ما أثار حفيظة المتآمرين و المشاركين في صياغة فبركات جهد إعلامنا في كشف فصولها ، فتفتقت أذهانهم عن خطة جهنمية لإخماد صوت إعلام الحق ، و للأسف طالبوا من على المنابر العربية خنق الحقيقة و التعتيم على الصوت السوري الذي يتصدى لهجمات التضخيم و التهويل ، و أجمعوا على إجهاض فضائياتنا السورية ، ليس لشيء إلا لأنها تنطق بلسان الشعب السوري ..
اعتراف بمصداقية إعلامنا
تصعيد خطير وراء سلسلة من التصعيدات بعد فشل كل عقوباتهم الاقتصادية عن زعزعة أي سوري عن موقفه المتمسك بسيادة وطنه والتمسك به ، كان أخيراً و ربما ليس آخراً الإرهاب الإعلامي ، و تستغرب الدكتورة رشا شعبان – عضو هيئة فنية في كلية الآداب بجامعة دمشق ، من هذا الكم الهائل من الحقد ، و تقول : هكذا اكتملت فصول مؤامراتهم لإكمال مشروعهم ، و ظهروا على حقيقتهم و اتضحت مواقفهم المتناقضة في المضمون و الشكل ، هم يدعون أن إعلامنا كاذب و غير مؤثر و بعيد عن المصداقية على الصعيد العربي و الدولي ، في حين إن اتخاذ مثل هذه الخطوة بمنع بث القنوات السورية على أقمارهم الصناعية ، لهو اعتراف صريح و واضح بأن الاعلام السوري بات يشكل كابوساً لهم لأنه يفقدهم مصداقيتهم ، و إلا لماذا يصرون على تهميشه و يتخذون القرارات لإسكاته و جعله أبكم لا ينطق بما يجري حقيقة على الساحة السورية .
و تعترف د . شعبان بأن إعلامنا ربما يعاني من بعض الهفوات ، و يفتقد لتلك البهرجة و الشكليات الجاذبة و الأساليب المشوقة ، ولكنه من أكثر الإعلام صدقاً و جدية و التزاماً بنقل الوقائع كما هي ، و هنا يظهر دور المواطن السوري بوعيه ، لأن الحقيقة الآن تكشفت وظهرت الديمقراطية الخليجية على حقيقتها و بأبهى صورها و سقطت الأقنعة المزيفة ، و تبدت الحرية التي يدعونها و التي تخرس الصوت الآخر و تصادر حرية التعبير ، فهذا هو الربيع العربي الذي يسوقون له .
محاولة لرسم صورة إيهامية
و برأي د . شعبان أن الاعلام هو المعيار الأساسي للديمقراطية و الحرية ، و عندما يرفضون الصوت السوري ، هم يريدون أن يوهموا العالم بمناخ سياسي و اجتماعي في سورية بشكل يحقق مآربهم ، ويرسم صورة وهمية إيهامية لربيع من صنع أيديهم الخبيثة ، وبمنع حضور الصوت السوري ، يظنون أنهم يستطيعون إسكات تلك الأصوات التي أظهرت عهرهم السياسي و عرتهم ، لتتضح الصورة أمام العالم أي حرية يدعون ، فالاستهداف الإعلامي لا يستهان به لأنه استهداف نفسي يفرض حالة من اليأس و الإحباط ، في حين هم لايعلمون من هو المواطن السوري ، و كيف يواجه هكذا أزمات وطنية ، حيث تتجلى أبهى صور التمسك بالوطن و التمرد على تلك المشاريع التآمرية .
لأنها أوصلت الحقيقة رغماً عنهم
الدكتورة منى كشيك – مدرسة في جامعة دمشق ، كلية التربية – ترى أن هذا الاجتماع الذي تمخض عن هكذا قرار غير معترف به لأنه انعقد في قطر عقر دار التآمر و غرفة عمليات المخططات المعادية لسورية ، و هذا أكبر دليل على التواطؤ على كل ما من شأنه إضعاف سورية ، و مثل هكذا قرارات تندرج تحت مسمى العبثية والفوضوية ، فهم يتعثرون في الخطوات و القرارات و لا يعرفون بأي طريقة سيصلون لهدفهم ألا و هو تدمير و تقسيم هذا البلد ، و قرار إيقاف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية و غير الرسمية على قمر عرب سات و نايل سات ، ما هو إلا وسيلة لئيمة لكم الأفواه و مصادرة حرية التعبير ، وتحجيم المحطات السورية التي استطاعت أن توصل الحقيقة إلى العالم رغماً عنهم ، و هذا ما لا يريدونه لأنه يتعارض مع مآربهم ، و قد لجؤوا إلى هذه الوسيلة بعد أن فرغت أدمغتهم من الخطط .
لابد من خطوات جريئة للرد
و تتابع د . كشيك بالقول .. ربما نسي أو تناسى مدعو الديمقراطية و الحرية أن هذا القرار يتعارض و حق الإنسان بالوصول إلى المعلومة الصحيحة كما يتنافى مع حقوق الاعلام و حرية التعبير و الحق بإيصال حقيقة ما يجري على الأرض السورية إلى العالم أجمع ، و يريدون أن يختصروا الإعلام بمحطات الفتنة و التخريب و الفبركات الإعلامية التي باتوا يتقنونها ، و لا يريدون منافساً و مكذباً لأخبارهم ، و هنا ينبغي على صناع القرار في إعلامنا السوري اتخاذ القرارات الجريئة للرد على هذه القرارات الجائرة ، و إكمال مسيرتهم في إيصال الحقيقة و عدم الإحباط أو اليأس ، و اللجوء إلى التحايل على أهدافهم من خلال فضحهم على مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك و تويتر و يتيوب .
لنترك الحكم للمتلقي
يتساءل علاء قاسم – طالب جامعي - .. بالقول : إذا كان إعلامنا كاذباً و غير ناطق بالحقيقة كما يدعون إذاً لماذا هم خائفون منه ولماذا يصدرون القرار تلو القرار بحق المؤسسات الإعلامية ، في حين يروجون و يبيحون أقمارهم الصناعية لقنوات التحريض و الفتنة و القتل العهر و الانحلال الأخلاقي ، و هذا القرار فيه انتهاك لحق الإنسان في انتقاء مصدر المعلومات الذي يتوافق مع تفكيره و قناعاته ، و هم يريدون أن نتابع محطاتهم فقط و التي يبرزون فيها الأحداث مضخمة بحجم حقدهم ، و ليتصدر خبر سورية نشراتهم الإخبارية وكأن الكرة الأرضية كلها تعيش في سلام و رخاء و لا يوجد موت ولانزاع إلا في سورية ، و نتائج تصعيدهم الإعلامي زخم بالجلسات في مجلس الأمن و الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و أصدقاء سورية ، العالم كله مشغول بنا و التركيز مكثف ، فإن كنا نحن على خطأ دعونا نتكلم و أنتم تكلموا ، و لتكن منافسة شريفة ، و لنترك الحكم للجمهور المتلقي و نحترم العقول ..