بفعل إجرام وإرهاب العصابات المسلحة، في حين تتمسك سورية حكومة وشعبا وقيادة بصوت الحكمة والعقل والحوار أملاً في الوصول إلى حل سياسي يحقن الدماء ويعبر بالبلاد إلى بر الأمان.
فالمعارضة التي رهنت قرارها ومستقبلها لدول الغرب وأدواته الإقليمية تعول على السلاح والسلاح فقط لتحقيق مكاسب على الأرض، في حين تبذل الحكومة السورية أقصى ما في وسعها لتوفير فرص الحوار الوطني الذي يلبي طموحات السوريين ويخرج البلاد من عنق الأزمة، في المقابل هناك أطراف دولية تنافق بشكل علني ومفضوح، فتارة تتحدث عن الحوار والحل السياسي وتارة أخرى تغدق المال والسلاح «غير الفتاك» على من يرفض الحوار ويكفر بالحل السياسي ويمتهن القتل والنهب والتخريب، في ازدواجية معايير عزّ نظيرها في التعاطي السياسي والدبلوماسي مع الأزمات الدولية.
فالولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون وأدواتهم القذرة في المنطقة يمارسون أبشع أنواع الدجل والنفاق السياسي حين يعلنون حرصهم على الشعب السوري في الوقت الذي تصل فيه أموالهم وأسلحتهم «غير الفتاكة» إلى أيدي القائمين على سفك دمائه ونهب وتخريب مؤسساته وممتلكاته العامة والخاصة، كما جرى ويجري في العديد من المناطق، وفي الوقت الذي يتكفل فيه إعلامهم الفاجر بتشويه الحقائق على الأرض وبث الدعاية الرخيصة بهدف خداع الرأي العام العالمي وتغطية جرائم الجماعات الإرهابية المسلحة والتقليل من شأن الجهود والمساعي التي تقوم بها الحكومة السورية للخروج من المحنة.
تطورات الأيام والساعات الأخيرة غربلت المواقف وأوضحت الصورة، فالحريصون على سورية وشعبها ومنهم روسيا وإيران يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى حل يوقف نزيف الدم ويعيد الاستقرار والأمان لربوع سورية، بينما «أعداء الشعب السوري» الذين تهافتوا كالجراد إلى مؤتمر روما لم يتركوا للصلح والحوار «مطرح»، بعد أن أفرغوا كل ما في جعبتهم من أحاديث المال والسلاح والتدخل الأجنبي، بحيث لم يعد ثمة من يشتبه بمن هم أصدقاء سورية ومن هم أعداؤها..؟!