تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصالحة الفلسطينية و الطريق المسدود

شؤون سياسية
الأثنين 5-3-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والسيد خالد مشعل سبق ان اتفقا على البدء بخطوات المصالحة الفلسطينية فيما سمي باعلان الدوحة وحددا يوم 18 شباط موعدا لاعلان حكومة من المستقلين ( والتكنوقراط )

في ذلك الموعد من شهر شباط – لكن الموعد حان ولم تتشكل الوزارة برئاسة السيد محمود عباس – وقيل ان الوزارة ستتشكل بعد يوم 23 شباط في اثر لقاء القاهرة . لكن لقاء القاهرة مر دون ان يتم أي اتفاق – بل ماحدث بعد ذلك كان ان الطرفين تبادلا الاتهامات بشأن عرقلة الوصول الى الوزارة او الاتفاق على الحقائب الوزارية .‏

وكان الرئيس الفلسطيني قد قال ان الوزارة لن يكون لها أي رأي او موقف في القضايا السياسية . وتحدث الطرفان مع الوسيط المصري عن احدى اهم عقبات حدوث اختراق في جدار المصالحة وهو الاستمرار في حملات الاعتقالات السياسية في الضفة كما في غزة . ردت فتح بلسان رئيس مجموعتها في المجلس التشريعي قائلة ان الاعتقالات في الضفة ليست سياسية بل امنية وهي استجابة وتطبيق لاتفاقيات سابقة مع الاحتلال – وخاصة اتفاقية اوسلو .‏

الحقيقة ان لجان المصالحة الفرعية التي عقدت اجتماعات في كل من رام الله وغزة لم تتقدم الى امام خطوة عملية واحدة والسبب ان المناقشات تصطدم دوما بالتساؤلات الفلسطينية المشروعة وهي : هل يستمر التعاون الامني بين السلطة الفلسطينية والكيان الاحتلالي ؟ والى متى يستمر التنسيق بين الطرفين في ظل تجاهل صهيوني لاتفاقية اوسلو واصرار من السلطة على التمسك باتفاقية داس عليها المحتالون ولم يحفلوا بما تضمنته على علاتها لأنها ليست في صالح الحق الفلسطيني فهي تدعو الى اعتراف متبادل وترفض حق العودة وتبقي الحدود الصهيونية مبهمة والقدس في الفك المفترس الصهيوني الذي يقوم في كل يوم وبشراهة بعملية ابتلاع الحق الفلسطيني في القدس .‏

كما ان الاحتلال عمد الى ايضاح قرار جديد اتخذه حول الانتخابات الفلسطينية المقبلة التشريعية وانتخابات المجلس الوطني وهو منع فلسطينيي القدس من حق الانتخاب كون القدس ( الموحدة هي العاصمة الابدية لاسرائيل ) ولا يحق لأي كان القيام بعمليات انتخابية فيها .‏

ورغم المخاطر اليومية المحدقة بالحقوق الفلسطينية فان السلطة الفلسطينية تواصل تعاونها الامني والاقتصادي مع العدو المحتل كما انها تتجاهل حقائق يفرضها الاحتلال على الارض ليس في القدس فقط بل كذلك باجراءاته اليومية في الاغوار ومنها محاولة افراغ الغور من اصحابه الفلسطينيين على اعتبار انه منطقة امنية خضوعا لمنطق ( ان حدود اسرائيل يجب ان تضم الغور كله ) .‏

وفي الخضم يبقى التساؤل عن الموقف الفلسطيني من المصالحة مادام البون شاسعا بين خطين هما ( خط المقاومة وخط المساومة ) – فالسلطة لا تزال تراهن على المفاوضات ومازالت مصرة على التعاون الامني مع الاحتلال وهي لاترى ان الطريق الى المفاوضات مسدودة نهائيا وانها تراهن على ضغط اميركي على الكيان الصهيوني لكي يعود الى طاولة المفاوضات وان ضمن شرط التوقف عن الاستيطان ولو مؤقتا .في حين يعلن الاحتلال عن خطوات جديدة استيطانية من مثل الاعلان الاخير عن قرار اتخذ لبناء اكثر من 900 وحدة استيطانية في الضفة الغربية متزامنة مع قرارات تفرغ القدس من اهلها تدريجيا وتبتلع الاراضي الفلسطينية في القدس على غرار مخطط بناء حديقة توراتية في ساحة البراق .‏

الاختراق الحقيقي لابد ان يكون سياسياً باتخاذ موقف من مسيرة الاستسلام والمفاوضات والالتزام بحق شعب فلسطين في المقاومة المسلحة والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية : القدس وحق العودة والاسرى وحدود فلسطين التاريخية من البحر الى النهر والتخلص من قيود ( اوسلو ) ونتائجها .‏

nawafabulhaija@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية