مئات الحوادث نسمع عنها بل ونشاهدها نتيجة استخدام المفرقعات والأسهم النارية فمنذ أيام قليلة كانت احدى السيدات الحوامل ذاهبة لزيارة أهلها برفقة زوجها عندما رمى طفل مفرقعة كروية الشكل من منزله في الطابق الثالث بقوة فنزلت فوق رأس تلك المرأة فارتمت أرضا وأغمي عليها ونقلوها الى المشفى وبعد مكوثها في المشفى عدة أيام خرجت دون جنينها بل وما زالت تعاني من حرق بليغ في رأسها.
أما السيدة رهام فهي تسكن في زملكا ولديها ثلاثة أطفال صغار أخبرتني بأن أولاد جيرانهم بدؤوا يتفننون في استخدام تلك المفرقعات وذلك بوضعها في علبة معدنية واشعال المفرقعات فيها أو رميها بقوة الى داخلها بحيث تصدر أصواتا تؤدي الى استيقاظ أطفالها مذعورين خائفين لا يكفون عن البكاء وقد جافاهم النوم وعاندتهم السكينة.
والحادثة الثالثة هي التي حصلت في حي ركن الدين حيث دخل أحد الأسهم النارية من خلال نافذة المنزل الذي كان قد غادر سكانه لقيامهم بزيارة خاصة ولدى عودتهم فوجئوا بسحائب الدخان تتعالى بسبب هذا السهم الذي وقع على احدى (الطراحات) الموجودة على الأرض ما أدى الى احتراق المنزل بأكمله.
والسؤال الذي يطرح نفسه ترى أين تكمن خطورة هذه المفرقعات ومم تتألف?
والجواب ببساطة شديدة يكمن في سوء استخدام الأطفال لها حيث لا يتمتعون بالقدر الكافي من الوعي ويستخدمونها دون حرص أو انتباه.
وكذلك فقد يؤدي سوء استخدامهم لأداة الاشعال (الكبريت) الى الحاق الضرر والأذى بأنفسهم وبالآخرين وفي الآونة الأخيرة بدؤوا يبتكرون ويطورون وللأسف تلك المفرقعات فبعضها على شكل أسهم وبعضها على شكل كرات وهي في معظمها مصنعة من مواد قابلة للاشتعال أو سريعة الاشتعال وتحتوي على مادة البارود أو مواد صلبة أخرى مثل البلاستيك القوي أو الحصى وإن احتواءها على مواد قاسية يؤدي الى تناثرها واحداث اصابات خطيرة تتركز في اليدين وقد تنفجر في يد الأطفال وقبل أن يتمكنوا من رميها فتسبب لهم حروقا خطيرة بأيديهم وقد تؤدي الى تشوهات وأحيانا أخرى تتطاير منها قطع قد تصيب أماكن حساسة في الوجه مثل العين فتسبب باحداث عاهة دائمة وكذلك يمكن أن يتراشق الأطفال بتلك المفرقعات على سبيل المداعبة دون علم منهم بخطورة الأمر ما يؤدي الى أذيتهم ومن الجدير بالذكر بأن لعب الأطفال غالبا ما تكون في أماكن محصورة مثل ساحات العيد والأزقة وحدائق المنازل وهذا يساهم في مضاعفة الأخطار المحدقة بالأسر بل وتتسبب في احداث كوارث.
وعلى الرغم من تكثيف وتشديد الرقابة من قبل وزارة الداخلية فإن هناك بعض ضعاف النفوس وبدافع من الطمع والجشع وبغية تحقيق الربح الكبير في وقت استثنائي لا يعدمون وسيلة للحصول على هذه المواد بطرق ووسائل وأساليب غير مشروعة هذا بالاضافة الى قيام بعضهم بتصنيعها منزليا خاصة وأنها تدخل في نطاق استخدام المقالع وأسلحة الصيد.
وضمن السياق نفسه يأتي اقتناء بعض الأطفال لأقنعة مخيفة يعمدون من خلالها الى تخويف الأولاد المبتهجين والمحتفلين بالعيد فيسرقون منهم فرح العيد وسرور الاحتفال.
أيضا تنشر ضمن المناسبات السعيدة ظاهرة إطلاق بعض الذين لا يملكون وعيا كافيا للأعيرة النارية تعبيرا عن فرحتهم بعرس أحد أقاربهم أو بقدومه من الحج أو احتفاء بالعيد السعيد فيساهم بتحويل الفرح الى عزاء.
فكم من الحوادث جرت بسبب اصابة عيار طائش بأحد الموجودين في لمة الفرح الأمر الذي أدى بمستخدم السلاح الى السجن وأودى بالمصاب الى المشفى أو الى الثرى فتحول الفرح الى حزن والابتهاج الى ندب واكتئاب.
هذا بالاضافة الى نشر الخوف والذعر بين صفوف المدعوين وكذلك فإن خروج قوافل السيارات من محافظات القطر الى أحد مطاري دمشق أو حلب لاستقبال حجاجهم وفق كرنفالية قد تؤدي في كثير من الأحيان الى حوادث لا يحمد عقباها حيث يستهتر بعض السائقين بقواعد السلامة ما يؤدي الى حادث مروري مريع.
أيضا يساهم في تبديل مظاهر الفرح الى مظاهر حزن, لذا ينبغي أن يتنبه أبناء المحافظات كثيرا أثناء خروجهم لاستقبال حجاجهم.
وضمن هذا السياق وحرصا من الجهات المعنية فقد أصدر السيد وزير الداخلية وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك بلاغا يذكر فيه المواطنين بما يلي:
1-الامتناع عن اطلاق العيارات النارية أيا كانت الأسباب.
2-الامتناع عن صنع الألعاب النارية أو استيرادها أو تصديرها أو الاتجار بها أو بيعها أو تخزينها أو اتلافها او نقلها من مكان الى آخر من غير ترخيصات.
3-الامتناع عن اطلاق الألعاب النارية في الطرق وداخل المنازل أو المحال العامة وأماكن التجمعات وذلك حرصا على أمن الجميع وسلامتهم وراحتهم, وشدد بإنزال العقوبات القانونية بكل من يخالف.
وأخيرا لا بد من الاشارة الى أهمية دور الأهل في توعية أطفالهم وتحذيرهم من شراء أو اللعب بأي شيء يكتنفه الضرر أو الأذى.