تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يرعوننا صغاراً وقد ننساهم كباراً ... المسنون في عيون الأبناء و الأحفاد

مجتمع
الأثنين 5-3-2012
يخطئ كثيراً من يظن أن بلوغ الإنسان المشيب بداية النهاية والانطواء والفراغ ، فلكل مرحلة من مراحل العمر جمالها وعذوبتها وخصوصيتها الفريدة والتي لا تنقص عن أي مرحلة تلحقها من قيمتها الإنسانية والوجدانية .

فمن منا يجزم أن تكوينات الخريف وظلاله ودفء ألوانه أقل جمالاً من نضارة الوريقات الخضراء في الربيع.‏

والعنب هل يحلو طعمه ويطيب عصره إلا في الخريف ؟ .‏

والغروب ألا يسحرنا بشفقه ولهيب اشتعاله كما انبلاج الفجر الوليد ؟!.‏

والشيب والشيخوخة هل هي سوداء قاتمة كما يتيقن الكثيرون ؟!‏

أو ليس في الليل وأضوائه سحر وإلهام أكثر من صخب النهار وضجيجه ؟!‏

أو ليس اقتراب الإنسان من مرحلة الشيخوخة هو اقتراب من مرحلة النضج والحكمة والتعمق الكبير في الفهم للإنسان والحياة والكون .‏

وقد أورد التاريخ أمثلة وشواهد لحالات من الإبداع والعطاء المكتمل والأمثل في سن الشيخوخة :‏

فيكتور هيجو نظم أجمل أشعاره في شيخوخته، وأتم غوته رائعته (فاوست) في سن الثامنة والثمانين ,وأبدع ليوناردو دافنشي أعظم لوحاته في هرمه ، ونجيب محفوظ أما ظل يكتب حتى الارتعاش الأخير في أصابعه ؟! وطه حسين ود.عادل العوا ود. فاخر عاقل والشاعر سليمان العيسى ، وآخرون في جميع المجالات ......‏

الهرم لا يكون إلا للنفوس الضعيفة ولا يضعف إلا أمام الإرادات القوية والعزائم الصلبة ، ولا يكون إلا عند الاستسلام والرضوخ لليأس والاستكانة .‏

وفي ذلك يقول جبران خليل جبران ( إن البنفسج الصاعد من قلب الثلوج أشد نضرة وأذكى رائحة بعزيمة من يعشق الحياة .... فهو أجدر بها) .‏

فإن أطلت الكهولة وضاع الشباب ، فلنكن أسياداً للكهولة ولسنا عبيداً لها .‏

يقول الدكتور رمضان المحفوري الاختصاصي في علم النفس: في مجتمعاتنا العربية والسورية على وجه الخصوص ، و في الماضي كانت الأسرة الكبيرة بمفهومها وقيمها وتقاليدها هي الحاضن الرئيسي لرعاية الفرد، المسن وغير المسن، فهو يشعر بالحب والأمان والاطمئنان فيها أكثر من أي مكان آخر ، وتكون صحته النفسية بين عائلته أفضل بكثير من تواجده في دور الرعاية للمسنين مرتفعة الأجر مهما كانت مميزاتها وارتقاء مستوى الخدمات فيها، ولكن مع التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية وتحول الأسر إلى نظام الأسرة الصغيرة والظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر المسكن الكافي والملائم ، وخروج المرأة للعمل ، كل هذا فرض على الأسر في بعض الحالات الاستعانة بدار الرعاية للمسنين ، ورغم أنه في حالات كثيرة نجد بعض المسنين يتلقون عناية ورعاية في الدار أفضل مما يتلقونها بين أقاربهم‏

إلا أن الإحساس بالنقص من الناحية العاطفية والوجدانية يظل قائماً لأن القائمين على رعايته هم موظفون غرباء وليسوا أهله ولا يحس بالحب والحنان بينهم .‏

وهنا يؤكد الدكتور رمضان أن الاختلاف في واقع المسنين ناتج عن اختلاف البيئات الجغرافية والثقافية ضمن المجتمع الواحد، ففي بعض المناطق يكون لكبير السن مكانة خاصة ، فهو رأس العائلة وصاحب القرار فيها وهو نواتها .‏

