وذكر ظريف أثناء منتدى «الأمن الجماعي في العالم الإسلامي» بكوالالمبور الماليزية أمس أن رفع العقوبات الأميركية قد يساعد في إنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي من جانب واحد.
وأشار إلى أن لدى طهران الحق في تقليص التزاماتها ضمن الصفقة بعد انسحاب الولايات المتحدة، لكنها تستطيع العودة إلى مسؤولياتها في حال عودة واشنطن إلى تطبيق التزاماتها واستئنافها الحوار مع طهران، وتابع: نستعد للخروج من الاتفاق لأنه ليس لدينا شيء سنخسره.
وفي ما يتعلق بإمكانية بدء التفاوض مع الولايات المتحدة قال ظريف: هم منخرطون في الإرهاب الاقتصادي، والمبدأ الأساسي للعالم المتحضر هو عدم التفاوض مع الإرهابيين، وإذا كانوا يرغبون بالتفاوض فعليهم التخلي عن الإرهاب الاقتصادي، لا يمكن لنا التواصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ما لم تتوقف عن فرض الحرب وممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني».
من جانبه هدد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده باستهداف القواعد والبوارج الأميركية في قطر والإمارات وخليج عمان عند سقوط أول صاروخ أو قنبلة أمريكية على إيران.
وقال: قمنا بتحديد الأهداف في القواعد الأميركية في الإمارات وقطر مسبقا تحسبا لهجوم أمريكي، وأشار إلى أن استخبارات دول صديقة أبلغتنا بوجود نية لدى أميركا لمهاجمتنا لكننا كنا نعرف أن ذلك لن يحصل، واعتبر أن إسقاط الطائرة الأميركية أبعد شبح الحرب عن إيران.
وأضاف: بعض المسؤولين لم يصدقوا بعد أن الأوروبيين جزء من المخطط الأميركي الشيطاني الذي يسعى إلى إخافتنا من وقوع الحرب في حال انسحابنا من الاتفاق النووي»، معتبرا العقوبات الأميركية سلاحا فارغا.
إلى ذلك أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن الاتحاد يؤيد عقد محادثات بين واشنطن وطهران ولكن فقط إذا تم الحفاظ على الاتفاق النووي الحالي مع إيران.
ورحبت موغيريني بشكل حذر بفكرة إجراء مفاوضات، بعد أن أعلن ترامب مؤخرا إنه منفتح على لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال أسابيع.
وقالت لدى وصولها لحضور اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع لدول الاتحاد الأوروبي في هلسنكي: نحن دائما نؤيد إجراء محادثات، كلما تحدث الناس كلما فهموا بعضهم البعض بشكل أفضل، على أساس الوضوح والاحترام.
غير أنها أضافت أولا وقبل كل شيء يتعين الحفاظ على ما هو موجود، وتحديدا الاتفاق الموقع عام 2015 والمعروف رسميا باسم خطة التحرك الشاملة المشتركة.
وقالت»سندعو باستمرار للاحترام الكامل من جميع الأطراف لقرارات مجلس الأمن الدولي وهذا يشمل خطة التحرك الشاملة المشتركة.
من جهتها أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أمس أن الاتحاد الأوروبي لديه تحفظات حيال العملية البحرية الأميركية لمواكبة السفن في مضيق هرمز.
وقالت بارلي في تصريح لفرانس برس قبيل جلسة غير رسمية مع نظرائها الأوروبيين في العاصمة الفنلندية هلسنكي: لا نريد أن نكون ضمن مخطط لمراقبة السفن ولكننا نريد ضمان حضور ردعي في الخليج، مشيرة إلى دعم فرنسا لفكرة نشر بعثة مراقبة أوروبية في المنطقة.
وأوضحت بارلي أن فكرة نشر بعثة مراقبة أوروبية أيضاً تشهد تعثراً لأن عدد دول الاتحاد الأوروبي المستعدة للانخراط تعد على أصابع اليد الواحدة، مضيفة إنه سيكون مؤسفاً إعطاء الانطباع بانضمامنا إلى المبادرة الأميركية القاضية بفرض عقوبات قصوى.