تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نفطنا دمنا ودمعنا فهـــل تطالـــه عقوبــــات «الأشــــقاء»

مجتمع
الأحد 29 -1-2012
غــانـــــم محمــــد

لديهم نفط، نفطنا دموعنا..هكذا قال يوماً شاعرنا الكبير محمد الماغوط، وقال أيضاً في مكان آخر: أعطيت جائزة نوبل لنجيب محفوظ لأنه اعترف بإسرائيل، أنا أرفضها..

رحم الله أديبنا الكبير محمد الماغوط، هذا الإنسان السوري الرائع هو أنا وأنتَ، عاشنا قبل أن يرحل عنّا وها نحن نعيشه بعد رحيله..‏

النفط يحاول فرض منطقه البعيد عن المنطق، وساسة النفط في غيّهم يعمهون، وكأن الدنيا تعيدنا إلى زمن القبلية في إمارات النفط حيث القول ما يقوله شيخ القبيلة ولو أدى ذلك إلى إبادة قبيلته..‏

استلقى الحمدان بجوار بعضهما البعض فشاهدا في حلم يقظة أرعن أنه بإمكانهما أن يدفعا ثمن الكرامة السورية فجابا سوق الدعارة السياسية بعروضهما فلحق بهما بعض من اعتاد الإذعان لفتات الموائد وكسرات العظام التي تُلقى للـ...‏

لديهـــم نفطهــــم فليشــــربوه إن أحبّوا، نعـــم نفطنا دموعنا، نكرر هذا الدمع ونزرعه عميقاً في هذه الأرض الطاهــــرة المباركــــة لأنـــه سينبتُ كرامة ومجـــداً وعزة وفخاراً وقراراً حرّاً مستقلاً يقدّر الإنــــسان الســــوري ويحفـــظ كرامتـــه، أما نفطهــــم ومهمـــا طـــال أجله فلن تبقى منـــه إلا رائحتـــه الكريهة المنبعثـــة من ســـوء اســـتخدامهم لهـــذه الثروة ومن الشــــرّ الذي تدفّق مع هذه السلعة..‏

قبلُ، وكما قال محمد الماغوط أعطوا نجيب محفوظ جائزة نوبل لأنه اعترف بإسرائيل، والآن أعطوا قطر تنظيم كأس العالم 2022 لأنها استلقت في الحضن الإسرائيلي ولأنها مستعدة لحرق كل نفطها من أجل ابتسامة امرأة ولو كانت دنساً بجوار الأقصى المبارك..‏

اضربوا الأرض بحوافركم فقد يرتعد بعض خدمكم فتنتشون بجنون العظمة ولكن الزمن كفيل بشطبكم من ذاكرته لأنكم لم ولن تكونوا فيه إلا غباراً قد يغشي الأبصار لكنه لا يؤثر على البصيرة، والشعب السوري الذي يعرفكم جيداً لم ولن يلتفت إليكم ولا تشغلون أي جزء من تفكيره لأنه على ثقة كبيرة بأنكم راحلون وهو الخالد بعروبته وبقيمه وبتلاحمه وبتضحياته..‏

نفطنا الدمع والدم، ومحطات التكرير عيوننا وقلوبنا، وخطوط التصدير أوردتنا وشرايينا فهل تستطيعون أن تفرضوا على الشرايين عقوباتكم المخزية لكم؟‏

هل ستفرضون حظراً على قوافل شهدائنا وتفرضون حظراً جوياً بوجه سفرهم إلى جنات الخلد أيها (الأشقاء)!؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية