وتستغل كل المنظمات والهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة لتنفيذ أجنداتها الخاصة وتحقيق مآربها وغاياتها العدوانية التي لم تعد خافية على أحد.
موسكو جددت تأكيدها أمس على لسان وزير خارجيتها سيرغي لا فروف أنه لا بديل لخطة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي أنان لتسوية الأزمة وشاطره بالرأي ذاته وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا الذي أكد دعم بلاده لمهمة أنان ورفضها لأي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية.
فقد أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن ما يحدث في سورية يؤكد أنه ليس هناك بديل لخطة المبعوث الدولي الى سورية كوفي أنان لتسوية الازمة بالطرق السياسية الدبلوماسية.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أمس ان لافروف تحدث هاتفيا مع أنان بطلب من الأخير.
وأكد وزير الخارجية أن المهمة الاساسية في المرحلة الحالية تتمثل في توحيد اللاعبين الاساسيين بهدف تأمين تنفيذ خطة أنان بشكل كامل.
وأشار لافروف الى أن روسيا تجري لتحقيق هذا الهدف اتصالات مع الحكومة السورية وممثلي المعارضة لتشجيعهم على بدء حوار سياسي شامل معربا عن أمله في أن يعمل شركاء روسيا وبالاخص الدول القادرة على التأثير على جماعات المعارضة في الاتجاه ذاته.
وقال الوزير الروسي ان موسكو مستعدة لدراسة سبل عمل مختلفة تسمح بتنسيق الجهود الدولية على المسار السوري.
بدوره شكر أنان الجانب الروسي على دعمه لخطة التسوية الاممية.
ووفقا لبيان الخارجية فان أنان أطلع لافروف على نتائج زيارته الى سورية وتقييماته لتطور الوضع فيها.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان روسيا والصين وكوبا صوتت ضد قرار الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي يدين الحكومة السورية فقط بالاحداث المأساوية في بلدة الحولة لانه غير متوازن وغير موضوعي.
وقال بيان للخارجية الروسية أمس ان روسيا والصين وكوبا صوتت ضد هذا القرار لان نصه غير متوازن وغير موضوعي ويتضمن جملة من التقييمات احادية الجانب ويتهم الحكومة السورية دون اي اسس بجميع الجرائم المرتكبة في سورية ويلقي عليها كامل المسؤولية عن انتهاك حقوق الانسان دون ادانة اعمال المسلحين والمجرمين والارهابيين الذين دبروا التفجيرات في دمشق وحلب ودمروا المنشآت العامة والخاصة وقتلوا موظفين وشخصيات اجتماعية ودينية ويغتالون اساتذة الجامعات والاطباء ويختطفون الحجاج المسلمين.
واكد البيان ان روسيا تدين بأشد الحزم قتل المواطنين المدنيين في الحولة بصورة جماعية في 25 ايار الماضي مشيرا الى ان مجلس الامن عقد في 27 ايار الماضي وبمبادرة من روسيا جلسة خاصة لمناقشة هذه المأساة التي ينبغي تحديد اسبابها ونتائجها ضمن اطر التحقيق الذي كلف مجلس الامن بعثة الامم المتحدة للرقابة في سورية باجرائه.
وقال البيان ان نص قرار مجلس حقوق الانسان المذكور يتجاوز اطر صلاحيات هذا المجلس ويتعارض عمليا مع البيان الصحفي الصادر عن مجلس الامن في 27 أيار.
واضاف البيان ان قلقا بالغا جدا ينشأ من محاولات بعض البلدان تحديد المذنبين في مأساة الحولة دون انتظار نتائج تحقيق بعثة الرقابة وممارسة ضغط بذلك على مجلس الامن واستخدام هذه المأساة لتحقيق مصالحها واحباط تنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان.
