تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أدب المهن. الصناعات اليدوية طريق الى الابداع.

ثقافة
الأربعاء 21/11/2007
مها يوسف

بشير زهدي .. باحث تاريخي اجازة في الحقوق بجامعة دمشق دبلوم من معهد اللوفر بباريس له بحوث كثيرة عن تاريخ الفن و الدراسات الشرقية وعلم المتاحف .وحاضر في جامعة دمشق وفي الجامعة الخاصة للعلوم والفنون بحلب ومؤلفاته.

علم الجمال والنقد -تاريخ الفن- المتاحف والحضارات- الأساطير - الفن السوري في العصر الروماني- له أبحاث ودراسات في الفنون القديمة والتراث والمتاحف - شارك في العديد من المؤتمرات داخل القطر وخارجه.‏

علاقة الصناعات اليدوية بالأدب المهني باعتبار أن هذه الصناعات جزءاً من التراث والانسان متعلق به لأنه يجد في تراثه شخصيته الحضارية وهويته الوطنية.‏

فهذه الصناعات كانت محور الحديث الذي تناوله الاستاذ بشير زهدي الباحث التاريخي في محاضرته التي ألقاها في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة تحت عنوان الصناعات اليدوية والأدب المهني في دمشق.‏

ويقول الأستاذ زهدي : أن الصناع الفنيين كانوا يتميزون بثقافة شعبية وحسن الوصف ? وهذه الثقافة كانت مستوحاة من الممارسة الحياتية فهم يهتمون بجمال الصناعة التي تبتدعها ايديهم الذكية.‏

فنجد أن كل المهن لها علاقة بالأدب ,ويتجسد ذلك من خلال حب الانسان لعمله في مختلف الميادين فكل الاختراعات كانت ناتجة عن شعورهم بالحاجة وبالرغبة في ابداع شيء جديد وخلق صلة بين الاثنين والدليل على ذلك أن معظم أسماء العائلات الدمشقية هي أسماء مهن (كالحلاق.. والدهان.. والخطاط.. وغير ذلك) كما أن نشوء المهن بدأ من المنزل الذي كان يعتبر ورشة عمل.‏

انتقل الى السوق وتحول من وظيفة نفعية في الحياة الى تحفة نادرة أدى الى جمعها في متاحف والافتخار بها.‏

وتحدث المحاضر عن هذه المهن والصناعات ابتداء من الفخار الذي يعتبر من أقدم الصناعات اليدوية وأحدثها فهي حتى الآن لها أسواقها وتعود لسبعة آلاف سنة قبل الميلاد وتعتبر سورية مهد الصناعة الفخارية.‏

فالفنان انتقل من مرحلة نفعية الى مرحلة جمالية وأخذ يزينها اما بضغط أصابعه عليها قبل أن تجف الآنية, أو يقوم بتزيينها بخط يحتوي على أكثر من لون.‏

وبالانتقال الى الصناعات الزجاجية نجد أن سورية مشهورة بصناعة الزجاج أيضاً وهناك ثلاث نظريات حول الموطن الأول لصناعة الزجاج فهناك من يقول أن العراق أول من صنع الزجاج وذلك لوجود رقيم طيني مسماري في عهد الملك البابلي بوليشار يتحدث فيه عن كيفية صناعة الزجاج.‏

وهناك رأي آخر يقول أن مصر هي التي ابتكرت هذه الصناعة لوجود مدافن بني حسن فهناك رسوم جدارية تمثل نافخي الزجاج..‏

والرأي الثالث هو أن المؤرخ بليني يقول أن السوريين هم الذين ابتكروا الزجاج فاكبر متاحف الزجاج هو متحف دمشق.‏

ونظراً لهذه الأهمية عقدت الجمعية الدولية ببلجيكا مدينة لييج وهي مدينة الزجاج والمرايا الزجاجية مؤتمرها الثالث عام 1964 وتضمن البرنامج زيارة لورشات العمل.‏

ونتيجة لأهميته أخذ يستخدمه الكثير من الفنانين ويرسمون عليه وبالحديث عن الصناعات المعدنية فالمؤرخون يعتبرون أن شبه جزيرة سيناء موطناً لاكتشاف الزجاج.‏

وأن عصر المعادن كانت بدايته من العصر الحجري ثم أخذوا يزينون الأواني المعدنية بالمينا ثم تطورت الصناعات المعدنية فصناعة السيوف المعدنية لها أهمية كبيرة ونتيجة الطرق المستمر أكسب هذا المعدن قوة وصلابة.‏

ويقال أن الكثير من القصص الشعبية تحدثت عن أبطال سيوفهم من دمشق وهذا يؤكد على الشهرة العالمية التي لحقت بالسيوف.‏

ومن هذه المعادن الحلي الذهبية التي تطورت وصنع منها اقراطاً وخلاخل وغير ذلك وسورية تفوقت في هذه الصناعة ففي مرحلة الزواج كانت البلدان المجاورة تقصد أسواق الصاغة في دمشق وحلب.‏

وبعد ذلك تطور الاهتمام بالحلي ما جعلهم يعتبرونه ثروة هامة فأخذوا يحولون أموالهم الى حلي.‏

وشرح المحاضر قدم الصناعات النسيجية وطريقة اكتشافها في مخازن تعود لعصور ما قبل التاريخ. والتي تطورت فقاموا بادخال بعض الخيوط الذهبية داخل النسيج.‏

ففي بانياس الجنوبي عثر على ثوب اميرة مزين بخيوط ذهبية ومع مرور الزمن تآكلت الخيوط الحريرية وبقيت الخيوط الذهبية الموجودة حالياً في متحف دمشق.‏

أما فن الخياطة فتمثل المنحوتات التدمرية نساء متدثرات بملابس رائعة تعطي انطباعاً عن هذا الفن العريق الموجود في سورية فللأزياء علاقة قوية بالهوية الحضارية ففي الجزائر وطوال فترة الانتداب كانت السيدات يتمسكن بالأزياء الوطنية.‏

وعن نشوء صناعة السجاد وصف الاستاذ زهدي أن درجة جمالها جعلتها عبارة عن لوحات تزين بها الجدران وكيفية تطور الصناعة الخشبية التي أوجدت الاثاث واستمرت لتشمل السفن والآلات الموسيقية.‏

كما أن الصناعات الجلدية نالت اهتماماً كبيراً فهي من أقدم الصناعات سواء في الملابس أو المعاطف أو الحقائب,وفي الصناعات الحجرية نجد أن هناك صناع فنيين اهتموا بصناعة البحيرات ذات النوافير وكيفية بناء الجدران من الأحجار البيضاء والسوداء وهذا ما يسمى بتعاقب المداميد فالانسان أدرك جمال البحيرات لكن صوت الماء ذكره بمرور الأيام فيقول أحد الاساتذة في جامعة السوربون مؤلف كتاب جمالية المياه.‏

إن الأيام التي تمضي مثل هذه المياه التي تجري لا تعود..‏

وعرض المحاضر مراحل تطور الفسيفساء في مدينة العراق,الذين كانوا يصنعون أصابع طينية بأشكال هندسية ويلصقونها على الجدران لتزيينها. ففي البداية كانت اللوحات تتشكل من البحص البحري الصغير مختلف الألوان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية