تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طروحات تهدد حاضر العرب ومستقبلهم!

شؤون سياسية
الأربعاء 21/2/2007
علي سواحة

عاش العرب منذأ واسط القرن الماضي حركة منسجمة ومتصاعدة مع طبيعة الأحداث والتحديات التي أصابت المنطقة العربية

من المحيط إلى الخليج والجميع متفهم لمتطلباتها وحاجاتها مع أن في هذا مجالاً للربح أو الخسارة إلا أن الأمة لم تكن في حالة المتفرج أو التراخي والتراجع كالتي هي عليه اليوم. فالكل كان في حالة المتابع والمهتم لكل ما يدور ويرسم ويحاك لهذه الأمة.‏

لقد تميز المشروع القومي العربي بأنه كانت تلتف حوله الجماهير والحكومات العربية لأن العدو واحد ألا وهو المخطط الاستعماري الذي أو جد الكيان الغاصب في فلسطين السليبة ليكون الخنجر في الجسم العربي كي يفصله بداية إلى شطرين ومن ثم إلى أجزاء متلاشية بلا حراك كما نبدو عليه اليوم وقد نجح هذا المخطط وللأسف في فصولها التي تنفذ اليوم في الجسم العربي ككل وكان عنوانه: فرق تسد والاستفراد والعزل لهذه الدولة عن تلك بل وعن محيطها العربي والعالمي ومن ثم الانتقال إلى دولة أخرى تمهيداً لتقسيم الجميع إلى دويلات طائفية مذهبية وهو ما ينفذ اليوم على أرض الواقع في إطار المشروع الامريكي لقيام (الشرق الأوسط الجديد) بما يتلاءم والمقاس الصهيوني.‏

كان الهدف القومي للمشروع القومي يقوم على طرد المحتل وتحقيق الجلاء وتكريس التضامن لمقاومة مشاريع السيطرة فكان النجاح حليفه .‏

أما حال الأمة اليوم فهو المزيد من التشرذم والتفكك وانخداع البعض بالمشروع الديمقراطي الامريكي الذي يحاول تكريس الشرخ الطائفي والمذهبي والترويج له في الصف العربي لا من أجل تحويل الصراع من عربي - اسرائيلي إلى عربي - عربي وسني - شيعي وكان الهدف واضحاً لهذا المشروع البغيض عبر الوصول إلى هدفين أساسيين:‏

الأول: تحويل الأنظار العربية عن خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية باتجاه خطورة المشروع النووي الايراني واعتباره الخطر الأكبر والوحيد على العرب.‏

وهذا بالطبع يهدف عن جهة أخرى إلى اندماج الكيان الصهيوني في المنظومة العربية من أبوابها الواسعة أما الهدف الثاني فيتمثل في جوهره بالهاء الأمة عن مشروعها القومي /المقاوم/ الذي تجسد مؤخراً من خلال النصر الكبير الذي أحرزه حزب الله في تموز الماضي في تمريغ أنف وهيبة (اسرائيل) وأمريكا للعودة إلى المشروع القومي العربي الأم وذلك من خلال تفريغ جميع العوامل التي جعلت الجماهير العربية تنشد وتلتف مرة أخرى حول المقاومة العربية التي رفع لوائها حزب الله وبالتالي تحطيم الحكم العربي الذي ارتسم من جديد لمشروع نهضوي عربي يرفع لواءها التحدي والمقاومة ورفض الذل والهوان.‏

في خضم المشروع القومي العربي الأول كان الاستعمار يفكر يومها في كيفية الحفاظ على أوضاعه وأشلائه كما هي أما اليوم فبات يفكر في كيفية توسعه نحو المزيد من الكيانات الغريبة كالكيان الصهيوني بغية المزيد من السيطرة ونهب ثروات وتحويل الأمة إلى أشلاء.‏

في سنوات المشروع القومي العربي كانت الأمة في حالة البحث عن ذاتها وقد نجحت بذلك فاستعادت هويتها العربية واستقلالها وخرجت من كماشة الارتهان الخارجي في أعلى درجاته فكانت مسيرة التحرر العربي في أوسع اتجاهاتها وكانت هناك سياسة انفتاح استراتيجية نحو الآخرين من شعوب العالم نتشارك معها المعاناة والنصر وأنشئت على إثرها كتلة عدم الانحياز بإرادة حرة وتصميم لا رجعة عنه فأسس كل ذلك لتنفيذ المشروع العربي الوحدوي وتحقق منه ما تحقق رغم التحديات والأخطار التي تشابكت لاسقاطه لكن ذلك لم يمنع وحتى رغم فشل الوحدة المصرية السورية من أن يؤسس لركائز ومفاهيم الوعي القومي العربي بأوسع مداركه فكانت حرب تشرين الصورة والدليل الحي لحصاد هذا المشروع الوحدوي والرهان على أنه الوحيد لأي انتصار عربي أو تقدم عربي ولا شيء غيره.‏

أما الأمة اليوم فهي تعاني الانقسامات وهذا ما أراده بالفعل أعداؤها أي تحويلها إلى قطعة جامدة لا حياة فيها وغرس مفاهيم الانهزامية والمشاريع القطرية والتشرذمات الطائفية فيا أمة العرب كفانا انحداراً وكفانا اجتياحاً لأرضنا ومقدساتنا وكراماتنا ولننفض عنا غبار الذل والهوان كي نعيش أحراراً لا عبيداً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية