حيث يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوظيفها في الوقت الراهن لحسم انتخابات الكنيست لمصلحة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وذلك قبل موعد تلك الانتخابات المقرر في 17 أيلول القادم، وذلك عبر إعلان إدارة ترامب عدم الكشف عن البعد السياسي للصفقة المشؤومة رغم وعود سابقة بالكشف عنها قبيل الانتخابات، حيث يهدف ترامب من وراء ذلك منح نتنياهو هدية انتخابية تعزز فرص فوزه بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وذلك على غرار الإعلان الأميركي السافر بشأن مرتفعات الجولان السوري المحتل، وقبله الاعتراف بالقدس كـ(عاصمة موحدة للكيان الصهيوني).
وفي هذا الصدد أكد المبعوث الأميركي الخاص المعني بقضية الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أن إدارة ترامب لن تكشف البعد السياسي لـ(صفقة القرن) قبل الانتخابات الإسرائيلية، وذكر في تغريدة نشرها أمس على حسابه الرسمي في موقع (تويتر): (اتخذنا قراراً ألا نكشف عن رؤيتنا لذلك (أو أجزاء منها) قبل الانتخابات الإسرائيلية).
ويأتي هذا التصريح بعد أن أشار ترامب الإثنين الماضي إلى أن البعد السياسي من صفقة المؤامرة التي تعمل عليها إدارته، قد يتم إعلانه قبل الانتخابات الإسرائيلية التي من المقرر أن تجري في 17 أيلول، نتيجة فشل نتنياهو بتشكيل الائتلاف الحكومي عقب الاستحقاق الانتخابي السابق، في نيسان الماضي، بسبب خلافات سياسية داخلية عدة، إضافة إلى مشاكله القانونية.
وأجلت إدارة ترامب مراراً الإعلان عن البعد السياسي من الصفقة على خلفية التطورات في الكيان الصهيوني إضافة إلى الرفض القاطع للعمل بها من قبل الأطراف الفلسطينية، التي سبق أن قاطعت الشق الاقتصادي من الصفقة تحت مسمى (ورشة البحرين)، التي عقدت من 25 إلى 26 حزيران الماضي.
من ناحيته أعلن نتنياهو أنه يتوقع من واشنطن أن تنشر البعد السياسي لـ(صفقة القرن) بعد انتخابات الكنيست، وقال نتنياهو أمام تجمع لأنصاره في إطار حملته الانتخابية: علمنا بأن (صفقة القرن) ستنشر وتقدم للعالم بعد الانتخابات.
وعلى النقيض من ذلك أفاد موقع (والا) الإسرائيلي بأن ترامب، قد يستعجل بالإعلان عن (صفقة القرن) بسبب طموحاته المتعلقة بالسباق الرئاسي في الولايات المتحدة عام 2020.
وحسب الموقع القريب من الاستخبارات الإسرائيلية، فإن المراقبين يشيرون إلى أن ترامب قد يعلن عن الشق السياسي من الصفقة قبل انتخابات الكنيست.
ويقول المراقبون إن ذلك متعلق باعتبارات ترامب السياسية وطموحاته للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020، وإن ترامب يحتاج إلى إنجاز دبلوماسي كبير يميزه عن منافسيه الديمقراطيين والرئيس السابق، باراك أوباما.
وحسب الموقع فإن ترامب كان ينظر إلى صفقتين مع كوريا الديمقراطية أو إيران بمثابة الإنجاز المحتمل، لكن الفرص لتحقيق الصفقتين مع بيونغ يانغ وطهران تقلصت، ولذلك نتيجة تهربه من التزاماته مع الدولتين.
وأضاف الموقع إن فريق ترامب يعتقد بأن (صفقة القرن) قد تمنح ترامب جائزة نوبل للسلام، علماً أن تلك الصفقة كتب عليها الموت قبل أن تبدأ.