مسرحياته تحوي عقدة بسيطة للغاية، وتنطلق عادة من وضعية بسيطة في الظاهر، ثم تتطور بسرعة لتفصح عن تهديد ما، في خطاب عبثي في الغالب ينهض به ممثلون تبدو حركاتهم وأفعالهم بعيدة عن إدراك الجمهور، وهو ما جعله قريباً من جيل «الشباب الغاضب» مثل جون أوزبورن وأرنولد ويسكر وإدوارد بوند، وخصوصاً من صامويل بيكيت الذي تأثر بنتر في بداياته بمسرحه العبثي.
سطع نجمه مع عرض مسرحية «الحارس»، وأعقبها بأعمال أخرى مثل «التشكيلة» و»السكون» و»العشيق» و»العودة إلى الوكر» التي تعرض الآن في باريس قبل أن تجوب مسارح بعض المدن الفرنسية على مدار العام، ثم تلتها أعمال تتسم بموقف إيديولوجي واضح مثل «لغة الجبل» التي يدين من خلالها الحظر الذي كانت تركيا تفرضه على اللغة الكردية، و»النظام العالمي الجديد» التي يفضح فيها المخططات الإمبريالية الأميركية لبسط نفوذها على العالم.
في آخر حياته، توقف بنتر عن الكتابة ونذر قلمه للصراع السياسي، فكان مدافعاً شرساً عن قضايا التحرر في العالم، لا يتردد عن التشهير بالتعذيب وقمع الحريات في الأنظمة الاستبدادية، وإدانة غزو أميركا لأفغانستان والعراق، وحظرها الذي فرضته على كوبا منذ أوائل الستينات، ومساندة القضية الفلسطينية مع أنه يهودي الأصل، في مقالات ينشرها تباعاً في الصحف البريطانية.
يرى النقاد أن أسلوب بنتر فريد، مليء بتشويش لغوي عبثي، تنضح منه سخرية خفيفة، ولّد نعتاً صار متداولاً في المجال الفني ينسب إلى الكاتب، حيث دخلت عبارة «بنتري» قاموس اللغة الإنكليزية منذ عام 1966، ومعناها: «عالم عبثي يتحدث خلاله الشخوص بشكل يوحي بأن حديثهم عرضة للضبط والمفاجأة، مثلما صارت عبارة «ممارسة بنترية» تعني مسرحية يكون مناخها خانقاً أو قائماً في وسط معين».
وليس عبثاً أن يعده المتخصصون أبرز أعلام المسرح الإنكليزي في النصف الثاني من القرن العشرين، لا غنى عنه لكل من يدرس الفن المسرحي والدرامي.