(تعدد الاوجه الشعرية في الخمسينات) عنوان الملتقى الشعري الذي احياه الشاعر الاسباني او دلفوكويتو في المركز الثقافي الاسباني, و قام بمراجعة لأعمال اشهر الشعراء في تلك الفترة, و الذي ربما تأثر هو نفسه بهم , وبغيرهم كبابلونيردوا ولوركا , لكن كويتو ينتمي الى جيل الشعراء الاخير الذي نشأ في اسبانيا .
شعراء الخمسينات وصدى العصر
بداية ذكر كويتو ان الشعراء الاسبان من امثال كلاوديو روديفيث وخايمي خيل دي بيادما تأثروا بالظروف السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة في الخمسينات حيث عصفت بالبلاد آنذاك احداث قاسية كالحرب الاهلية والتي دامت من عام 1936 الى 1939 ومن ثم الديكتاتورية التي سيطرت على اسبانيا ما جعل معظم المثقفين يهربون من بلادهم, وقد صدرت كتب كثيرة تتحدث عن هذه الحرب وآثارها عليهم وعلى الشعب كافة.
ونوه كويتو ان الشاعر والمثقف الذي كان في خضم هذه ا لاحداث لم يستطع ان يكون بمنأى عنها وبقي العامل الاجتماع والسياسي مسيطراً عليهم شاؤوا ام ابوا .
وضرب مثلا على نفسه , فهو يتأثر بما يجري من احداث عالمية وخصوصا الحرب الامريكية على العراق لكنه لم يكتب عنها حتى الآن لأنه لم يعايشها .
الترجمة تنشر الشعر أم تفسده ?
يرى كويتو ان للحضارة العربية والاسلامية تأثيراً على الاجيال في اسبانيا وذكر ادولفو اننا نعاني من قلة الترجمة لنعرف أكثر عن الشعراء العرب فهو لا يعرف سوى نزار قباني و ادونيس وابدى سروره بالخطوة التي قامت بها كلارا الاسبانية التي ترجمت بعضا من اشعار جلال الدين الرومي, وهي تحاول ان تترجم شعر المتنبي ولا يعرف ان كانت ستستطيع فعل ذلك , كما انها تسعى لنقل الشعر العربي الى الاسبانية وأضاف كويتو , نحن مقصرون في الترجمة ونحتاج الى جهود اكبر للتنكيه بين الشعرين العربي والاسلامي.
اما شوقي بغدادي الشاعر الذي يعتبر نفسه ا نه ينتمي الى جيل الخمسينات لكنه- كما يقول- : غير معروف كغيره لأن اشعاره لم تترجم الى الاسبانية وبرأيه ان الترجمة تفسد الشعر وتفقده ايقاعه الموسيقي فقد ترجم طالب اسباني له قصيدة وعندما قرأها لم يجد ذلك الرنين والايقاع والقافية التي يتميز بها الشعر العربي -وحسب بغدادي- فإن شعراء الجيل الجديد استسلموا للشعر الحر وهذ ماجعلهم يتخلون عن الايقاع .
كويتو يختلف في الرأي مع بغدادي اذ انه يعتقد ان القصائد الشعرية يصعب ترجمتها ومن يود ان يتصدى لترجمتها ينبغي عليه ان يكون شاعراً ومن الصعوبة بمكان ان تبقى القافية واحدة في اللغتين المختلفتين ولا يمكن ان تكون القافية نفسها في الشعرين العربي والاسباني, فالموسيقا في القصائد الاسبانية موجودة داخل القصيدة وليس في نهايتها كما في العربية وتوجد احرف صوتية تعمل عمل القافية ولكن اودلفو لا يهتم بهذا النوع من القصائد فهو من شعراء جيل الشباب المعاصرين.
خيل والشخصية المتمردة
تحدث كويتو عن خايمي خيل وهو واحد من الشعراء الذي تلا جيل الخمسينات وكتب قصيدة حب واحدة في حياته وكان هناك شيء داخلي مسيطر عليه فكتب القصائد المتعلقة برفض الواقع, وانشأ شخصية خاصة به كما كتب القصيدة التي تنتمي الى القصائد العامة, في شعره نجد شخصيته متمردة فهو يتحدث عن الحياة والموت وقد حصل على جائزة الآداب وكان صديقاً لأدونيس وهو يتجه الى انتقاد الوضع الاجتماعي بالطريقة البرجوازية وشعره من نوع السهل الممتنع لا يستطيع فهمه إلا من كان لديه معرفة في هذا المجال.
أما الشاعر الثاني الذي تحدث عنه كويتو فهو كلاوديو رود ريفيت الذي ينتمي الى المجموعة الثانية من شعراء مدريد الى جيل 1927 وهي الفترة التي فقدت فيها اسبانيا معظم مستعمراتها, وقد ترك ذلك اثراً كبيراً على الشعراء وكلاوديو واحد منهم . قصائده كما يراها كويتو اصعب من قصائد خايمي خيل كما ان ترجمتها صعبة لأنه يتجه الى اللاعقلانية.
في سن الرابعة والعشرين اصدر كتابا بعنوان (الاشياء الاكثر شيوعاً) تحدث فيه عن العناصر الشعرية وعن ا لتعايش فيما بين الاشياء الطبيعية.. شعره مليء بالتساؤل, فهو يقدم اشياء باستعارات مختلفة وكأنه يطلب منا أن نخمن ما وراء الاشياء, في الثلاثين من عمره اصدر كتابه الثالث وعنوانه ( التحالف ) وهو يتحدث عن المعرفة كما لو كانت مشكلة وعن الواقع والتناقض بين الواقع والحقيقة والعالم والمظاهر, الكتاب يحتوي على رؤيا معقدةبعد أحد عشر عاماً ظهر كتابه الرابع 1976 وفيه يتحدث عن مفاهيم مختلفة, ووحدة الشاعر مع المفاهيم الكبيرة يذكر أشياء مثل الموسيقا - الشعر الخرافي الاسطوري,ويقدم لنا مفهوماً عن الشعر الاسطوري,وبعض الاشعار التي يصلح أن تكون أغاني .. باختصار خايمي خيل ينظر إلى الاشياء من الخارج أما كلا وديو فهو يراها من الداخل.
وفي ختام الملتقى الشعري.. ألقى الشاعر الاسباني كويتو بعضاً من قصائده التي تقارب الخمسين,وقد حصل عنها على جوائز مختلفة,في بعضها يقيم علاقة بين الميتافيزيقا والتصوف.