- وصل عدد من السيارات الفارهة إلى مكان الاجتماع بعد نصف ساعة على الموعد المحدد.. ونزل منها رئيس الوفد ومعه 10 مسؤولين،
جميعهم متأنقون..
جلس المسؤولون على المنصة، وكانت القاعة تغص بالمزارعين، وبدأ رئيس الوفد حديثه:
إن بلادنا رائدة في إنتاج أفضل أنواع الحمضيات والتفاح والزيتون على مستوى العالم.. (صفق أعضاء الوفد بحرارة فصفق الحضور)..
وهذا إن دل على شيء - أيها الإخوةّ المزارعون - فإنما يدل على نوعية التربة الخصبة في بلدنا وعلى جهودكم العظيمة في رعاية مزروعاتكم والاهتمام بها... (يتكرر التصفيق)..
أريد أن أخبركم أيها الإخوة أننا في كل عام نقوم بتشكيل عدد من اللجان لدراسة كيفية تصدير محاصيلكم الزراعية إلى الدول الصديقة..(يتكرر التصفيق)..
كما أننا في كل عام نرسل عدداً من الوفود إلى بعض دول العالم لدراسة أسواقها وأسعارها وتحديد حاجاتها.
ويسعدني أن أخبركم أننا أحدثنا منذ فترة عدداً من الفروع، وأنه تم تعيين عدد من المديرين لتلك الفروع ليكونوا على تواصل معكم للوقوف على مطالبكم ودراستها.
أحد المزارعين يرفع يده طالباً الكلام فيوافق المسؤول..
المزارع: نحن نسمع منكم نفس الكلام منذ سنوات دون أن نلمس عملاً لكم على الأرض، لدرجة أننا بدأنا بقلع أشجار الحمضيات!
وما إن سمع المسؤول عبارة (قلع أشجار الحمضيات) حتى بدأ يبكي وينتحب وسالت دموعه حتى ملأت القاعة، وكادت تحدث طوفاناً يُغرق الحاضرين، لولا أن مزارعاً حصيفاً، نهض واقفاً، وقال:
سعادة المسؤول: إن زميلنا يكره أجواء الفرح التي نعيشها حين نلتقي بكم، فلا تهتم لما قاله..
المهم هو أن تُطمئِنّا إن كنتم قد قمتم بتجهيز مقراتكم الجديدة بما يلزم من أثاث وسجّاد ومكيفات وسيارات وسكرتاريا للمديرين..؟!
فتوقف المسؤول عن البكاء وقال: أحيي فيك روحك الوطنية.. نعم لقد جهزنا كل ذلك.