تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«البقاء» صراع أزلي بست دقائق ...أيمن الشريف : الأفلام القصيرة بحاجة لأفكار كبيرة وأموال قليلة

سينما
الأثنين 4-6-2012
فؤاد مسعد

مواهب شابة تتلمس طريقها في عوالم الفن السابع ، تعتمد على ذاتها في اكتشاف ما تمتلك من طاقات بإصرار وحب ، وتسعى جاهدة لبلورة هذا الشغف من خلال المتابعة والقراءة والتعلم

، هاجسها التعبير عما يعتلج في داخلها من خلال الكاميرا .. ومن تلك المواهب الشاب أيمن الشريف الذي حقق عدداً من الأفلام القصيرة كان آخرها فيلم (البقاء) الذي مازال يخضع للمراحل الأخيرة من العمليات الفنية ..‏

ويأتي الفيلم بلغته المختزلة الدقيقة ليعطي الأهمية الكبرى للصورة وما جاء فيه من كلمات لم يكن سوى للدلالة مشكلاً مفتاحاً يلج من خلاله إلى قضية ذاك الصراع الأزلي على البقاء ، ولكن هذه المرة هو صراع بين ذكر وأنثى وصراع بين السينما والتلفزيون .. والسؤال دائماً ، لمن البقاء ؟..‏

أيمن الشريف الذي يعمل محاسباً يسعى لادخار المال من عام إلى آخر ليقوم بإنتاج ما يُخرج من أفلام قصيرة ، مترجماً ما يكتنز من أفكار ، وفي سعي لتلمس مفردات تجربته والتقاط الدافع وراءها ، تحدث عن خطواته الأولى التي كان للمصادفة دور فيها (دخلت السينما بداية مصادفة وليس بهدف إنجاز فيلم سينمائي فقد أردت إيصال فكرة لشخص ما ووجدت أن الفيلم هو الوسيلة الأنسب) وتطورت الفكرة عنده لتتحول إلى هاجس ، يقول : سعيت عبر ما أقدم إلى ترجمة مقولة (السينما تخاطب عقولنا) وحاولت إيصال أفكاري إلى الناس من خلال بوابة الفيلم السينمائي . وأول فيلم قصير قمت بإنجازه كان بعنوان (عواطف مؤقتة) ومدته خمس دقائق ويحكي عن عواطف العرب المؤقتة تجاه القضايا الهامة مثل الحرب على غزة حيث تعاطف العرب مع شهداء غزة ومن ثم نسوهم بعد انتهاء الازمة ، ثم قدمت فيلم (أقتلوا وردة) ومدته عشرون دقيقة ويحكي عن الجدار الفولاذي الذي منع أهلنا في غزة من أن يخرجوا لتوق النجاة وفي هذا الفيلم كانت الصورة هي التي تحكي وتبكي . وقد عرض كلا الفيلمين بعدد من المهرجانات (المحبة ، الأنروا ..) .‏

ويؤكد الشريف أنه يعتمد في أفلامه على الصور التي تتكلم (اختصر الحوار واعتمد لغة الجسد لإيصال الفكرة) ويتابع (من الجميل أن توصل فكرتك وتجعل الناس يتأثرون بهمومنا وهنا مكمن عظمة الفن) أما عن السبب الذي دفعه لأن يتناول أول فيلمين له القضية الفلسطينية فيرى أنه عندما تريد أن تصل إلى أكبر عدد من الناس فعليك طرح أفكار تفيد عدداً كبيراً منهم . إلا أن فيلمه الأحدث (البقاء) والذي يعمل جاهداً ليصبح جاهزاً في فترة قريبة ويقوم بعرضه على الجمهور فقد تناول فيه قضية مختلفة ، عنه قال : يطرح الفيلم صراع قوتين لا تقل قوة الأولى عن الثانية ، وكلاهما تتمتعان بحضور مميز ، فعندما نقول أن هناك صراع بين ذكر وأنثى ، نستطيع في بداية الأمر أن نبين الكفة لمن سترجح ولمن البقاء . كما أن البقاء هو نتيجة حاسمة بعد صراع بين السينما والتلفزيون . والفيلم هو صراع السينما بحضورها وأفكارها وقوتها والتلفزيون بحضوره القوي في كل منزل ، وقد طرحت هذه الأفكار من خلال صراع يدور بين زوجين ، الزوج مخرج سينمائي مصري قدم فيلماً ونجح والزوجة مذيعة تلفزيونية مصرية ، وقد عمدت إلى استخدام اللهجة المصرية ، أما مدة الفيلم ست دقائق ، وقد قمت بالإخراج والتأليف والمونتاج ، وجسد شخصيتي العمل كل من رنا العظم (الزوجة) ومحمد الشمعة (الزوج) ، مدير الإضاءة والتصوير عبد القادر الأطرش .‏

يستخدم المخرج الشاب أيمن الشريف كاميرا (HD) لتصوير أفلامه رغم ضعف الامكانيات المادية المتاحة أمامه (قد أعمل سنة كاملة كي أؤمن احتياجات الفيلم وأقوم باستئجار الكاميرا لأقدم فيلمي بها) وهو على يقين تماماً بأهمية الفكرة التي تقول أن (سينما الأفلام القصيرة تحتاج إلى أفكار كبيرة وأموال قليلة) ، وحول ما يلقاه من تعاون أكد أن هناك العديد من الأشخاص الذين عملوا معه دون مقابل وفضلوا أن يذهب أجرهم لصالح العمل على جودة الفيلم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية