تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جرائم الحرب الأميركية الأطلسية في ليبيا

موقع: Mondialisation. CA
ترجمة
الأثنين 5-3-2012
ترجمة: حسن حسن

شارل راي المبعوث الخاص للولايات المتحدة في ليبيا، يصف نفسه كرمز للعالم الحر، وبطلاً لحقوق الإنسان والديمقراطية، ويفاخر بدور بلاده في اجتياح ليبيا، لكن في الواقع، تبدو الحرب على ليبيا كحرب فيتنام وغيرها من الحروب غير المشروعة ورطة كبيرة للعم سام.

يظهر تقرير نشرته مؤخراً مجموعات لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، و بالتفصيل جرائم الحرب التي اقترفتها الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي، و قوات «المتمردين» المستخدمة في حرب ليبيا وقلب نظام العقيد معمر القذافي العام الماضي. ويكشف نتائج تحقيق أجرته في تشرين ثاني الماضي المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وكذلك الاتحاد الدولي للمعونة القانونية.‏

وقد اعتمد التقرير على مقابلات أجريت مع ضحايا جرائم الحرب، وشهود عيان وممثلين دبلوماسيين مقيمين في مدن ليبية عدة: طرابلس، زاويا، زنتان، مصراتة، طبرق وسرت، ويطالب التقرير أيضاً بالتحقيق بوقائع تظهر أن الحلف الأطلسي استهدف مناطق مدنية ما أدى إلى سقوط الكثير من المدنيين بين قتيل وجريح، كما أن قذائف وصواريخ الحلف وجهت ضد مدارس ومبان حكومية، ومستودعات أغذية ومنازل خاصة.‏

ويبرز التقرير أيضاً أن أشخاصاً يشتبه بولائهم للقذافي تعرضوا للقتل أو التعذيب، والإبعاد وسوء المعاملة على أيدي قوى «المتمردين» التابعة للمجلس الوطني الانتقالي المدعومة من الحلف الأطلسي .‏

ويصف حالات الإبعاد القسري التي يتعرض لها المواطنون السود من الطوارق، والاضطهاد الحالي للعمال المهاجرين من جنوب الصحراء على أيدي قوات التحالف التابعة للأطلسي وحكومتها المؤقتة.‏

ويذكر المحققون أن السجناء والمحتجزين دون اتهام أو محاكمة، تعرضوا للضرب الوحشي مرات عدة وأن مقاتلين مؤيدين للقذافي حكموا بالإعدام، ويروي شهود عيان عن عمليات «قتل عشوائي وانتقامي بما فيها المجازر ضد محاربين سابقين».‏

ويوضح التقرير الذرائع الإنسانية والديمقراطية التي استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وعملاؤها لغزو ليبيا بأسلوب استعماري. ويظهر أن القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن لفرض« منطقة حظر طيران وحظر على بيع أسلحة لليبيا، التي زعم أنه لحماية المدنيين من قمع القذافي» قد جرى استغلاله لخوض حرب جوية لا هوادة فيها، بالتنسيق مع قوى التمرد على الأرض. ويشير التقرير إلى أن الحلف الأطلسي وحلفاءه العرب بدؤوا بتدريب قوى المعارضة واعطائهم الأسلحة بعد انطلاق الاحتجاجات ضد القذافي. وما إن انطلقت المعارضة ضد القذافي حتى أخذت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وعملاؤهم في ليبيا على عاتقهم اطلاق هجوم امبريالي.‏

ويقول التقرير:« بناء على المعلومات التي جمعتها اللجنة من مصادرها، ظهر أن الحلف قد شارك فيما يمكن أن نطلق عليه بعمليات هجومية قامت بها قوى المعارضة»‏

على سبيل المثال الهجوم على المدن والقرى الواقعة تحت سيطرة قوات القذافي. وحتى اختيار العديد من الأهداف، كمستودعات الأغذية تثير مشكلات واضحة حول دور هجمات كهذه في حماية المدنيين ومع ذلك، لا يقدم التقرير إلاّ لمحة باهتة عن عنف الهجوم الذي كان هدفه إعادة ليبيا إلى الظروف التي قدمها الملك الألعوبة ادريس السنوسي للولايات المتحدة وبريطانيا قبل 43 عاماً، حيث وضع تحت تصرفها آبار النفط وسمح لها أيضاً بإقامة قواعد عسكرية في ليبيا. وإن الدمار الهائل وعمليات القتل التي بلغت ذروتها في سرت وإعدام القذافي بلا محاكمة أبرزت التأكيدات التي كفلتها الأمم المتحدة، والتي جاء فيها أن الحرب كانت حرباً من أجل «حقوق الإنسان» و «حماية المدنيين» هي حرب عبثية وقذرة.‏

إن انتهاك ليبيا كان الرد الانغلو- ساكسوني على الثورات العربية التي طردت الأنظمة المدعومة من الغرب من السلطة، بدءاً من تونس ومصر، اللتين تملكان حدوداً مشتركة مع ليبيا. وكان هدف الهجوم هو بسط السيطرة التامة على مصادر النفط في البلاد، والحد من تقدم النضال العمالي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وتوجيه ضربة إلى الصين وروسيا اللتين كانتا تقيمان علاقات اقتصادية وثيقة مع نظام القذافي. المجلس الوطني الانتقالي وتحالف ضباط سابقين، وإسلاميين ممن يرتبطون بتنظيم القاعدة، وعملاء لمخابرات غربية، اعتبروا أن الاجتياح قد كلف زهق أرواح أكثر من 50،000 شخص وجرح 50،000 آخرين. كما أن الخلافات بين فصائل المجلس الوطني الانتقالي هي مقدمة لحرب أهلية شاملة بين الميليشيات القبلية المتصارعة.‏

وبينما حذّر رئيس المجلس الانتقالي الليبي من مؤشرات حرب أهلية، طالبت جماهير غفيرة برحيل هذا المجلس وقد اقتحمت مكاتبه في بنغازي، وإثر ذلك قدم عبد الحافظ خوجة نائب رئيس المجلس استقالته.‏

وهذا التقرير عن جرائم الحرب التي ارتكبتها الولايات المتحدة والحلف الأطلسي هو دليل اتهام اضافي دامغ ضد هذه الأحزاب، والمفكرون والجامعيون «الساريون» يرددون ببغاوياً الذرائع الإنسانية لواشنطن والحلف الأطلسي وقد ساهموا أيضاً في اجتياح ليبيا والأدهى من ذلك، أن المحاكمة الجنائية الدولية مستمرة في صمتها المطبق حيال هذه الجرائم المرتكبة.‏

 بقلم: باري غراي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية