وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية وخرقاً فاضحاً للأهداف التي أنشئت الجامعة العربية من أجلها.وقال المصدر ان سورية تؤكد إدانتها لهذا القرار الذي جاء في إطار الخطة التآمريه الموجهة ضد سورية من قبل أدوات تنفذ هذه المخططات التي باتت مكشوفة لجماهير شعبنا في سورية والوطن العربي.لا شك أن القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية فيما يتعلق بسورية حالة تراجع خطيرة عن مبادىء وأسس العمل العربي المشترك ومن كون الجامعة هي بيت العرب لأن مضامين هذه المقررات تشكل عملاً عدائياً وغير بنّاء في التعامل مع الأزمة في سورية، وكل ذلك يتناقض جذرياً مع الرؤية العربية الحقيقية والصادقة والجادة من أجل معالجة قضايا العرب في شؤونهم، ومن أجل إيجاد الحلول الكفيلة بوضع العلاقات العربية-العربية على مسارها الايجابي والصحيح.
إن قرارات الجامعة العربية هي استقالة للجامعه من مهامها القومية ومن شؤونها العربية بهدف تدويل الأزمة السورية خدمة لمشاريع غربية تسعى إليها دويلة قطر، وإنها تسعى لعدم ايجاد حلّ لهذه الازمة، ان هذه القرارات المشؤومة هي اساءة إلى سورية العروبة وتعريض أمنها وسيادتها للخطر. ها هي سورية قلب العروبة.. ودعامتها القوية صمدت في وجه الرياح العاتية التي أرادت أن تقتلع منها روح الحق وروح الصمود والمقاومة..
وها هي الأحداث تثبت انها قوية وصلبة في كل مواقفها القومية والوطنية، فمن دمشق انطلقت الامبراطورية العربية ليشع نورها على العالم شرقاً وغرباً، ومن دمشق انطلقت فكرة تحرير العرب من السيطرة الأجنبية في بداية القرن الماضي.سورية هي هكذا تضع الهّم العربي على رأس أولوياتها ولكونها كبيرة في عروبتها ومعتزة بتاريخها ولأن ما يجري على الأرض من حصار وعدوانية أمريكية أطلسية صهيونية متصاعدة تستدعي الصمود ويوجب عملاً موازياً على مختلف الساحات لتوفير وسائل الردع المناسبة.إن سورية رائدة الفكر القومي والحريصة كل الحرص على المصلحة القومية العليا خاضت وتصدت للحروب العدوانية دفاعاً عن الأمة العربية وقدمت التضحيات في سبيل قضيتنا العادلة في استرجاع الحقوق والدفاع عن الوطن ذلك أن سورية اليوم لا تمثل نفسها، ولا مساحتها الجغرافية وانما تمثل كل العروبة، أرضاً وكرامة ومصيراً..
وسورية العروبة كان قدرها وما يزال أن تنوب عن الأمة في مواجهة العدو الصهيوني، وان تكون مستعدة لدفع ضريبة الشرف القومي.. هي سورية العريقة القديمة، هي شقيقة التاريخ والأزل، وهي الصبية على الدوام.. هي الدرة الرائعة التي طالما سال لعاب الطامعين، ولكنها كانت دوماً تقف شريفة أبية كالطود تدافع عن كيانها، وعن موقعها في قلب هذا العالم بالذات.ولأنها.. على مر التاريخ لم تكن غير تلك المدينة الواقفة على ثغور الكرامة والشرف القومي.. وعلى فوهة البركان والعنفوان العربي، ولم تكن غير الصوت المجلجل في سماء هذا العالم، عندما يعم الصمت والحيرة في هذا المكان أو ذاك من ساحة الوطن العربي، تذود عن حلم العروبة وشرفها وكرامتها.. ولأنها كذلك فقد قصدها الشرفاء والعلماء والمبدعون والمناضلون والمضطهدون، من كل زاوية ومدينة وعاصمة على امتداد الوطن العربي، حاملين لدمشق المحبة والإكبار والعرفان والوفاء..ودمشق العروبة، في موقعها من الكرة الأرضية، على مرأى من قلوب الملايين وعناقهم، تطير إليها النفوس، وتصدح لها حناجر الشعراء، ويطلق المحبون العنان، لمساحات فرحهم وزهوهم ومحبتهم لها، ولأهلها الطيبين.. خلقت وستبقى للمجد، والعز منقوش في جبهات شعبها، ومن يحمي حماها، ويمسك بدفتها، وربانها يكون له حصة لا منازع لها في القلب.ذلك أن دمشق لم تكن في يوم من الأيام، غير بوابة العرب ومحجتهم، وموئلهم، وملاذهم الذي يحميهم، ويحتضنهم، ويكفلهم، ويرعاهم.. ولأنها كذلك، فقد فتحت قلبها، ومدت ذراعيها لكل القادمين من أرض العرب في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال، وتمسح أحزانهم، وتغسل عن جباههم غبار السنوات العجاف.
كما أن سورية القلب الحبيبة لم تسلم يوماً مستجيرين بها من تهديد الظلم والتعسف والموت لأنها حاضنة آمنه لكل الذين يستشعرون القهر في بلدانهم.وستبقى سورية العروبة القلعة الحصينة بتلاحمها.. العظيمة بأمجادها وأن اختلفت تنتقل من الجدال إلى الحوار والحب، تصوغ سورية المتجددة وتنصهر جسداً واحداً، ومهما ادلهمت دياجير المهادنين والخائفين والمترددين الذين يفتعلون الأزمات مع دمشق الحضارة.. قمر الأمة المتلألىء في سماء الله.. تكبر في عيون العرب والمسلمين، متوهجة ومتألقة بشعبها، تسرج الخيول للغد الأبهى الواعد بالزمن العربي الذي ترفرف في سمائه رايات العروبة والانتصار.. ولأننا نحب أمتنا وننتمي إليها، فقد أحببنا (دمشق) وآمنا بها، معنى ودوراً، ورسالة، وتمسكنا بها مقصداً، ومكاناً لآمالنا وأحلامنا وأوجاعنا.مدخرين لها دماً، وعرقاً، وجهاداً، يمسح عن جبينها غبار العدوان ويستلهم من صبرها وصمودها، معاني الاقتدار والبسالة، والوجع القومي الذي يعمق الإحساس بوحدة الامة وشرف الانتماء اليها..ويفيض بالأمل واليقين بحتمية انتصارها، وهزيمة أعدائها الطامعين والمحتلين للجولان (هضبة العرب الصامدة).وحسبنا قول الشاعر:ستظل دمشق حبيبتنا وسيشرق فجر الجولان بردى من زمن أعرفه سيفيض بوجه العدوان .
صحفي عراقي