قريب أو صديق، أو أي شخص في المجتمع حين تصادفه في أي مكان أو مرفق من المرافق العامة ولاسيما في حافلات النقل أو يقوم بتأدية بعض الخدمات وتأمين بعض الحاجات لأبنائه.
وعلى مبدأ مالك كبير مالك تدبير يبدو أن إيقاع الحياة قد تغير عند البعض فلم تعد الأسرة في حالات استثنائية تتقبل كبار السن في المنزل فتسارع إلى زجهم في أي دار للعجزة، بالمقابل هناك الآلاف من الأسر السورية ولاسيما في الأرياف ماتزال تنظر إلى الجد والجدة والوالدين بكل هيبة واحترام، وتعتبر احترامهما من أهم أركان مقومات الأسرة واستقرارها.
فالواجب الديني والأخلاقي يحتم علينا أن نلتزم قول الله تعالى في الآية الكريمة «ولاتقل لهما أفّ ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً».
وانطلاقاً من ذلك نجد كيف أن المجتمع الشرقي بشكل عام والأسرة السورية بشكل خاص تنظر بازدراء إلى من يتهاون بعدم احتضان آبائهم وأمهاتهم لأسباب وظروف مختلفة فيسارعون إلى نقلهم لأماكن مخصصة لهم لسنوات طويلة دون أن يلتفتوا بعد ذلك لأهمية صلة الرحم وما تعنيه لمسة الحنان ونظرات العيون حين تتلاقى ولاسيما أن الشخص المسن في حياة الأسرة هو بمثابة مرجع كبير لأفراد الأسرة، فهو يقدم النصيحة للكبير ويعيش طفولته مع الصغير.
فالكبار هم بركات المنازل، فلنحافظ على بركات أهلينا وإن لمت الملمات من فقر وأعباء ومرض.. فالحياة الدنيا هي دار امتحان والفوز هو للصابرين والأوفياء الشاكرين.