أما في المدن فالقضية فيها متناقضات كثيرة لصعوبة الحياة ومتطلباتها وصار كبار السن مشكلة تواجه الكثير من الأسر مما يستدعي الحلول الحكومية ومساعدة المجتمع الأهلي .‏

وهذا بدوره ينعكس على نفسية المريض الذي يحس أنه عبء على الجميع ، فتكون أمراضه النفسية الأرض الخصبة لظهور أمراض أخرى كالخرف وهو من أبرز وأسوء الأمراض التي يعانيها كبير السن لأنها في كثير من الأحيان غير قابلة للشفاء إلا أنه ليس أمراً حتميا لكبار السن .‏

والخرف هو فقدان للذاكرة والقدرة الذهنية مما ينعكس على القدرة في الأداء الوظيفي ، وخلل في أداء المهام البدنية المعقدة ، قد تخفي وراءها مشكلات صحية خطيرة كالورم الدماغي أو السكتة الدماغية .‏

... الثورة الصامتة .... الثورة الرمادية‏

تشير تقارير الجمعية العالمية للشيخوخة التي تأسست مع بداية الثمانينات والتي عقد مؤتمرها الدولي الأول في فيينا عام 1982 م إلى تغيرات ديموغرافية في العقود الأخيرة من القرن العشرين وبداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى ما بات يعرف في الأدبيات العالمية بالثورة الرمادية أوالثورة الصامتة أو هزة شيخوخة معاصرة ,معتبرة مسألة رعاية المسنين واحدة من أكثر القضايا المعاصرة أهمية , لأن الشيخوخة مرحلة حتمية قد يصل إليها كل إنسان .‏

وعرفاناً بالفضل والجهد الذي بذله المسنون في شبابهم لخدمة المجتمع وتطوره وبعد عدة مؤتمرات,ولقاءات اعتمدت الجمعية العامة لحماية الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية لكبار السن مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بهذه الفئة من الناس وثيقة مهمة في هذا الموضوع ، وهي مقسمة إلى خمسة أقسام ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحقوق المعترف بها :‏

1-الاستقلالية : وتشمل حق كبار السن في الحصول على ما يكفي من الغذاء والماء والمأوى والملبس والرعاية الصحية ، وإمكانية ممارسة العمل بأجر والحصول على التعليم والتدريب .....‏

2-المشاركة : وهي وجوب أن يشارك كبار السن في صوغ وتنفيذ السياسات التي تؤثر مباشرة على رفاهيتهم ، وأن يقدموا إلى الأجيال الشابة معارفهم ومهاراتهم ، وأن يكونوا قادرين على تشكيل الرابطات الخاصة بهم ....‏

3-الرعاية : وتعني وجوب توفير فرص الاستفادة من الرعاية الأسرية والرعاية الصحية لكبار السن وتمكينهم من التمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية عند إقامتهم في مأوى للرعاية أو العلاج.....‏

4-مبدأ تحقيق الذات : بموجبه ينبغي تمكين كبار السن من التماس فرص التنمية الكاملة لإمكاناتهم من خلال إتاحة إمكانية استفادتهم من موارد المجتمع التعليمية والثقافية والروحية والترويحية....‏

5-الكرامة : وجوب تمكين كبار السن من العيش في كنف الكرامة والأمن ،ودون خضوع لأي استغلال أو سوء معاملة ؛ جسدية أو عقلية ، وينبغي أن يعاملوا معاملة منصفة , بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم أو خلفيتهم العرقية أو ,الدينية, أو كونهم معوقين ، وبصرف النظر عن مركزهم المالي أو أي وضع آخر , وأن يكونوا موضع تقدير بصرف النظر عن مدى مساهماتهم الاقتصادية .‏

6-وفي سورية ونتيجة لتحسن مستوى الحياة عموماً والوعي الصحي خصوصاً ، انخفض معدل الوفيات ,الأمر الذي أدى إلى ارتفاع متوسط الأجل من (57) سنة عام 1975 إلى (75،1) سنة للإناث و(71,1) سنة للذكور عام 2003 م . ما ساهم بدوره في ازدياد أعداد المسنين بعمر (60) سنة فما فوق ، بحيث وصل عام (2005) إلى أكثر من (900) ألف مسن , أي بنسبة (5.0%) من إجمالي عدد السكان تقريباً.‏

7-تشكلت في سورية خطة عمل وطنية للرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين وتشكلت لجنة وطنية مشتركة بين الوزارات تعنى بالرعاية الاجتماعية للمسنين يرأسها وزير الصحة . وقد بلغ عدد دور الرعاية الاجتماعية للمسنين (19) دارا توزعت على ثماني محافظات سورية هي : دمشق ، حلب , حمص , اللاذقية , حماة , إدلب , الحسكة , السويداء .‏

جــــوانب مــــن حيـــــاتهم‏

يعتبر الوضع الاجتماعي لكبار السن محصلة لعدة عوامل تتعلق بالواقع الأسري والصحي والنفسي والعقلي لكل مسن على حدة التي يؤثر كل منها سلباً أو إيجاباً بدرجة أو أخرى على حياة المسن وبذلك نجد أن الحالة النفسية عند المسنين ليست حالة نمطية متماثلة عند الجميع ، بل تتفاوت في الدرجات بين الوضع الجيد والمريح نزولاً إلى الدرجات المزرية والمأساوية تبعاً لحالة كل فرد ومدى تأثره بتلك العوامل ولذلك نجد أن هناك اختلافات كثيرة في الواقع الحياتي للمسنين حسب البيئات المختلفة لكل مسن .‏

وإننا على يقين أن هدف الجميع هو شيخوخة صحية مريحة قدر الإمكان فإن رعاية المسنين تنطلق من منظومة متكاملة من رعاية صحية واجتماعية ونفسية وإنسانية .‏

ولهذا نجد أنه من المفيد تناول هذه العوامل التي تؤثر على الحياة العامة للمسنين وهي :‏

الضعف العام في الجسم‏

إن التشيخ ليس بالحادثة المفاجأة التي تقع وقوعاً مباغتاً في عمر معين فقد تبين أن الحالة الصحية للمسنين تترابط في تشكيلها عوامل عديدة غذائية وبيئية ووراثية ومادية وممارسات صحية على مدى عمر الشخص .ويمكن شمل معظم الأمراض التي تصيب المسنين بالضعف العام للجسم ، ويشمل الضعف في صلابة العظام والعضلات و الترهلات وانخفاض النشاط الجسمي والقدرة على الحركة وصعوبة القيام بالحاجات الرئيسية كتحضير الطعام أو ارتداء الملابس أو استخدام الحمام وظهور الأمراض التي تعرف بأمراض الشيخوخة ( الهضمية و الباطنية والدموية والمفصلية - الخرف – تصلب الشرايين - الضغط - هشاشة العظام ).‏

وهذا يتطلب من المجتمع و الأسرة تأمين الرعاية والعناية الطبية والمتابعة الصحية .‏

قلة الموارد المالية‏

وغياب العمل المنتج‏

يلاحظ أن الكثير من كبار السن تبدأ مشكلاتهم بعد تقاعدهم من العمل سواء كان ذلك لكبر السن أم لسبب صحي يمنع من مزاولة العمل- هذا بالنسبة للموظفين - أما الأفراد الذين ليس لديهم عمل فإن معظمهم يمارسون أعمالهم حتى مرحلة متقدمة في العمر إلى أن تظهر لديهم أمراض أو أعراض صحية أو اجتماعية تعيقهم وتحرمهم من العمل كالحوادث و تسلط الآخرين على موارد الرزق كما يحدث مع بعض الآباء عندما يمنحون أولادهم أو أقاربهم حق التصرف بممتلكاتهم فيقوم الأولاد بعزل صاحب الملك مقابل مبلغ يقيه شر العوز ويرمونه للبطالة و الوحدة والفراغ .‏

