وقد قيل الكثير حول تولي دولة يبلغ عدد سكانها 450 الف نسمة مسؤولية ادارة النادي الذي يبلغ عدد سكانه 450 مليون نسمة .
وعلقت الدورية البلجيكية بوليتين على هذا الموضوع حين تساءلت هل تثق بادارة اوروبا من قبل محافظ مدينة بمثل حجم شيفيلد في بريطانيا او بوخوم في المانيا ? بالطبع لا .
الا ان الخبرة السابقة اثبتت ان الدول الصغيرة تدير الاتحاد حين تتولى رئاسته بشكل افضل من الدول الكبيرة .
ففي السنوات الاخيرة تميزت رئاسة فرنسا واسبانيا وايطاليا للاتحاد بالمستوى العادي المائل الى الفوضوية في حين ان قادة بلجيكا والدانمارك وايرلندا قادوا الاتحاد بنجاح وتوصلوا الى اتفاقيات مهمة حول الدستور والتوسعة باتجاه الشرق .
وقد تكون اللوكسمبورغ دولة صغيرة اذ منذ انضمام مالطا الى الاتحاد في ايار الماضي لم تعد الامارة اصغر دولة في الاتحاد غير أنها من الدول الست المؤسسة للاتحاد وتحتضن عددا كبيرا من مؤسساته وتولت رئاسة اكثر من عشر دورات في الماضي .
كما ان جان كلود جانكر اقدم رئيس في السلطة في اوروبا واكثر قادتها السياسيين دهاء واحتراما فقد دخل المسيحي الديمقراطي الى الحكومة في الدوقية منذ العام 1982 وتولى وزارة المال في العام 1989 قبل ان يصبح رئيسا للوزراء منذ العام 1995 .
وكان فيما مضى احد مهندسي اتفاقية ماستريخت التي نتجت عنها العملة الاوروبية الموحدة اليوروكما انه في كانون الاول 1996 اطلق عليه لقب بطل دبلن لنجاحه في التوصل الى تسوية بين الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الالماني هلموت كول حول قوانين العملة الموحدة.
وبسبب خبرته الفريدة كان جانكر قاب قوسين او ادنى من تولي رئاسة المفوضية الاوروبية في العام الماضي غير ان اللوكسبمورغي رفض المنصب مفضلا البقاء رئيسا لوزراء دولته الصغيرة وان يصبح اول وزير مالية للاتحاد .
وعلى المحامي السابق (50 عاما) استغلال قدراته في انتزاع الاتفاقيات الى اقصى حد اذا ارادت اللوكسمبورغ النجاح في فترة رئاستها للاتحاد اذ ان المهمات التي تنتظره مثبطة .
وقال جانكر بعد لقاء عقده مع رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو مؤخرا لن اتصور الاشهر الستة المقبلة بروح متفائلة فحسب.. بل بروح تصميم .
والمهمة الاولى التي امام جانكر هي بث الحياة مجددا بوثيقة لشبونة السلة الاصلاحية التي تهدف لتحويل الاتحاد الاوروبي الى اكثر كتلة اقتصادية نشاطا في العام مع حلول نهاية العقد الحالي .
ونظرا الى هذه الوثيقة حين وضعها في العام 2000 على انها طموحة جدا لكن بعد سنوات عدة من النمو المتباطىء والبطالة المرتفعة اصبح ينظر اليها على انها الحلم المنتظر .
ويريد باروسو من قادة الاتحاد الاوروبي اطلاق المنافسة وايجاد المزيد من الوظائف وقال امام البرلمان الاوروبي الاولويات الكثيرة تعني انه لا توجد اولويات . ولعل اقصى ما يمكن للوكسمبورغي ان يتأمله من اجتماع قادة الاتحاد الاوروبي في اذار المقبل هو تجديد الالتزام باهداف وثيقة لشبونة .
ولعل العقبة الاكبر التي ستواجه فترة رئاسة اللوكسمبورغ للاتحاد الاوروبي هي اقرار ميزانية الاتحاد بين اعوام 2007 ¯ 2013 .
فالدول الست الغنية في الاتحاد ¯ بريطانيا و فرنسا والمانيا والسويد و النمسا وهولندا تريد وقف حجم الانفاق عند حدود 1% من الدخل القومي الوطني اي مايعادل 1070 مليار دولار.
وقال باروسو خلال النقاش حول اهداف رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية لا يمكننا بناء اوروبا اكبر باموال اقل .
ومع توقع انطلاق المباحثات بشان انضمام كرواتيا وتركيا الى الاتحاد الاوروبي فان الخوف من القيام بدور اكبر على المسرح العالمي والانكباب على تحقيق نمو اقتصادي اسرع وايجاد المزيد من الوظائف والشلل طيلة عام ونصف من خلال احجية الدستور هي اخر مايحتاج اليه الاتحاد .