والمساهمة في تقدم مجتمعاتهم مستقبلاً فرياض الأطفال نظام يلتحق فيه الطالب المعلم في كلية التربية بجامعة دمشق وهو اختصاص يتبع قسم تربية الطفل افتتح بموجب القرار (286 تاريخ 13/8/2007)، ويهدف إلى إعداد الطالب المعلم إعداداً تربوياً في مجال الموضوعات والتدريبات المتعلقة بالطفولة وبمرحلة رياض الأطفال، ويؤهله للعمل في مؤسسات رياض الأطفال والجهات المهتمة بالطفولة، ومدة الدراسة في هذا النظام أربع سنوات أكاديمية .
هذا ماقالته الدكتورة رانية صاصيلا من قسم المناهج وطرائق التدريس في كلية التربية جامعة دمشق ..
وبدراسة حول مقترحات لتطوير نظام إعداد معلم رياض الأطفال في ضوء التوجهات التربوية المعاصرة أضافت: سيتم التعرف إلى التوجهات التربوية المعاصرة التي اقترحتها الدراسة ومتطلباتها في متن الدراسة الحالية.
وكذلك الاتجاه نحو الاهتمام بالجودة في إعداد معلم رياض الأطفال إذ يعد الاتجاه نحو تبني ثقافة الجودة من أشهر الاتجاهات التربوية المعاصرة وأكثرها انتشاراً ومفهوم الجودة بحد ذاته تطور ليتناول جوانب ومجالات كثيرة من أهمها ضمان الجودة والاعتماد في مؤسسات التعليم ويعرف فريوان جودة التعليم العالي بأنه ((مدى قدرة الجامعة على رسم السياسات وإنجاز المهمات التي من شأنها أن تطور سلوك المتعلم حتى يكون قادراً على الإبداع والتجديد في حياة الأمة العربية بما يواكب العصر)).
ولفتت د. صاصيلا : وما يهمنا هنا جودة نظام إعداد معلم رياض الأطفال ولها جوانب كثيرة منها ما يتعلق بمواصفات الطالب المعلم في تلك الكليات، ومنها ما يتعلق بالأهداف، والبرامج النظرية والعملية المقدمة، وأساليب التدريب والتقويم.
وعن متطلبات تحقيق الجودة في عملية إعداد معلم رياض الأطفال أكدت صاصيلا : يمكن تحديد متطلبات الجودة في ثلاثة أبعاد هي:
- البعد الفردي: تحقيق كليات إعداد معلم رياض الأطفال النمو الشخصي للطالب المعلم، والعمل على تحقيق حاجاته، وهذا يتطلب إجراء دراسات متنوعة تحدد فيها حاجات الطالب المعلم.
- البعد الأكاديمي: التزام كليات إعداد معلم رياض الأطفال بتدريب الطالب المعلم على مجموعة من الكفايات المعرفية والأدائية والمهنية، على أن تتصف تلك الكفايات بمجموعة من المعايير التي يتم تحديدها بما يحقق الإتقان من جهة والمرونة والتطوير من جهة أخرى.
- البعد الاجتماعي: التزام كليات إعداد معلم رياض الأطفال بإعداد الأفراد القادرين على العمل بكفاية في مؤسسات رياض الأطفال، إضافةً إلى إعداد الخبراء والمتخصصين في مجال الطفولة مثل المتخصصين في تصميم البرامج وبنائها، التوجيه والإرشاد، المشكلات السلوكية وصعوبات التعلم والتكيف، الإدارة التربوية، التشريعات المتعلقة بالطفولة، وغيرهم من الأفراد القادرين على تلبية رغبات المجتمع وتحقيق حاجاتهم، وهذا يتطلب ارتباطا مستمرا بين كليات إعداد معلم رياض الأطفال وحاجات المجتمع المحلي من خلال الدراسة المستمرة لخصائص المجتمع وثقافته ومتغيراته والعوامل المؤثرة فيه ومشكلاته وحاجاته المستقبلية.
وعن أسباب تزايد الاهتمام بالجودة في كليات إعداد معلم رياض الأطفال أشارت صاصيلا الى ان ما أثبتته الدراسات من فاعلية إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي يمتد من (4/6) سنوات مقارنةً بالإعداد في مستوى المعاهد ذات العامين والى ازدياد الإقبال على الدراسة في كليات إعداد معلم رياض الأطفال أو ما تسميه بعض الدول كليات رياض الأطفال، وذلك نتيجة لتعدد المجالات التي يمكن أن يعمل فيها الخريج ( ليس بالضرورة لمن التحق في كليات رياض الأطفال أن يكون معلم روضة فقط)، ففي دول أخرى مثلاً بلغ عدد الشهادات التي يمكن أن يحملها العاملون في مجال الطفولة المبكرة ما يعادل (329) نوعاً من الشهادات المعترف بها.
وكذلك ما أكدته الأبحاث من وجود علاقة إيجابية ما بين جودة إعداد معلم رياض الأطفال في مستوى جامعي وتحقيق النمو المتكامل للطفل.
وأردفت صاصيلا : إن إعداد معلم رياض الأطفال إعداداً جيداً يمكنه من تحقيق التوافق والتعاون ما بين الروضة وأهالي الأطفال، وذلك لأن المعلم المعد إعداداً جيداً قادر على إشراك الأهالي بفعالية في البرنامج التربوي للروضة سواء من حيث تربية الأبناء أم من حيث إشراكهم في الخدمات الداعمة للمنهاج في الروضة والعمل التربوي فيها ناهيك عن ان إعداد معلم رياض الأطفال وفق متطلبات الجودة يقدم العديد من الخدمات الاجتماعية، لأن المعلم يتمكن من تحقيق النمو النفسي والاجتماعي السوي لطفل الروضة، مما يجنب الروضة والمجتمع التكاليف الباهظة التي من الممكن أن يتكبدوها نتيجة عمليات إعادة تأهيل الأطفال والخدمات التربوية والنفسية الموجهة إليهم.
وعن صفات برنامج إعداد معلم رياض الأطفال المرتفع الجودة أشارت صاصيلا الى أنه ينمي القدرة نحو التعلم الذاتي ومهارات البحث العلمي وتطوير التفكير العليا والدافعية نحو التعليم بالإضافة إلى نقل المعارف النظرية إلى تطبيقات عملية وكذلك القدرة على التعلم المتقن وتوفير نظام الامتحانات فرصاً لقياس التعلم وتجاوز عملية الحفظ والاستظهار وبذلك يحقق التكامل مع متطلبات المجتمع المحلي من خلال اهتمامه بالقضايا المحلية والعالمية المعاصرة .