تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وثائقنا في خطر .. أرشيف وطني ب /14/ موظفاً.. ثلاث سنوات والقانون الناظم قيد الدراسة

شؤون ثقا فية
الأربعاء 21/2/2007
مها حسن يوسف

يعتبر ترميم مركز الوثائق التاريخية الذي يشغل بيت خالد العظم رئيس وزراء سورية الأسبق تحولاً نوعياً في الحفاظ على تاريخ سورية

الحديث والمعاصر والذي تم تأسيسه عام 1959 وعند وصولي الى هذا البيت الدمشقي الذي لم اره إلا في مسلسلات شامية طبعت في مخيلتي صورة حاولت نقلها اعجاباً وفخراً بتراث دمشق والتي لم تكتمل ولا تزال طور التجديد والترميم بالاضافة الى بعض الصعوبات التي تواجه المركز. والتي تحدث عنها بشكل مطول السيد عمار السمر الخبير بالوثائق في المركز طالب دكتوراه في جامعة دمشق قسم التاريخ .. قائلاً:‏

يهتم المركز بادارة الدكتور (محمد غسان عبيد) بالعمل كأرشيف وطني لسورية وجمع الوثائق التي تخص تاريخ سورية الحديث والمعاصر وهي على نوعين :‏

-الأول الوثائق الرسمية الصادرة عن كافة دوائر ومؤسسات ووزارات الحكومة السورية او التي تخص سورية في الفترات السابقة ( الوثائق الورقية) الذي بدأ من بداية الفترة العثمانية وحتى اليوم .‏

-والثاني : الوثائق الخاصة التي تخص الافراد والشخصيات البارزة سواء كانت سياسية او عسكرية او اقتصادية والمذكرات والاوراق الخاصة لهذه الشخصيات والتي كان لها دور في المجتمع امثال فخري البارودي - عبد الرحمن الشهبندر- سلطان باشا الاطرش وغيرهم كثيرين . وكما يقوم المركز بحفظ ارشيف المؤسسات الخاصة .‏

> ما نوعية هذه الوثائق ومن اين حصلتم عليها?‏

>> كانت هذه الوثائق والمعلومات القيمة تقدم عن طريق اشخاص وخبراء للسفارات والقنصليات الذين يتواصلون مع بلادهم في كافة المجالات وهي وثائق الحكومة السورية في فترة الانتداب الفرنسي وفترة الاستقلال الاولى وتعود لمختلف الوزارات كالداخلية والارشاد القومي وجميع وزارات ومؤسسات الدولة.‏

وفي الستينيات تنبهنا في المركز الى سجلات المحاكم الشرعية في دمشق التي تعود للفترة العثمانية وظهر ان هذه الوثائق تحوي معلومات اقتصادية واجتماعية ودينية وسياسية عن تاريخ سورية في الفترة منذ القرن السادس عشر الى اوائل القرن العشرين.‏

وقام المركز بجلب سجلات المحاكم الشرعية على دفعات لمدن دمشق وحمص وحماة وحلب وسجل واحد من مدينة اللاذقية وفهرسة هذه الوثائق ووضعها بخدمة الباحثين .‏

> أرشيف وطني ب 14 موظفاً وثلاث سنوات بانتظار قوننته الى اين وصل عمل اللجنة التي تم تشكيلها باهتمام وزارة الثقافة منذ مطلع العام الحالي?‏

>> تشكلت اللجنة بقرار (رقم 4/آ بتاريخ 8/1/2007 ) والسيد وزير الثقافة وكذلك مدير عام الآثار والمتاحف د. بسام جاموس وكانوا مهتمين بالموضوع وهذه اللجنة مهمتها دراسة وصياغة مشروع قانون احداث الهيئة العامة للارشيف الوطني ولكن نأمل من قرارات هذه اللجنة ان ترى النور والمهم ليس في التشريع وانما في التنفيذ والتطبيق .‏

ونحن قبل ثلاث سنوات ارسلنا قانون للجهات المختصة لدراسته وحتى الآن هو قيد الدراسة وبصراحة لا يوجد ارضية للتفاهم معهم من اجل اهمية هذه المؤسسة لذلك نحن خائفون من تعرقل هذا المشروع ونستصرخ في الجهات المعنية للتجاوب مع اللجنة والتسريع في عملها.‏

ونحن في المركز لا نملك استقلالا ماديا ولا اداريا والملاك الوظيفي الموجود حوالي 14 موظفاً غير مؤهلين وغير حاصلين على شهادات كما يوجد لدينا مشكلة بالتدريب والتأهيل.‏

ومن مشكلاتنا ايضا ان بناء مركز الوثائق الذي يشغل بيت خالد العظم هو بيت جميل لكنه لا يلبي الغاية المطلوبة منه كبناء للارشيف الوطني نتيجة ضيق المكان وعدم توفر الظروف الموضوعية لحفظ الوثائق التاريخية. وقد قمنا بمراسلة محافظة دمشق لايجاد قطعة ارض مناسبة فاعتذرت . وتم تحويلنا الى محافظة ريف دمشق التي اقترحت عن طريق مديرية الزراعة قطعة ارض قريبة من اتوستراد حمص-دمشق بعد القطيفة في منطقة صحراوية.‏

ونود ان نلفت عناية محافظة دمشق ان الارشيف الوطني في العالم يكون حصرا في العاصمة وعادة يكون في منطقة راقية ومناسبة وواسعة وكبيرة والامثلة موجودة في تونس واليمن والامارات ويبدو ان المسؤولين في المحافظة لا يعون اهمية هذه المؤسسة فضلا عن موضوع التبعية ففي أغلب دول العالم الارشيف الوطني يتبع لجهة سيادية كي تمكنه من القيام بمهامه , والمراجعة في المركز مجانية لجميع المواطنين والمركز مقصد لعدد كبير من الباحثين العرب والاجانب وتم اعداد اكثر من مئات الابحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه بالاعتماد على الوثائق الموجودة في المركز وفي مختلف جامعات العالم .‏

