لكن واقع المدارس وتجهيزاتها في الكثير من الأرياف لا تسمح لهم بتنفيذ أفكارهم.
على الرغم من أهمية حصة الرياضة للصحة النفسية والجسدية للأطفال، إلا أن المعلم والمعلمة مهما بلغت درجة كفاءتهم وامتلاكهم لطرق حيوية في الإعطاء، لا تتوافر المواد المطلوبة لتحقيق تلك الفائدة، فلا يوجد ما يساعد على لعب كرة السلة، أو طاولة البينغ بونغ، أو الريشة الطائرة، ولا غيرها من الألعاب، كما تفتقر باحات المدرسة نفسها للشروط الملائمة للعب.
الحال ليس بأفضل بالنسبة لحصة الرسم والموسيقا، لكن قد يستطيع بعض معلمي ومعلمات الرسم بالتعاون مع الإدارة والأهالي تأمين بعض المواد الأولية من ألوان وكرتون وإعطاء الحصة حقها وتحقيق المتعة والفائدة للطلاب والطالبات.
عاش أطفالنا خلال السنوات الماضية صعوبات الحرب، واليوم هم بحاجة لتحقيق بنائهم ونمائهم السليم، إضافة إلى تنمية الجانب الروحي والفني في شخصياتهم، وإعادة إدماجهم في مجتمعاتهم، ومع الحديث عن محاربة ثقافة العنف والتطرف الديني، لا بد من الالتفات إلى دعم هذه الحصص الدرسية، وإذا كانت ميزانيات مديريات التربية في الأرياف لا تسمح بشراء المعدات والمواد الأولية، لا بد من التعاون مع البلدية والمجتمع المحلي لدعم المدارس التي تحتاج خاصة في الأرياف البعيدة، وهذا ما يوفره قانون الإدارة المحلية لكنه يحتاج للتفعيل.
يحرم الأطفال في الأرياف من الكثير من الأنشطة المفيدة، ولا بد من تخصيص برامج خاصة بهم، إن كانت الحكومة ووزارة التربية يعملان على تحقيق تنمية فعلية في الأرياف.