين ,في عيد الفطر تكون عن طريق زكاة الفطر وفي عيد الاضحى عن طريق الاضاحي. قال الرسول ] } من استطاع ان يضحي ولم يضح فلا يقربن مصلانا..{
والاضحية سنّة على الكفاية اذا فعلها واحد في البيت سقطت عن باقي البيت.
حكمة الأضحية
قال الله تعالى في القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم} فلما بلغ معه السعي قال :يابني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال :يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين , فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين , ان هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم, وتركنا عليه في الآخرين, سلام على ابراهيم { الصافات.
فالتعظيم لسيدنا ابراهيم عليه السلام عند كل الأمم و عند كل اصحاب الديانات السماوية لأنه اراد ان يضحي بابنه الوحيد اسماعيل الحليم امتثالا لامر ربه عند الجمرة الكبرى في منطقة منى قرب مكة المكرمة ,حيث جاء الشيطان لابراهيم ولزوجته هاجر ولابنه اسماعيل يريد ان يثنيهم عن امتثال امر ربهم فرجموه هناك وبقي الرجم حتى اليوم .
ان في موضوع الاضحية درساً كبيراً لنا فمن الناحية الاخلاقية والانسانية هو امتثال لامر الله بصدق واخلاص وان الله لا يأمر إلا بخير .
أحكام الأضحية
فالأضحية سنّة على القادر الحر, قال الله تعالى: } ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات{ في هذه الأيام الأربعة من عيد الأضحى من بعد صلاة العيد, ويقولوا - الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر اللهم منك وإليك.
وللأضحية شروط يجب أن تتوفر فيها, قال ] : } أربع لاتجزىء في الضحايا{.
العوراء البين عورها, والعرجاء البين عرجها, والمريضة البين مرضها, والعجفاء التي ذهب مخها من الهزال.
كما أن للأضحية أحكامها, قال ]:}من ذبح قبل الصلاة(أي صلاة العيد) فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب سنة المسلمين{ /بخاري/ وأما أعمار هذه الأضاحي فالضأن يجب أن يكون قد بلغ الستة أشهر, والمعز يجب أن يكون له سنتان.
والبقر يجب أن يكون له سنتان ودخل في الثالثة .والإ بل يجب أن يكون له خمس سنين قال تعالى:} فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره{.
وأخيرا أخي المضحي:
إن كان عمل الخير يلقى الإحسان والخير من الله عز وجل والمحبة والألفة مع أخيك الإنسان ويعمل على تكاتف وتكافل المجتمع فقيره وغنيه ,ويتجلى ذلك بمبادلة التهاني بالعيد والتمنيات بالخير والبركة فلا تجعل يا أخي المضحي خيرك وبركات أضحياتك تذهب سدى من خلال ترك فضلات تلك الأضحية في مكان غير مناسب, وكل عام والوطن والجميع بخير وبركة.