-بالعودة للحديث عن المركز وهيكليته اوضح الخبير السمر ان للمركز سبعة اقسام وهي:‏

-القسم العثماني: الذي يحوي الوثائق التي تعود للفترة العثمانية من سجلات المحاكم الشرعية والاوامر السلطانية والحجج الشرعية والمحاكم التجارية.‏

-القسم الخاص: ويحوي اوراق شخصيات عربية وسورية كانت ذات تأثير في الاحداث من أواخر الفترة العثمانية وفترة الاحتلال الفرنسي كما يضم اوراق عدد من المجاهدين والمناضلين الذين ساهموا في صنع استقلال هذه البلاد ( سلطان- باشا الاطرش-احسان الجابري-نبيه العظمة وكثيرون غيرهم -) ما يحوي وثائق الاحزاب والحركات الوطنية.‏

-قسم وثائق الدولة: يحوي هذا القسم وثائق الحكومة التي تعود للحكومة السورية منذ نشأتها ايام الملك فيصل وحتى فترة الانفصال وهي لمختلف وزارات الحكومة السورية كما يوجد في هذا القسم مراسيم جمهورية وحاضر جلسات المجلس النيابي وسجلات النيابي وسجلات المحاكم المختلطة وتحوي هذه الوثائق معلومات غنية عن مختلف نواحي الحياة في سورية.‏

-القسم الصحفي: ويحوي عدداً من الصحف العثمانية والسورية القديمة اضافة الى صحف من الدول العربية ويعود اقدمها الى اواخر القرن التاسع عشر اضافة الى احتفاظ المركز بنسخة كاملة من الصحف الرسمية السورية الثلاث منذ صدورها .‏

-قسم الترميم وحفظ الوثائق: هذا القسم تأسس عام 2005 بالتعاون مع وكالة جايكا اليابانية ومهمته حفظ وترميم الوثائق بالشكل الامثل .‏

قسم التصوير والميكروفيلم : يحوي ما يقارب 6000 صورة فوتوغرافية لشخصيات عربية وسورية اضافة الى المجاهدين والشهداء السوريين الذين اسهموا في استقلال البلاد اضافة الى عدد من صور المسؤولين ورؤساء الدول العربية والاجنبية خلال استقبالهم في الحكومة السورية وهذا القسم يحوي النسخة الميكروفيلمية, لسجلات المحاكم الشرعية .‏

-المكتبة التاريخية: وهي مكتبة متخصصة بتاريخ سورية الحديث والمعاصر وتحوي عدداً من الكتب الاختصاصية النادرة عن تاريخ سورية والوطن العربي.‏

وحاليا تم توقيع برتوكول مع الجانب التركي من أجل تبادل خبرات وكل ما يخص الصور والوثائق الى جانب تبادل المطبوعات التي تخص الجانبين ومدتها ثلاث سنوات قابلة للتمديد تلقائيا. واذا لم يتم تفعيل دور المركز من الصعب الاستفادة من هذا البرتوكول.‏

أخيرا: الى متى ستبقى آثارنا ووثائقنا التاريخية مهمة وعلى درجة بالغة من الاهمية عند الآخرين ونحن غارقون في غياهب نسيانها واعتبارها مجرد اوراق لا تنفع ولا سيما ان بلادنا تعتبر مهد الحضارات والثقافات ومنها انطلقت الابجدية الاولى !!!‏

تعليقات الزوار

عاهل |    | 21/02/2007 19:20

ونقول كما قلتم : أخيرا: الى متى ستبقى آثارنا ووثائقنا التاريخية مهمة وعلى درجة بالغة من الاهمية عند الآخرين ونحن غارقون في غياهب نسيانها واعتبارها مجرد اوراق لا تنفع ولا سيما ان بلادنا تعتبر مهد الحضارات والثقافات ومنها انطلقت الابجدية الاولى !!!‏ فإلى متى ..؟

عمار السمر |  ammark73@hotmail.com | 26/08/2007 01:38

نشكر جريدة الثورة على طرح موضوع مركز الوثائق كما أشكر الصحفية الآنسة مها ولكن لا بد من الإشارة إلى الأخطاء اللغوية التي في النص والأهم المعلومات المغلوطة الواردة عن المركز والتي لم أقولها كما وردت في المقال وهذا يعود لعدم مراجعة النص الذي انتظرت وصوله بالايميل دون جدوى كما وعدت الأنسة مها

عادل زيادة |  adelzeyada@hotmail.com | 29/12/2007 01:21

أوجه صرخة إلى وزير الثقافة السوري بإنقاذ بيت خالد العظم ، تلك التحفة الأثرية المعمارية الفنية والحفاظ عليه كأثر وتراث عربي إسلامي له قيمته الحضارية ، فقد زرت هذا البيت وترددت عليه مراراً ، وهالني بل أفزعني استغلاله كمركز للوثائق الدمشقية ، وإن كان هذا البيت قد هانت قيمته وأُلقي في حقيبة النسيان ، فهل هان أيضاً على الوزارة هذا التراث الهائل من الوثائق التاريخية حتى يُكدسها بهذا الشكل في مكان غير مهيأ للاستفادة منها وأيضاً الحفاظ عليها كما أشار الأخ عمار السمر . أرجو من معالي الوزير أن يوجه عنايته مشكوراُ إلى أمر هذا البيت وكذلك الوثائق التاريخية فتراثنا العربي هو الشيئ الوحيد الباقي الذي يستدل العالم كله من خلاله على أصالتنا وتحضرنا قديماُ وحديثاً .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية