تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحرب على ليبيا خارج القانون الدولي!!

لوموند
ترجمة
الأحد 29 -1-2012
ترجمة: سهيلة حمامة

هل كان ينبغي التدخل في ليبيا قبل شهور عدة.. وبالأولى هل أمر التدخل في أراضيها كان مبرراً أو مشروعاً؟ وهل كان قصف الدبابات التابعة لقوات العقيد معمر القذافي والمتجهة صوب مدينة بنغازي واجباً ولازماً؟

ألم يتجاوز حلف شمال الأطلسي صلاحياته حد التعسف واستنزاف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2005 الخاص بحماية المدنيين الآمنين من كل انتهاك في أي مكان في العالم الواسع؟ ألا تشير هذه التجاوزات اللامنطقية على الإطلاق إلى استطالة وامتداد الأذرع الامبريالية الغربية المتشابكة على مجمل قارات العالم وخاصة العالم العربي بقوة التسلط المفرطة؟‏

ألم يعمل على النأي بسياسة الحياد وإحلال سياسة التدخل بدلاً منها؟‏

ألم يصر إلى إخلاء الساحة للسياسة الانتهازية المتحفظة والتخلي مقابل ذلك عن سياسة حقوق الإنسان الصحيحة والموثوقة؟‏

ألم يتم استبدال السياسة السلمية للحلول التفاوضية بسياسة أخرى تسمى العسكرة الإنسانية؟‏

يرى الفيلسوف الفرنسي الصهيوني، برنارد هنري ليفي، أن فورات هذه المدينة الوادعة الواقعة شرق العاصمة الليبية، طرابلس والتي تعيش في هذه الأيام حالة تمزق واقتتال وعرضه أيضاً لأسوأ عمليات الابتزاز والانتهاك، يرى أن لوحتها القاتمة، الآن إنما تماثل تماماً تلك اللوحة التي رسمتها الأوضاع المأساوية قبل عام 1995 في إقليم بوسنة- الهرسك المطوق بقوات تابعة للجنرال داتوك مالدييس. الأمر الذي وفر لهذا الفيلسوف الصهيوني فرصة ثمينة لشفاء « جروحاته النفسية» في البوسنة جراء رفض الرئيس الفرنسي الأسبق آنذاك، فرانسوا ميتران توسطه اللجوج لطرد البلقانيين من القبائل المقيمة في ذلك الإقليم ودون أن يتوصل حقيقة لفك الحصار عن سراييفو.‏

ومرة أخرى يرى برناردليفي أن الدماء في مزداته الليبية سوف يسيل هادراً تحت نظر الغرب المتواطئ والعاجز، وسوف تكون هذه المدينة محطة أخرى لسلسلة من حروباتهم!‏

في كتابه« حروب دون أن نحبها» يكتب ليفي:« تدخل الناتو يشهد على ظهور يوتوبيا حديثه» يجسدها قانون التدخل ليس بالإعلان عنه فقط بل وتطبيقه في نهاية المطاف.. ياللخزي من إفلاس فكري متجدد كهذا!!‏

روني برومان طبيب وباحث سياسي يعترف ويقر بمقولة ليفي تلك لكنه يرفض تماماً فكرة« الحروب الإنسانية» والتي يتخفى في ثناياها« استعمار جديد» بأقنعة متعددة..‏

وفيما كان روني برومان منخرطاً في برنامج المساعدات الدولية عام 1977، شهد حالات طوارئ عديدة في كل من كمبوديا ورواندا وذلك أثناء قضية التعبئة العالمية لمكافحة الجوع في تلك المناطق وفي أثيوبيا أيضاً /1984- 1985/ وأكد أن « المساعدات الإنسانية» الشاملة والتي ينبغي أن تكون نزيهة وتامة قد قامت على أكتاف طغاة كثيرين بإمكانهم جميعاً استردادها إلى جيوبهم بشتى السبل الدنيئة والخبيثة إلى حد استنزاف حياة هذه الطبقة المعدمة.‏

أنصار الفيلسوف الفرنسي الصهيوني يؤكدون أن معلمهم وليس سواه قد أنقذ بنغلاديش، كما وأنه خلص كل من دارفور وليبيا من الهمجية والبربرية المتفشية في أراضيها.. ولكن بعض الثالبين من مؤيديه يلقي باللاءمة عليه ويعيب تدخله المتسرع وطريقته المشينة في تقسيم العالم ما بين فاش ومقاوم..‏

روني برومان لا يحب المانوية / عقيدة الصراع بين النور والظلمة/ ولاالحروب فيما يؤكد برنارد ليفي أنه باسم مكافحة الشر ينبغي صنعه أحياناً وافتعاله« دون أن نحبه» لامناص من إضفاء سمة التزلف على هاتين الشخصيتين اللتين تدعيان أهمية مراقبتهما وإشرافهما على الكوكب الأرضي الممزق..!!‏

إلا أن الاثنين معاً، روني وبرنارد ليفي، قد اختلفا بخصوص وجهة نظرهما لمسرح العمليات في ليبيا، حيث عارض روني تواجد أرتال من الدبابات التي تنقض على بنغازي.. كما ويتهم محطة الجزيرة بالكذب والافتراء حين أعلنت أن طائرات القذافي تهاجم المتظاهرين في طرابلس، فيما يقسم ليفي بأغلظ الإيمان أنه شاهد ركاماً من الدبابات المكلسة والمحترقة على أبواب بنغازي ويلوم زميله روني أشد اللوم لإدراكه القصير وتمييزه الخاطئ للحالة الليبية والذي لم يتمكن من ملاحظتها إلا« بعد المعركة» على حد تعبيره..‏

وأيا تكن خلاصة تأويلهما وجدالهما لابد لنا من التساؤل: هل الحروب شر لابد منه؟ هل من معنى لحرب استباقية أو وقائية؟‏

هل تساهم الحروب في نشر الديمقراطية وإرسائها؟‏

وأخيراً هل الحرب في ليبيا وبعدها في دول عربية عدة، كما يرسم لها الغرب ليلاً نهاراً، عادلة؟ أفول في نهاية المطاف أن تطرف بعض الحكام العرب في تسلطهم على شعوبهم، والراديكالية الإسلامية في جوانبهم ساهمت إلى حد ما في تسهيل خطوات الحرب الغربية على هذه المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية