انعكاس هذا التشرب الذي انقلب حقداً على الوطن وأبنائه وعلى الأسس التي طالما تمسكت بها سورية يؤكد مرة أخرى أن الدور المشبوه الذي يلعبه المجلس الاسطنبولي لتفتيت دول المنطقة وهذا ما أكده إعلان هذا المجلس الذي يطرح من خلاله أنه سيعيد النظر في الاتفاقيات الموقعة بين سورية ولبنان وسيلغي المجلس الاعلى اللبناني السوري عددا من التساؤلات حول هوية هذا المجلس ومن يقف وراءه حيث تصب مجمل الخطوات التي أعلن عزمه القيام بها في حال تمكنه من السلطة في مصلحة اسرائيل وأعداء مشروع المقاومة في المنطقة.
المجلس قدم في بيان له كشف حساب يرضي التيار المعادي للمقاومة وينسجم بشكل مريب مع البرنامج السياسي لفريق 14 آذار اللبناني الذي اتخذته القوى الغربية عنوانا للمؤامرة على سورية والمقاومة منذ عام 2005 حيث كشف المجلس بحسب بيانه أنه سيعيد النظر في الاتفاقيات الموقعة مع سورية ويلغي المجلس الاعلى اللبناني السوري وسيعمل على ترسيم الحدود السورية اللبنانية ولاسيما في منطقة مزارع شبعا المحتلة.
ويتساءل مراقبون اذا كان مجلس اسطنبول سيقوم بكل ذلك فماذا ترك لجيفري فيلتمان وتيري رود لارسون والسفارة الامريكية في عوكر وسمير جعجع وسعد الحريري ولاسيما ان لارسون وفيلتمان كانا وراء الدعوات المحمومة لترسيم الحدود السورية اللبنانية منذ عام 2005 بل انهما تعهدا بالعمل لدى اسرائيل لترسيمها في مزارع شبعا المحتلة لقطع العلاقة بين سورية والقوى الوطنية اللبنانية واخراج لبنان من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي تكريسا لمقولة قوة لبنان في ضعفه التي باتت شعارا لقوى 14 آذار.
وربطا مع ما أعلنه سابقا المجلس الذي يحمل ماركة مسجلة باسم حزب العدالة والتنمية التركي عن قبوله بقطع العلاقة مع حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية وايران واستعداده للتفاوض مع الكيان الاسرائيلي تصبح الصورة اكثر وضوحا فالوصول الى السلطة في سورية فوق الدبابة الامريكية كما تتمنى معارضة الخارج يحتاج لثمن باهظ طالما طلبه الامريكيون من سورية يتمثل بتغيير هوية الوطن وانهاء دوره وتحويله الى اداة بيد الخارج لا حول لها ولا قوة.
ولم يتأخر تيار المستقبل في الرد على طروحات مجلس اسطنبول معربا عن ترحيبه بها كونها تندرج في اطار العلاقة المستقبلية التي يريدها التيار مع سورية ليؤكد بذلك الدور التآمري الذي يلعبه تيار المستقبل والقوات اللبنانية على سورية الذي تحدث عنه العديد من أعضاء مجلس اسطنبول ومنهم هيثم رحمة الذي وجه الشكر لكل من سعد الحريري وسمير جعجع وأنصارهما على دعم المعارضة السورية.