سيف أردوغان .. الخشبي !؟
نافذة على حدث الثلاثاء8-10-2019 فؤاد الوادي بسيف من خشب، وخوذة من ورق، قرر أردوغان أن يخوض معركته الأخيرة ويبدأ بشن عدوان على الجزيرة بذريعة محاربة ميليشيا قسد مع السراب الذي يدخله خاوياً وعارياً من كل شيء حتى من ورقة التوت التي لطالما حاول ستر نفسه فيها.
في آخر ذلك النفق المظلم ، ينتظر الأميركي متفرجاً ومتخفياً وهو يتابع عن كثب ودون تصفيق أو تشجيع مجريات ووقائع المعركة الخرافية لأردوغان مع الوهم، والتي يعرف جيداً نتائجها سلفاً، في مشهد يشبه مصارعة الثيران، حيث آخذ الأميركي دور المصارع وحمل الراية الحمراء ولكم أن تتخيلوا ما سوف يفعله أردوغان على الحلبة، وهو يحاول نطح الأميركي الذي سيمارس هوايته المحببة وهي طعن حلفائه وأدواته بالسهام، وفي الغالب سوف تنتهي تلك المصارعة بانهماك المحارب و مصرع (الثور)، قد يكون العدوان الذي شنه أمس أردوغان في الجزيرة السورية جزء من المحاولات المحمومة المتواصلة التي يقوم بها النظام التركي للعبث بالعملية السياسية من جهة، وهي كذلك جزء من محاولات الضغط التي يمارسها أردوغان على حليفه وشريكه الأميركي للتنازل على الورقة الكردية، على اعتبار أن تلك الورقة تشكل للأميركي ورقة ضغط على التركي أيضاً الذي يلعب على كل الحبال ويتنقل من حضن الى حضن، والذي بات يشكل مصدر قلق وريبة لواشنطن ودول الناتو عموماً بسبب تحالفاته مع الروسي وتقلباته ومواقفه الغامضة.
قد يغامر أردوغان ويلهث خلف الجزرة الأميركية ولكن عليه قبل ذلك أن يحسب العواقب جيداً، لأن مثل هذه المغامرة التي تبدو أشبه بالمقامرة قد تكلفه الكثير الكثير، ولاسيما فيما يتعلق بتحالفاته وتفاهماته وتعهداته التي وقعها مع الروسي والإيراني.
|