في البنتاغون خلال عرضه للرؤية الأمريكية وأولوياتها للسنوات القادمة بعد حربين طويلتين في كل من العراق وأفغانستان.
اوباماأقر بأن العجز في الميزانية وعبء الديون يلزمان الولايات المتحدة بإجراء تخفيض في عدد قواتها نتيجة الضرورة بخفض الميزانية العسكرية بقيمة ( 450 )مليار دولار خلال عشر سنوات.
لكن هل عملية شد الحزام التي أعلن عنها اوباما هي نوع من تقليص عتاد القوات الأمريكية كماً ونوعا ً ؟
لا با لتأكيد, إنه يقصد إعادة تقييم استخدام السلاح ليكون أكثر فتكاً ودموية ومن خلال جماعات وعصابات ومرتزقة
يعملون لحساب شركات أمنية سرية تتبع لـ ( سي أي أيه ) كما حدث ويحدث في ليبيا وسورية.
إن الإنفاق العسكري الأمريكي الذي تضاعف في السنوات العشر الأخيرة يشكل ( 50 % ) من الإنفا ق العسكري العالمي , أما ميزانية البنتاغون المتوقعة لعام ( 2012 ) فبلغت (553 ) مليار دولار و ( 662 )ملياراً لعام ( 2013 ) وهذه الأرقام تتجاوز ميزانيات الدفاع للعشر دول الأكثر تسليحاً مجتمعة بعد واشنطن .
وهكذا ومع تقليص الإنفاق العسكري ( 45 ) ملياراً سنوياً ولعشر سنوات قادمة فإن ذلك سيترافق بتخفيض بتعداد القوات البرية من ( 000 750 ) إلى ( 250000 ) لأن هذا القطاع سيشهد إلى جا نب التغيرات السابقة تحولات استراتيجية وتكتيكية جديدة تم تجريبها في ليبيا حيث تمكنت القوات الجوية والبحرية وبالتعاون مع الناتو من توجيه ضربات مكثفة ضمنت لها كسب الحرب وبخسائر لا تذكر وتكاليف تحملها الحلفاء النفطيون العرب وكذلك سدد قسماً كبيراً منها الحكومة الليبية الجديدة من خلال الأ رصدة المفرج عنها إضافة إلى سرقةالنفط الليبي ولعشرات السنين .
وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا صرَح في المؤتمر الصحفي بأن القوات الأميركية ووفق الإ ستراتيجية الجديدة ستكون أكثر سرعةًً ومهارة ولديها القدرة على انتشار أفضل وبذلك ستكون الولايات المتحدة قادرة على خوض اكثر من حرب ب وفي أكثر من مكان بل وتجريب أنظمة أسلحة ذات تكنولوجيا عالية والسيطرة على الفضاء مع التركيز على دور الإ ستخبارات والقوات الخاصة.
عندما كان ليون بانيتا يشغل منصب مدير الـ (سي أي أيه) والتي تعد واحدة من ( 17 ) منظمة فيدرالية من منظوما ت الاستخبارات أسهم وقتها في سرعة تحول هذه المنظمة إلى منظمة عسكرية حقيقية حيث تم استخدام طائرات مقاتلة في قصف أفغانستان وأخرى من دون طيار لضرب أهداف وشن غارات على أكثر من بلد كما اُنشئت قواعد عسكرية لقوات الكوما ندوس في اليمن وفي عدة بلاد أخرى.
تنتشر القوات الأمريكية اليوم في ( 75 ) بلداً على امتداد العالم بينما كان انتشارها عام ( 2010 ) في (60 ) بلداً يتبع لها شركات أمنية ومنظمات سرية لها ميزانيات سرية لا يدرك أحد حجمها لأنها توظف عملاء ومرتزقة يعملون في الظلام .
إن الحروب الأمريكية القذرة والإجرامية في المنطقة خلال العشر سنوات الماضية والتي فتكت بالبشر والحجر على حد سواء تجسد الإرهاب بكل صوره وأشكاله وهي التي كانت تُدار بأدواتٍ وأسلحةٍ وأيدٍ وعقولٍ أمريكية , أما اليوم فماذا يمكن ان نصفها وهي تُدار با يدي عملاء و عصابات مسلحة وبتكتيك أمريكي وبتمويل عربي خليجي كما يحدث الان في سورية ( وفق الاستراتيجية التي تتبناها واشنطن حالياً ) !!! ؟
هكذا تريد الإدارة الامريكية وهي التي تستعد لخوض معركة الانتخابات الرئاسية أن تقود العالم باستراتيجية جديدة تعتمد على تخفيض العدد الإجمالي للقوات الأمريكية من ( 000 400, 1 ) إلى أقل من مليون وبخاصة مع الانسحاب من العراق الذي تم في نهاية عام ( 2011 ) وكذلك الانسحاب المتوقع من أفغانستان في العام ( 2014) .
لكن صراع القوى الكبرى يبدو أنه قد بدأ... فالتنين الصيني نهض فارضاً نفسه كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية والدب الروسي هو الآخر استفاق وصحا من ترنحه ورئيس الوزراء الروسي صرح منذ ايام بأن زمن القطب الواحد قد انتهى ! ولذلك كيف ستستطيع واشنطن أن تقود العالم في ظل صراع القوى ؟ حقيقة هذا يتطلب من واشنطن سعي حثيث لامتلاك منظومات أسلحة متطورة تكنولوجياً وبقائها على رأس المتسابقين وخاصة في سباق التسلح النووي حيث أن الولايات المتحدة تمتلك في العام ( 2010 ) ( 5113 ) رأساً نووياً بينما تمتلك روسيا ( 4600 ) رأس نووي وباقي الدول النووية مجتمعة ( فرنسا , بريطانيا, الصين , باكستان , الهند , كوريا الشمالية , اسرائيل ) ( 1000 ) رأس نووي .
هل كل ما تقدم يتفق مع نيات واشنطن بتخفيض قواتها وتقليص ميزانياتها؟ !!
إن ما صرح به الرئيس الأمريكي لا يمت إلى خفض سباق التسلح بصلة ويبدو أن أقواله في البنتاغون ليست سوىتصريحات اعلامية هدفها تحسين صورة الولايات المتحدة وهي تتحفز لبسط هيمنتها علىهذه المنطقة الحيوية من العالم ولتلميع صورته وهو يتهيأ لخوض الانتخابات الرئاسية .