تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


روح التحدي.. كيف نعيدها لهم ?!

شباب
الأربعاء 21/2/2007
سعاد زاهر

من منا لا ينكسر في وقت من الأوقات?!

من منا لا تتملكه روح التزامية قد تعبر أو تستقر.. ليست المشكلة إن عبرت.. بل إن تمكنت منا واستغرقتنا ولم نستطع فكاكاً.‏

لم تعد الالتزامية والانكسار مجرد حالات فردية تمر سريعاً في زمننا الصخري الذي قست مفرداته وتصلبت حتى كاد يفقد ملامحه الإنسانية.‏

مع تقدم الوقت مع تقدم العمر.. تلك الروح المتمردة, المتحدية قد تخبو ويصبح من الصعب إشعالها ثانية.‏

أما أن تخبو وأنت لا تزال شاباً فهنا المشكلة الحقيقية.. الواقع صعب.. الحياة مادية وتفرض شروطها.. ونحن عاجزون عن فعل شيء.‏

شهاداتنا في كثير من الأحيان بلا قيمة أو قد لا تكفي وحدها.. العلم همش وقبع في ركن منزوياً.‏

لا ندري ماذا يمكننا أن نفعل بثقافة وعلم وشهادة لا يؤمنون لقمة العيش.‏

أفكار اعتدنا سماعها في السنوات الأخيرة من قبل الكثير من شبابنا, حتى يبدو الأمر وكأنه دعوة للاستسلام أو اللامبالاة حيث الأفق بالنسبة لهم أصبح مسدوداً!!‏

ما الذي جعلهم يصلون لهذه الحالة.. أهو حقاً هذا الواقع الذي بعض قيمه تعطل طاقاتهم,أهي معاقلنا التعليمية وعدم تمكنها من زرع تلك الروح المتحدية?‏

بأنها لطالما غيبت المحاكمات العقلية وأصرت على الحفظ والتلقين!‏

أهي الأسرة التي قد يكون الوالدان فيها منكسري الروح ولا يتمكنون هم أصلاً من التحدي.‏

أم إن مجتمعاتنا التي باتت بقصد أو بدونه تهمش الجوهري, وتفرض النمط الهش للثقافة والأنماط الاستهلاكية للحياة ربما كل هذه الأسباب مجتمعة هي التي شكلت هذه الشاب المفرغ المعطل الذي يشبه علبة سحب ما بداخلها وبقيت فارغة ومن السهل ملؤها بأي شيء!! ليتحول الشاب حينها إلى طاقة مغيبة يحتاج لعمل مضن لإعادة صلاحيته.‏

قد يعتقد البعض أننا عندما نتحدث عن الداخل والروح إنما الأمر مجرد ترف لم نصل إليه بعد لكن أليست هذه الروح هي التي تحرك الإنسان, أليست هي التي تعطيه الطاقة والحماسة لو كانت الحالة فردية لما شكلت أي مشكلة ولكن جماعات عدة من الشباب يعيشون هذا العجز الذي يزداد مع الوقت لأننا اعتدنا تغليب الانفعالية والعاطفية لا العقلانية ولا يخفى لما لغيابها من أثر مخيف على بناء الشخصية الشبابية سواء في عمقها الآتي أو المستقبلي.‏

العقلانية والحماسة والتحدي شروط لفعالية شبابنا فمن يمتلكها يملك إمكانية تجاوز الظرف مهما كان صعباً.‏

العمل على شبابنا لتقوية صلابتهم النفسية وإشعال الحماسة وبث روح التحدي ليست ترفاً إنها احتياج حقيقي فلنفعله.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 21/02/2007 08:02

بالتكافل الإجتماعي والتآلف الإنساني ودعم القوي للضعيف واحتضان الغني للفقير تتفجر روح التحدي من جديد فيبقى الفرد واقفا على قدميه مهما انكسر ظهره. ومرة أخرى أكتشف جواهر الإسلام في حياة الناس.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية