تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الهجمة على سورية.. ومحاولات الهيمنة

موقع: Mondialisation. CA
ترجمة
الأثنين 5-3-2012
ترجمة : محمود لحام

جوناثان شانزر المحلل السابق في وزارة الخزانة الأميركية ونائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في الولايات المتحدة صرح على موقع ( فورين بوليسي ) الأميركي بأن انسحاب الوفد السعودي برئاسة سعود الفيصل وزير الخارجية من اجتماعات ما سمي مؤتمر اصدقاء سورية

الذي عقد في تونس منذ عدة أيام إنما كان غضباً وأسفاً لأن مساعي الدول والشخصيات المشاركة باءت بالفشل بعد أن كانت تمني النفس بالخروج بقرارات واجراءات تدفع السوريين على اختلاف أطيافهم نحو تأجيج نيران الفتنة الداخلية .‏

الفيصل زعم أن المساعدات الإنسانية كسقف للنتائج في اجتماع تونس ما يسمى مؤتمر أصدقاء سورية لاتكفي بل إنه طالب وبخبث بتسليح المعارضة والمجموعات الإرهابية في سورية ورأى في ذلك فكرة رائعة وعلى نفس الوتر كان يعزف حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري الذي دعا علانية وبوقاحة إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سورية بحجة حماية الشعب السوري, وبذلك يتم فتح ممرات آمنة انسانية واقامة مناطق عازلة يأوي اليها اللاجئون تكون تحت سيطرة قوات التحالف حسب زعمه.‏

هذا المؤتمر حرك مشاعرالغرب وقادته المتآمرين على الشعب السوري حتى صار الوضع الإنساني للسوريين شغلهم الشاغل وهمهم الدائم الذي يقض مضاجعهم فتحرك باراك اوباما الذي امتلأ قلبه فجأة بالإنسانية لينادي العالم بضرورة التدخل لمساعدة الشعب السوري تحت ذريعة تصاعد حدة العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة ( المدعومة من قبل الغرب وبخاصة من الولايات المتحدة وفرنسا ) .‏

أين كانت كل من واشنطن وباريس ولندن , عواصم الديمقراطية في العالم وحماة حقوق الإنسان عندما كانت اسرائيل ترتكب مجازرها البشعة وما اكثرها بحق الشعب العربي الفلسطيني وعلى امتداد أكثر من ستين عاماً؟ !!!‏

ألم تواجه واشنطن عشرات القرارات في مجلس الامن ( والتي تدين اسرائيل على جرائمها ) بالفيتو !! ما شجع الاخيرة على التمادي !! بينما كان الفيتو الروسي الصيني الأخير ضد مشروع القرار المقدم من الجامعة العربية محزناً جداً لهيلاري كلينتون لان عضوين دائمين في مجلس الأمن وقفا بوجه إدانة ما سمته اعمال القتل في سورية حسب زعمها .‏

ألا ترى الحكومة الأميركية الجرائم المرتكبة واساليب التعذيب المتبعة في معتقلاتها في غوانتانامو وفي سجونها السرية المنتشرة في أكثر من (75 بلداً ) في العالم ؟ !!!‏

هل تتصور ان جرائمها وغزوها واحتلالها لكل من العراق وافغانستان شرعي ؟!!! وهل مسموح لها أن تقتل من كلا الشعبين أكثر من مليوني ضحية ؟ !!‏

لقد سوقت الولايات المتحدة الاضطرابات التي احدثتها بعناية وبإشراف عملائها في المنطقة تحت مسمى ثورات الربيع العربي مستخدمة لذلك محطات اعلامية تبث على مدار الساعة وبوقاحة اكاذيب وأخبار مفبركة وهمية وتسهم في تأجيج الاضطرابات وسفك الدماء ونشر الخراب والدمار في كل مكان لتأتي بعد ذلك وفي مرحلة لاحقة ووفق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ينفّذ ضمن اطار الفوضى الخلاّقة مطالبة بتشريع التدخل العسكري وتسليح أتباعها وعملائها في الداخل .‏

إن تبجح كلينتون وحلفائها وقلقهم ذي الدوافع الانسانيةعلى الشعب السوري ليس سوى تكتيك ديبلوماسي يلعبه المسؤولون الاميركيون للضغط على السوريين يضاف إلى سلسلة العقوبات التي فرضها الغرب وحلفاؤه العرب وتهديداتهم بالتدخل العسكري في سورية ومن ثم احتلالها وتقسيمها لدويلات ما ينذر بعودة المشروع الاستعماري القديم .‏

في تعليق في مجلة ( فايننشيل تايمز ) كتب ايميل نخلة المسؤول السابق في ( cia ) إن شكل المساعدة في سورية يجب ان يكون بداية بتشكيل مناطق امنة تكون ملجأ للمسلحين الذين يقومون بعمليات ضد الجيش السوري مثلما حدث سابقاً في شمال العراق عام ( 1991 ) ولتركيا دور أساسي في تلك المنطقة نظراً لأنها يجب أن تكون متاخمة للحدود التركية.‏

أفكار ومشاريع استعمارية اخرى مماثلة عرضتها في مجلة نيويورك تايمز ( ان ماري سلوتر ) المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية من قبيل امداد ما يسمى الجيش السوري الحر بكافة انواع الاسلحة .‏

إن المشاريع المذكورة لا تصنّف ضمن إطار المشاريع الإنسانيةاطلاقاً إنما هي شكل من اشكال حروب الابادة التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية التي ترفض الخضوع والإذلال للاستعمار الجديد وما اجتماع تونس إلا محاولة وخطوة لتشكيل عصابات وفرق الموت نحو ذلك الهدف فما يحدث في سورية ليس بالثورة بل حرب شاملة لعزل سورية وتدميرها وبسط الهيمنة الأميركية على المنطقة العربية ونفطها .‏

 بقلم : اليكس لانتيه‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية