محدثة ضوءاً لامعاً عند اصطدامها مع الغلاف الجوي يمكن للإنسان رؤيته بالعين، ويحلو لبعضهم تشبيهها بألعاب نارية طبيعية ستلمع في سماء الأرض.
وللتعرف مبدئيا على معنى الشهاب يشير الباحثون أنه داخل المجموعة الشمسية تهيم بلايين الأجسام الصلبة الصغيرة تتراوح أقطارها بين كسور المليمتر والسنتيمترات، وهذه الأجسام الصغيرة جدًا ما هي إلا بقايا ومخلفات المذنبات، تنفصل منها ومن ذيلها عند الاقتراب من الشمس.
وأثناء دوران الأرض حول الشمس يدخل إلى غلافها الجوي ملايين من هذه الأجسام الصلبة الصغيرة جدًا، وبسرعات هائلة تتراوح ما بين 12 إلى 72 كيلومترا في الثانية الواحدة، وهي سرعات كافية لكي يولد الاحتكاك بين الجسيمات والغلاف الجوي، وتكون نتيجته نقطة مضيئة تنطلق في السماء المظلمة، أو خطا لامعا يظهر ويختفي سريعًا، ويعرف ذلك باسم الشهاب.
وتستقبل الأرض يوميًا خلال الـ24 ساعة حوالي 8 بلايين من هذه الشهب، يمكن مشاهدة 25 مليونا منها فقط بالعين المجردة في أماكن متفرقة، بينما يتعذر رؤية الباقي بسبب لمعانه الخافت.
وباعتبار متوسط كتلة الجسيم المسبب للشهاب حوالي 0.25 جرام، فإن الأرض تستقبل ما بين 10 إلى 100 طن من تلك الجسيمات يوميا.
ويؤكد العلماء على ضرورة التفرقة بين الظهور المعتاد للشهب يوميا وظاهرة رخة الشهب. فظاهرة رخة الشهب تحدث في أوقات معينة من السنة، وتظهر خلالها مجموعات من الشهب تتعدى المئات أو الآلاف في الساعة الواحدة، بينما يكون الظهور المعتاد للشهب في حدود شهاب أو شهابين على الأكثر في الساعة..
وتفيد متابعة ظاهرة رخة الشهب خلال الأوقات المحددة التأكد من صحة الحسابات الفلكية، حيث يعتبر حدوثها في الوقت المحدد في الحسابات الفلكية مؤشرًا على نجاح هذه الحسابات.
وهناك العديد من الرخات التي يشاهدها سكان الأرض في فترات زمنية محددة من العام، ومن أشهر هذه الرخات رخة الشهب «البرشاوية» وتظهر يوم 11 آب وتنطلق في السماء من اتجاه مجموعة النجوم المسماة مجموعة «برشاوس»، وذلك نتيجة دخول الأرض في حركتها حول الشمس إلى مدار مذنب «سويفت تنل» فتقابل أعدادا كبيرة من الجسيمات المسببة للشهب.
وهناك -أيضًا- رخة شهب «الأسد» أو «الأسديات» وتظهر في السماء في اتجاه مجموعة الأسد النجمية يوم 16 تشرين الثاني وذلك نتيجة دخول الأرض في مسار أحد المذنبات التي تدور حول الشمس مرة كل 33 سنة، وقد وصل ظهورها في بعض السنوات إلى حوالي ألف شهاب في الساعة ما سبب ذعرا وهلعا لبعض المشاهدين.
كما توجد رخة شهب الجوزاء، وتسمى أيضا الجوزائيات، نسبة إلى ظهورها في اتجاه كوكبة نجوم أو برج الجوزاء، وتقع يوم 13 كانون الأول هذا بالإضافة إلى رخات التنين يوم 9 تشرين الأول والجبار يوم 20 تشرين الأول وهي رخات أقل قيمة من الرخات السابقة.
وتحتاج متابعة هذه الظاهرة إلى الظلام التام، وأن تكون الليلة مظلمة وغير مقمرة؛ حيث يؤثر ضوء القمر على درجة وضوح وظهور هذه الشهب، كما يمكن رؤيتها في الأماكن البعيدة عند إضاءة المدن مثل القرى الصغيرة والصحاري بشكل أفضل من رؤيتها بالمدن، ويفضل متابعتها بعد منتصف الليل حيث تكون حركة الشهب الداخلة إلى غلاف الأرض الجوي في اتجاه عكس حركة الغلاف الجوي للأرض ما يزيد من درجة الاحتكاك والتوهج، ويعطي الفرصة لعدد كبير من الجسيمات الصغيرة للاحتراق واللمعان.
ولا تسبب الشهب أي أضرار للإنسان، فعلى الرغم من ظهور الشهب بصورة واضحة في السماء كسهام نارية أو كأجسام محترقة في الغلاف الجوي فإنها لا تسبب ضررًا للإنسان، ولا يشعر بسقوط أي بقايا أو نتائج لاحتراقها؛ وذلك بسبب أن الكتلة معظمها صغيرة جدًا، أو لأن بقاياها تتناثر في الغلاف الجوي للأرض على هيئة رماد رقيق، كذلك فإنها تحترق داخل الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع بين 70 و100 كيلومتر فوق سطح الأرض.