تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل نبحث عن وسائل أخرى لتفريغ شحنات التوتر والقلق؟

مجتمع
الأحد 29 -1-2012
رويدة سليمان

من الذي يدفع ثمن حماقات هؤلاء الذين أماتوا ضمائرهم، قتلوا ومثلوا بالجثث، حرقوا ودمروا بيد سوداء وبأعصاب باردة...؟!

دائماً العناصر الأكثر براءة وهشاشة لأن فطرتها السوية الرقيقة تضطرب بشدة، لفرط لا معقولية هؤلاء ( دعاة الحرية؟!!) إنهم الأطفال أكثر من يدفع الثمن ، يدفعونه من رصيد الطمأنينة في نفوسهم ومن رصيد التحليق في مخيلاتهم وهو ثمن فادح..‏

من هنا كانت أهمية وضرورة اللعب عند الأطفال، متنفس لتفريغ مشاعر التوتر والقلق والخوف والغضب التي يعاني منها بعض الأطفال، والمراقب لأطفاله يجد أن الألعاب التمثيلية كثرت في الآونة الأخيرة، فهذا طفل يريد أن يأخذ دور البطل في لعبة الحرب فيحمل سلاحه وهو عبارة عن عصا خشبية محاولاً قتل الأعداء وآخر يأخذ دور الطبيب المداوي لجرحى الحرب وثالث سائق دبابة وأخرى هي ممرضة مساعدة للطبيب.‏

وكذلك الأمر فيما يتعلق بالألعاب الفنية حيث تتمثل هذه الألعاب في النشاطات التعبيرية الفنية التي تنبع من الوجدان، والتذوق الجمالي وهي تفسح للطفل فرصة التعبير عن مشاعره بحرية ومن أمثلة هذه الألعاب: الرسم والتلوين والغناء والموسيقا.‏

ولكن المستقر في أذهان الناس والمطمئن في نفوسهم أن اللعب والجد على طرفي نقيض، وأيام الدراسة ينتظر الأهل من أولادهم أن (يدرسوا، ويدرسوا، ويدرسوا) وحالما ينقضي وقت الدراســـة، يطالبونهم «القيام بشيء نافع» كقراءة كتب المدرسة أو قراءة القرآن أو النوم أو المساعدة في الأعمال المنزلية أو العمل خارج المنزل ، وهذا ما أكده اليافعـــون فـــي تقريـــر جلسات التشاور معهم.‏

اللعب... عالم الطفل‏

كان يقول عروة بن الزبير لولده: يا بني العبوا، فإن المروءة لا تكون إلا مع اللعب، وجاء في مجمع الأمثال للميداني: «رب جد جره اللعب» وقد بينت الدراسات أن للعب فوائد متعددة في حياة الأطفال جسدياً، ينمي عضلاته، ويقوي جسمه، ويصرف الطاقة الزائدة عنده وعقلياً يساعد على نموذاكرة وتفكير الطفل، وعلى إدراك عالمه الخارجي وعلى تعرف الكثير من حقائق الحياة.‏

اجتماعياً: يعلم الطفل النظام والتعاون، وقيمة العمل الجماعي واحترام حقوق الآخرين ويعزز انتماءه إلى الجماعة.‏

خلقياً: يسهم في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي للطفل فيتعلم من الكبار معايير السلوك الحميد، كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر.‏

تربوياً: يهذب الطفل، ويضبط سلوكه، ويشجعه على الكثير من القيم الفاضلة كالتضحية والتعاون.‏

الكرة والصولجان.. القبع والبندق‏

في العهود القديمة أيام السلاجقة والأيوبيين والزنكيين، عرفت دمشق أنواعاً مختلفة موروثة من التراث العربي الذي عرفه العرب قبل الإسلام والعصور التي تلته فكان بعضها ما يخص الحكام والأمراء وذوي النفوذ كتلك الألعاب التي تحتاج إلى مساحة أرض واسعة وإلى أموال لتوفير مستلزماتها ومنها اللعب بالكرة والصولجان وهي ضرب الكرة من على ظهر الخيل وتصنع تلك الكرة من مادة مرنة كالفلين وتلقى على أرض الميدان فيتسابق الفرسان في التقاطها بعصا يسمونها الصولجان وقد ولع الأمراء والسلاطين بهذه اللعبة فأنشؤوا لها الميادين وحددوا لها نظاماً خاصاً وأوقاتاً يلعب فيها وأعدوا لها الخيول وخصصوا لها مشرفاً خاصاً يعرف بالجوكندار ومن الأماكن التي كانت تقام فيها هذه اللعبة الميدان الأخضر الذي يقع غربي دمشق وأما الميدان الآخر هو ميدان الحصى ويقع في جنوب دمشق وهذان الميدانان كانا يمثلان معسكرين للجيش وتدريباته وفي الغالب تكون مناسبة إقامة اللعبة مناسبة فرح لتوزيع الهدايا والهبات على بعض الأمراء وقادة الجيش وكان على المهزوم أن يقيم وليمة للفائزين والحاضرين. وكان يعد اللعب بالقبع والبندق نوعاً من التسلية ويتمثل بوجود خشبة في الميدان المعد لها تتصل بها دائرة من الخشب يحاول الرماة فيها والمتسابقون رمي سهامهم عبر جوف تلك الدائرة، وذلك يحتاج إلى مهارة في الرماية وفن في التصويب وفي نهاية اللعبة ينال الفائزون الهدايا.‏

أما البندق فهي لعبة أخرى تتكون من عدة كرات مصنوعة من الطين أو الحجارة أو الرصاص ترمى في الهواء ويحاول المتسابقون اصطيادها ، ومن الألعاب الأخرى التي مارسها أهل دمشق لعبة الشطرنج التي عرفها العرب منذ وقت طويل يعود إلى عهد الخليفة الرشيد واهتموا بها ويعود ذلك إلى أنها لعبة فكرية قريبة من خطط الحرب، وقد مارس أهل دمشق المصارعة والركض والسباحة وتفننوا بها وجعلوا لها شروطاً وتقاليد، كما كانت هناك ألعاب أخرى تحمل إلى جانب التسلية صوراً من المغامرة والنفع المادي كالمناطحة بالكباش والمناقرة بالديوك إلى جانب رفع الأثقال والطعن بالرمح والملاكمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية