تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


باريس تكرّم الأونّاغاتا الياباني تَماسَبورو

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 5-3-2013
تعني «الأونّاغاتا» الرجل الذي يتقمص دور امرأة للتعبير عن وجدانها بطريقة فنية. هذه التقنية ظهرت في أواسط القرن السابع عشر لتجاوز الحظر الذي وضعه الشوغون،

حيث حرّم صعود خشبة المسرح على النساء أولاً عام 1629، ثم على المراهقين عام 1642 لصيانة الآداب العامة. فقد كان مسرح الكابوكي وقتها يستعمل الممثلات في دور الذكور ويستعمل الممثلين في دور الإناث، لإثارة الضحك بأي وسيلة ولو كانت ماجنة. ‏

ولا تزال تلك التقنية سارية حتى اليوم، في مسرح الكابوكي وفي سواه، وأفرزت الكثير من النجوم أشهرهم على الإطلاق باندو تَماسَبورو الذي درج على أداء دور «الأونّاغاتا» منذ خمسة وأربعين عاماً، حتى فاز بلقب «الثروة الوطنية الحية».‏

وككل ثروة وطنية، لم يكن من السهل استضافته بمسرح شاتلي خلال هذا الشهر إلا بعد محاولات متكررة دامت ثماني سنوات بالتمام والكمال، ما اضطر جان لوك شوبلان مدير المسرح إلى إلغاء بعض العروض المبرمجة أو إرجائها إلى وقت لاحق لتمكين النخبة الباريسية والجالية اليابانية وكل عشاق هذا الفن العريق من التمتع بأداء فنان فريد لم يقدم إلى عاصمة الأنوار منذ ستة وعشرين عاماً، ذلك أن تَماسَبورو، برغم شهرته العالمية، قليل السفر خارج اليابان حيث تتدافع دور العرض على استقدامه، ولم يبتعد عن وطنه إلاّ عندما قبل التعاون مع فرقة الأوبرا في جنوب الصين.‏

وبرغم تجاوزه سن الستين، لا يزال تَماسَبورو محافظاً على رشاقته، مقنعاً في أدائه الأنثوي، ناعم الصوت، خفيف الحركة كأنه يمشي على الهواء. ويفسر ذلك بقوله: «للمحافظة على الأونّاغاتا، ينبغي تجنب التنبه إلى عرض الكتفين ونمو العضلات في الذراعين والساقين. والرب وحده يعلم صعوبة الإبقاء على هذه الهيئة الرشيقة عندما نهرم ويحكم الجسد أحكامه».‏

في مسرح شاتلي إذن، استمتع الجمهور، في حضور ثلة من مشاهير الممثلين والمخرجين مثل آريان منوشكين وبيتر بروك، بعرض عنوانه «سرادق الودَح»، ويتألف من ثلاثة صولوهات عانق خلالها تَماسَبورو الجمال في أبهى صوره: مشهد «يوكي» أو حكاية امرأة يمر بها الوقت وهي تنتظر عشيقها تحت الثلج، مشهد «آوانو يوي» أو الغيرة القاتلة، مشهد «كانيغو ماساكي» أو «وجهة ناقوس المعبد»، في ركح يزينه ديكور خاص يأتلف فيه الثلج المتساقط على أشجار الكرز بالمناظر الطبيعية الخلابة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية