البعض بالتأكيد يقفون حائرين أمام ظاهرة (البوترمانية) هاري بوتر.. حيث العالم كله- ليس الاطفال وحسب يترقب مصير الصبي الساحر
الذي اخترعته البريطانية رولينغ على مشارف نهاية القرن العشرين وبالتأكيد دون أن تحدس أن هذا سيجعلها أكثر ثراء من ملكة انكلترا..?!.
وللمزيد من الاثارة والتشويق لمحت رولينغ في اكثر من حوار الى أنها قد تقتل بطلها وذلك حتى تضمن عدم إحيائه بعد موتها?!.
وتموز القادم هو الموعد الأخير لمعرفة مصير هاري بوتر.. لا أدري اذا ما كانت رولينغ بالغة الذكاء وامتلكت قدرة كبيرة على استبصار المستقبل وخمنت على أن هاري بوتر سينجح في احراز هذا العدد الهائل من المعجبين لأنها اخترعته.. أو كتبته في زمن قتلنا فيه العلم والتكنولوجيا والواقعية.. حيث توالت الاجيال الواقعية إن جاز التعبير وراحت المدارس تكذب حكايات الجدات وتؤطر الخيال وفق معطيات الواقع الحقيقية بعيدا عن لعبة التخييل?!.
بالتأكيد إن ذلك حدث بنية حسنة وإن أهلنا علمونا بأن القبعة لا تخرج ارانب ولا حمائم حرصا منهم على اللحظة التي فيها ستصدمنا (صخرة الواقع) لكن ألا يوافقني الرأي -البعض منكم- بأن مصادرة خرافات وأساطير الجدات وحكاياتهن مهد الطريق وبشراسة لنجاح هاري بوتر.. الاسطورة التي أمكن لكتاب وقلم صنعها في زمن يأس الناس أصلا من جدوى الكتب?! أليس توق العالم الى الهروب من الواقع المجحف بالاحلام والمتخم بالآمال المصادرة جعل هاري بوتر منتظرا على هذا النحو.
من ناحيتي أؤمن أن عبارة من عيار (كل شي ممكن) تستلهم شرعيتها لدى أناس يمكن لهم أن يصدقوا -ولو مؤقتاً- بأن المكنسة تطير وأننا يمكن أن نحول من نكرههم الى ضفادع.. تمهيدا لصنع واقع ساحر.. يمكن له الوقوف بوجه الأزمنة الحديثة وما جلبته معها من واقع مادي بحت جعل طابور المنتظرين لهاري بوتر يطول.