تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد الأمومة

مجتمع
الأحد 29 -1-2012
وصال سلوم

ربما قديما كانت الجدات ينجبن الأولاد ..ولمدة عشرين عاما متواصلا كل عام ولد أو فتاة ولم يكن يشعرن بعناء التربية والأمومة . فالأولاد , الأكبر منهم يربي الأصغر .....

ولم يكن يحتجن لا لدادا و لا لجليسة أطفال تعتني بالصغار ريثما يعدن من الحقل أو ينهين أعمالهن في البيت الخالي من كماليات اليوم الغسالة والجلاية ومكنسة الكهرباء وفريزة الخضار .......‏

صورتختلف كثيراعن حياتنا اليوم ومشكلات اللامشاكل تلك الأيام باتت اليوم مشكلة معقدة , خاصة وأن الأم باتت عاملة .. تعمل لأكثر من ثماني ساعات إذا ماحسبنا طريق العمل ........فهي الغائبة عن منزلها وطفلها الرضيع وحتى تعود ماهي احتمالات أين يمكن أن يكون ابنها ........؟؟‏

في العام الماضي حضرت ولأيام مؤتمرا عن الطفولة المبكرة ولكثرة الزركشات والألوان في المحاور المطروحة في المؤتمر كدت أصدق الواقع الخرافي لأطفالنا من سن 0 – 3 سنوات .........فكيف ذلك ونحن نعاني ما نعانيه في تأمين مكان مناسب للطفل الرضيع وإجازة الأمومة لا تتعدى الأشهر الأولى من عمر ابني ...ولايوجد روضة قريبة تستقبل طفلي الرضيع مع ندرتها والتي إن وجدت فهي تحتاج نصف راتبي قسطا وليست بالمهيأة بشكل يسمح لي أن أثق بوضع ابني بها ..لذلك سألجأ لإحدى الجارات ليسكن ابني عندها مع عشرة أطفال في غرفة واحدة ...أو سأسايس لحماتي وأقدم الكثير من التنازلات للكبير والصغير و« المقمط بالسرير » في العائلة كي يعتنوا بابني الرضيع ......‏

وهنا وحتى لو كبر الولد واستغنى عن زجاجة الرضاعة ومشى وأصبح يرتاد المدرسة –ماشاء الله - ماذا سأفعل ومدرسته تنتهي في الساعة الواحدة ؟؟‏

هل أتركه أمام الباب ينتظرني ريثما أصل في الساعة الرابعة وأنا الموظفة أين هي مؤتمرات التربية من الطفولة المبكرة ...؟؟‏

كل هذا أستطيع رسم الحلول الملونة له وأكثر ........لكنني اليوم والبلد يمر بأزمة وظروف استثنائية علينا جميعا مساعدة بعضنا للوقوف في وجه أصغر أصغر مشكلاتنا لنتعلم آلية حل المشكلات الكبيرة والتعامل بمرونة قانونية مع الحالات الانسانية التي تستدعي ذلك ..‏

فالممرضة التي تداوم ستة أيام في الأسبوع وتداوم أيام العطل الرسمية ولثماني ساعات متواصلة ......وهي الأم لطفل بأشهره الأولى وزوجة لعسكري أو ضابط يخدم الوطن ويغيب عن منزله بالأيام والشهور ......كيف لا أستطيع التعامل معها بطريقة مرنة قانونيا فأسهل لها أمر الإجازة بلا راتب مثلا ...أو أن لا أجعل دوامها مسائيا يبدأ في الواحدة ظهرا لينتهي في الثامنة مساء ...أين نحن من الطفولة المبكرة التي صغنا في نتائج مؤتمرها العام الماضي أجمل المفردات الملونة وأحلاها...‏

واليوم رئيسة قسم إحدى المستشفيات تقول لإحدى ممرضاتها :طالما دوامك مسائي وزوجك يغيب عن المنزل – يخدم في إحدى القطع العسكرية - تستطيعين أنت وابنتك الإقامة في سكن البنات .....!!!!!!!!‏

تذكرت حينها جواب المسؤول عن مدرسات المنطقة الشرقية والمتزوجات والمقيمات في محافظات بعيدة ... قال حينها : لم شمل العائلة ليس من صلب وظيفتنا.‏

دمتم ودامت الطفولة المبكرة ملونة‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية