وقال سمارة في حديث للتلفزيون العربي السوري ان الانظمة العربية التي تحتل الجامعة في الوقت الحالي هي عبارة عن أنظمة تعمل في علاقات تبعية مع الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وهي أنظمة نشأت بارادة أمريكا والدول الغربية وليس بفعل داخلي ولسوء الحظ التاريخي وجد لديها النفط كي تستغله في عملية التبعية وكي تلعب ذلك الدور ضد البلدان العربية التي كانت تحظي بالوضع الزراعي والصناعي والاقتصادي مثل سورية والعراق والجزائر فانقلبت المعادلة وأصبح أصحاب السيولة المالية هم الذين يملكون ويرشون.
وأوضح سمارة أن هناك قطبين في الوطن العربي الاول قطب الانظمة الحاكمة التابعة والثاني قطب المقاومة والممانعة فالاول الجديد ينافس القطب الثاني القديم من أجل اقتلاعه والبداية كانت ضد سورية ورغم أنه لا يوجد عدوان عسكري من الناتو لكن هناك تدخلات اقتصادية واعلامية.
وأشار سمارة الى أن هناك هجمة من بعض المثقفين العرب وليس الغربيين على سورية فهم لا يتحدثون عن الخليج ونفطه بل يهاجمون سورية وكأنها هي التي أضاعت فلسطين رغم كل ما قدمته لقضيتها ولا يتحدثون عن مؤتمر هرتزيليا الذي سيحضره كبير المفاوضين الفلسطينيين ولا يتحدثون عن تاريخ برهان غليون ولكن رغم ذلك بدأ هناك وعي يتشكل بأن المطلوب هو تدمير القطر السوري وهذا الامر التقطته الدول النظيفة مثل روسيا والكتاب والمحللون النظيفون.
ولفت سمارة الى أن هناك أنظمة وقيادات ومثقفين يرون أن مصيرهم مرتبط بسقوط سورية ومن هنا تكمن خطورة الهجمة عليها وأموال الخليج ترشو الكثير من القيادات العربية والاسلامية والكثير من المثقفين وبالتالي المسألة الرئيسية هي بقاء سورية او عدمه.
وقال سمارة انني كنت من المبكرين جدا الذين اكتشفوا أن قناة الجزيرة هي قاعدة تطبيعية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وأداة لتمرير مشاريع غربية ولذلك كنت دائما أرفض الظهور على شاشتها فخلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ظهر شيمون بيريز على شاشتها لمدة 40 دقيقة لتبرير العدوان على القطاع والمحرقة بحق أهلها فلماذا لا نسمع صوت من يسمون الوطنيين وبعض القوميين وبعض المقاومين يتحدثون عن هذا الدور القطري السعودي المتآمر لولا أن هناك رشاوى مالية.
وأضاف سمارة انني كتبت منذ 15 عاما أن بطل الجزيرة عزمي بشارة له مهمة تطبيعية تاريخية فهو ذكي ومثقف وماهر في اخراج الكلام ولكنه مرتبط بالكيان الصهيوني وهذا ما بات واضحا الان اذ انه وقبل أسبوع خرج ليصرح بأننا سنقوم بكذا في سورية وبالتالي أصبح جزءا من الانظمة التابعة.
وبين سمارة أن الازمة ليست في الثقافة العربية بل في المثقفين العرب الذين يرتبطون بنظام ممول وتابع وبالتالي يتحولون الى أدوات للتطبيع والقبض وتخريب الشارع.
وقال سمارة ان قطر على سبيل المثال جمعت برهان غليون و عزمي بشارة و يوسف القرضاوي وهؤلاء يدركون تماما أن الفترة التي مضت على ترويجهم وتسويقهم كمثقفين تعطيهم فرصة معينة لكي يستمع المواطن العربي اليهم وبالتالي ولدت الفرصة الحقيقية والضرورية لمهاجمة سورية.
وأضاف سمارة ان غليون يتحدث عن القمع من فرنسا التي قتلت مليونا ونصف مليون جزائري دون أن تعتذر و القرضاوي يتحدث من قطر البلد الذي لا يوجد فيه مجتمع وانما أمير ومن حوله قبيلة صغيرة تفكر بعقلية القبيلة لكنها قفزت بأموالها لتصبح جزءا من الاقتصاد العالمي الجديد أي انها لم تمر بالفهم القومي والمرحلة القومية.
وأوضح سمارة أن هذه القوى المجتمعة تدرك تماما أن سورية البلد العربي الوحيد العلماني الذي يوجد فيه حرية معينة وهم يعرفون أن تدميرها سيدمر بقية المنطقة لسبب مركزي وليس فقط لموقفها ودورها بل ضرب المكون الاجتماعي من خلال تفكيك بنيتها الفسيفسائية كما يريد الغرب.