وأكد البيان الروسي اننا لا نزال على قناعة كالسابق بأنه لا يمكن تسوية الازمة السورية سوى بوسائل سياسية دبلوماسية وعلى اساس التقيد الدقيق دون قيد او شرط من قبل جميع اطراف النزاع بخطة أنان السلمية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وقال ان بلادنا تقف ضد استغلال مجلس حقوق الانسان لاطلاق سيناريو بالقوة ضد سورية ولذلك فمن الهام جدا عدم استباق نتائج التحقيق بالجريمة التي وقعت في الحولة والذي تجريه بعثة الرقابة التابعة للامم المتحدة مع السلطات السورية.
واكد البيان الروسي ان المخرج الوحيد من الازمة السورية بما في ذلك ما يتعلق بجوانب حقوق الانسان يتمثل في وقف العنف ودعم خطة أنان بصورة ثابتة وان روسيا ستتمسك بهذا الموقف وتدعو الدول الأخرى للعمل على هذا النحو ايضا.
.. والبرازيل: ندعم
مهمة أنان ونرفض أي تدخل خارجي
من جانبه أكد وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا دعم بلاده بشكل لا لبس فيه لمهمة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي أنان ووقوفها ضد التدخل العسكري فيها.
وقال باتريوتا خلال مؤتمر صحفي أمس الأول في برازيليا مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو رداً على سؤال حول موقف الولايات المتحدة التي تشكك في أن الدعم البرازيلي لخطة أنان لن يكون كافياً.. ان هذا التفسير هو سوء فهم و ان دعم البرازيل لخطة أنان قد يكون أعلى من مستوى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة.
واشار باتريوتا الى التصريحات الاخيرة لرئيس لجنة الامم المتحدة للتحقيق في سورية البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو لمحطة غلوبو التلفزيونية وقال علينا ان ننظر بجدية لما قاله بينيرو وهو مواطن برازيلي يجمع بين كونه كان مكلفا بالتحقيق في شأن برازيلي وهو الان مكلف بالتحقيق في شأن يخص سورية.
واضاف باتريوتا ان بينيرو يتمتع بالحياد والاستقلالية ولنأخذ ما قاله على محمل الجد حين تحدث عن حالة عسكرة كارثية كما هو الحال في سورية.
وكان بينيرو اعتبر أمس الأول في تصريحات لصحيفة فوليا دي سان باولو البرازيلية أن سورية تشهد نزاعا مسلحا والحكومة السورية لديها اكثر الاسس القانونية لمحاربة المجموعات المسلحة موضحا ان ما يجري في سورية ليس حربا اهلية.
لافروف واشتون يبحثان تطورات المنطقة
من جانب اخر استعرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس في مدينة سان بطرسبورغ الروسية الملف النووي الايراني والتطورات الاخيرة في سورية وذلك عشية قمة روسيا والاتحاد الاوروبي المقررة عقدها اليوم.
ونقل موقع روسيا اليوم عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قوله في تصريح امس ان قمة روسيا و الاتحاد الاوروبي ستبحث الاجندة الدولية بما في ذلك الوضع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وخاصة في سورية ولبنان كما ستبحث الملف النووي الايراني والوضع في شبه الجزيرة الكورية مبينا ان الجانب الروسي سيؤكد خلال القمة ضرورة احترام القانون الدولي وأولوية الامم المتحدة و مجلس أمنها في معالجة النزاعات الدولية.
وفي هذا الصدد اعتبر أوشاكوف ان العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ذات طابع استراتيجي وتتطور بديناميكية جيدة لافتا الى أن الاتحاد الاوروبي هو الشريك الاقتصادي التجاري الاكبر لروسيا اذ ان حوالي 50 بالمئة من حجم التجارة الخارجية الروسية يشكله التبادل التجاري مع دول الاتحاد الاوروبي.
و يرأس الوفد الروسي الى القمة الرئيس فلاديمير بوتين في حين يرأس الوفد الاوروبي رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبي ورئيس اللجنة الاوروبية خوسيه مانويل باروزو اضافة الى اشتون والمفوض الاوروبي لقضايا الطاقة.