وكأن أحداً فوجئ أو أسقط في يده بعودة مدرب منتخبنا الكروي إلى مزاولة نشاطه وممارسة هوايته المحببة ؟! وكأن أحداً لم يكن يتوقع أو تساوره الشكوك في إعادة تسميته مدرباً , رغم أنف من أبى !! فمنذ قدوم الاتحاد الجديد , وربما أثناء معمعة الحملات الانتخابية , سرت شائعة كالنار في الهشيم , مالبثت أن أسفرت عن وجهها حقيقة دامغة لا لبس فيها , وإن تعرجت الطرق ووعرت المسالك , وشابها الكثير من الغموض المفتعل والمواراة البلهاء ؟!
رب قائل إن موعد تسديد فواتير الانتخابات تأخر كثيراً , ولكنه جاء أخيراً , وأن تصل متأخراً خير من ألاتصل أبداً , هذا لسان حال من احترف حياكة الأثواب وفق المقاسات المختلفة , وترجم رغباته الجامحة واقعاً ملموساً قهرياً , وإن استتر برداء القرار الجماعي الذي ينطلق من المصلحة العليا , ولا يلتفت إلى صغائر الأمور وسفاسفها من الجدل العقيم والثرثرة العبثية والجعجعة التي لا طائل منها ؟!
خيار اتحاد كرة القدم برئيسه وأعضائه ولجانه المختصة استراتيجي محض !! يلحظ العمل المستقبلي ويراعي متطلبات المرحلة وظروفها !! ويناقش حيثياتها وتفاصيلها ؟! وقد أتى نتيجة منطقية لهذه المداولات والتمحيصات والرؤى البعيدة ؟! فلم يكن اضطرارياً ولا إنقاذياً , نظراً لضآلة أو اضمحلال فرص ظهور الخيارات الأخرى ! بل هو تتويج لجهود مضنية وحثيثة بذلت في زمن اتصل ليله بنهاره , وخلاصة تجارب وعصارة كفاءات وتراكم خبرات !! وسيلمس القاصي والداني , والمتابع للشأن الكروي وغير المتابع , وذاك الجمهور المتعطش والمتوثب للإنجازات حجم التغيير الجذري الذي سيطول كرتنا عموماً , ومنتخبنا الأول خصوصاً , وماعلينا سوى الصبر والانتظار , ولا بأس إن شطح بنا الخيال واشتطت بنا الآمال إلى أكثر من أحلام التأهل إلى مونديال روسيا , ومعانقة اللقب القاري .