مرة.. قرر أهل القرية الانضمام إلى القرية المجاورة، للاحتفال بنهاية فصل الصيف، وقدوم موسم قطاف الزيتون.
ذهب كل أهل القرية تقريباً، قطعوا النهر سباحة، أو مشياً على الجسر الصغير الذي يربط بين الضفتين، وبقي سميح حزيناً ينظر إلى الناس وهم يعبرون، وبقي عبد الله أيضاً، لأنه لا يعرف الطريق وحده، وبينما هما على الضفة، لمعت في بال سميح فكرة.. فسأل عبد الله: أنت قوي البنية، أليس كذلك؟!
أجاب عبد الله: الحمد لله.. فقدت النظر، ولكني جسمي قويٌ.
فقال سميع: وأنا نظري قوي وجسمي ضعيف، هيا احملني إذاً.
- إلى أين؟ سأل عبد الله مستغرباً..
- احملني وسأخبرك.. أجاب سميع.
حمل عبد الله سميعاً على كتفيه، وقال له: الآن، أنا عيناك التي تبصر بهما، هيا سر وسأدلك على الطريق، فرح عبد الله وقال: أنا قدماك التي تسير بهما.. وانتقلا إلى الضفة الأخرى مسرورين، وظلا كذلك متعاونين طول حياتهما.