وقال سمارة ان على المثقفين والمقاومين العرب أن يتفهموا ما معنى أن يكون الشخص عضوا في الكنيست ويقسم يمين الولاء للدولة اليهودية وهو عربي يدعي القومية وأنا طرحت القضية مبكرا ولكن لم يكن هناك من يريد أن يستمع فهل يمكن أن نتصور أن عضوا في الكنيست يصبح ممثلا للعرب.
ولفت سمارة الى أن مؤتمر هرتزيليا عام 2008 كان شعاره الرئيسي «نحن لا نخاف من ايران بل من القومية العربية» أي ان الوحدة العربية هي الشيء الوحيد الذي لا يقبله الكيان الصهيوني وكل شيء اخر هو مقبول له فعلى سبيل المثال كانت الفترة التي قل فيها عدد المستوطنين الاتين الى الكيان الصهيوني هي فترة الوحدة بين مصر وسورية لانهم تيقنوا بأن وجود وحدة حتى ولو بين قطرين هو خطر رئيسي عليهم وهؤلاء يعملون لمصلحة الامبريالية والصهيونية بشكل واضح.
وأشار سمارة الى أن هناك بعض السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية الغربية التي تلعب دورا معيبا وتخريبيا في الوطن العربي ويجب المطالبة بطردها وعزلها ومقاطعتها وأن يفهم الشارع الغربي أن المجتمع العربي يرفض هذه المؤسسات التابعة لانظمته التي تقوم بدور عدواني بشكل واضح وليس بشكل تآمري فقط.
وقال سمارة ان القاعدة الشعبية هي التي تحمي سورية ويجب أن يتم العمل على الوحدة العربية بكل الاشكال والمطلوب خطاب عربي واضح ينطلق من الواقع العربي وربما يستخدم بعض الادوات الثقافية العالمية وليس الغربية فقط والخروج من التبعية الفكرية والثقافية ودرس الوقائع على الارض.
وأضاف سمارة انني لم أسمع في التاريخ الانساني اطلاقا أن مواطنا في بلد معين يطالب باحتلال وطنه من الاجنبي فهذه ابداعات الرجعية والتابعين العرب سواء في سورية أو في العراق أو ليبيا فالتدخل الاجنبي هو شكل من أشكال العمالة العلنية والمفضوحة مغطاة بعبارات الانسانية وأكاذيب الامم المتحدة والخطاب المخفي للاسرة الدولية.
واعتبر سمارة أن التدخل الاجنبي هو بيع الوطن والشعب والتاريخ والمستقبل فكيف يمكن لشخص عربي أو مثقف أو سياسي أن يتحدث بمثل هذا الاسلوب وكيف يطالب وزراء الخارجية العرب بتدخل أجنبي لان ذلك يعتبر نوعا من الخيانة التي لم تحصل إلا في حالات فردية في التاريخ وبشكل سري وغير مرئي.
وقال سمارة رغم أن النظام الرأسمالي العالمي الان في حالة أزمة إلا أن أسنانه المعدنية لا تزال قوية جدا ومن هنا تأتي أهمية الدور الصيني والروسي فالنهضة الروسية والصينية في الوقت الحالي تضع حدا للدول الغربية وروسيا تعرف أن لها مصالح في المنطقة والصين تتقدم اقتصاديا وتلعب دورا قويا بالضغط على الولايات المتحدة ليس فقط سياسيا وأمنيا.
وأكد سمارة أن سورية هي القطر العربي الوحيد الذي تم تقسيمه من الداخل منذ عام 1916 فهي بالاساس بلاد الشام والان هناك محاولات لتوسيع التقسيم وربما الى عشر دول ولذلك فان سورية مستهدفة دائما والحركة القومية ولدت في وقت أبكر فيها من بقية الاقطار العربية.
ولفت سمارة الى أن وجود المقاومة وصلابتها وانتصاراتها أعوام 2000 و 2006 و 2008 خلق تصورا واضحا عند المعسكر الصهيوني المعادي بأن المقاومة صلبت هذا المعسكر ولا بد من ضربه وخاصة أن سورية تشكل الحلقة الرئيسية فيه.
وقال سمارة ان المطلوب منا كشعوب ومثقفين هو رد ثقافي على قضيتين مركزيتين الاولى نسف الخطاب الغربي الذي يجبرنا ويحاول أن يجعلنا تابعين ثقافيا له والثانية الهجوم الثقافي على كافة المتطبعين الذي يبررون الهجوم على سورية ويستدعونه بشكل واضح ومحدد.