كما أن نقص الموارد المالية لديهم تعرضهم لمشكلات اجتماعية واقتصادية ونفسية على ضوء الوضع الاقتصادي العام الذي يعاني منه الكثير من شرائح المجتمع .‏

وهذا يولّد لدى المسن الإحساس بأنه عاجز وعالة على الآخرين وعدم الجدوى من وجوده .‏

ضعف التكيف مع الآخرين‏

يتميز كبير السن بالتمسك بآرائه ومعتقداته إلى حد التصلب والعند، يصبح التأقلم مع الآخرين عملية شاقة ومرهقة يتمثل بشكل واضح بالخلاف مع الأبناء حول تربية الأحفاد ، وسلوكهم ورغباتهم وخصوصاً إذا كان المسن يسكن معهم في منزل واحد. إضافة إلى ذلك التشدد والتفرد بالسلوك عندما يتعلق الأمر بتصرفات خاطئة تتعلق بحياة المسن الصحية كرفضه اتباع حمية معينة أو إصراره على تناول نوع معين من الأغذية مثل مريض السكري أو إهماله تناول دواء في وقت محدد ، في حين نجد مسنين يتوهمون أمراضاً فيصرون على حاجتهم للعلاج ومغافلة الأهل وتناول أدوية معينة تودي بهم إلى نتائج خطيرة .‏

مشكلات اجتماعية ونفسية‏

إن أصعب شيء في رعاية كبير السن هي رعايته النفسية والوجدانية التي تتضافر فيها مجموعة من الانفعالات والمشاعر والتصرفات تتجلى بإحساسه بدنو أجله فيصر يوميا على جمع أولاده وأفراد عائلته حوله لوداعهم أو طلب السماح والغفران منهم أو توصيتهم أو حتى عقابهم ومحاسبتهم على تقصيرهم . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يعيش الكثير من كبيري السن في حالة من الوحدة و الحزن والمعاناة لفقدان أحد الأزواج أو الأبناء وموت أحد الأصدقاء أوغياب المعيل والراعي لهم وتصبح المعاناة أكثر عندما يتخلى الأولاد عن واجباتهم تجاه والديهم المسنين بحجة السفر أو عدم التفرغ والانغماس بالأمور الحياتية العادية لكل فرد . وهنا يصاب معظم المسنين بالإحباط واليأس ، فيغلب عليهم روح التشاؤم ، وقد يصل بعضهم إلى الشك بأقرب الناس إليهم وهناك المشكلات التي تتعلق بالتركيز الذهني حيث يعاني معظمهم من ضعف الذاكرة والانتباه وسرعة النسيان ما يجعل الفرد منهم يتمركز تفكيره حول فترة زمنية ماضية محددة لا يخرج منها كأن يطلب مشاهدة ابنه المتوفى منذ سنوات أو يكره العيش في منزله لأسباب مفاجأة أشبه بالهلوسة .‏

غياب النشاطات الخاصة بالمسنين‏

يعاني معظم المسنين من وطأة الفراغ والملل الكبير في ظل غياب التقدير الذاتي ومحدودية النشاطات التي تهتم بأعمال وخبرة المسنين واستثمار مواهبهم وإمكانياتهم في أعمال كثيرة منتجة اقتصادياً و اجتماعياً وترفع من معنوياتهم وتقديرهم لأنفسهم ، ومن الملاحظ أنه لا يوجد في مجتمعاتنا العربية نواد وجمعيات تهتم بالمسنين توفر لهم التسلية والترفيه والتثقيف والثرثرة والألعاب إلا إذا اعتبرنا أن المقاهي الشعبية المنتشرة هي البديل الوحيد لتمضية وقت الفراغ في لعب الطاولة والشطرنج أو أوراق اللعب ( الشدّة )‏

أما المسنات فتقتصر النشاطات على الزيارات العائلية أو المعارف والجيران وإن وجود نواد خاصة بهن يستطعن فيها القيام بنشاطات وترفيه هو أمر حضاري يحقق المشاركة الاجتماعية والراحة النفسية مع مجموعات مماثلة في العمر ويسعدن بصداقات جديدة .‏

التكافل والتواصل الاجتماعي‏

في المشهد الأسري للمجتمع السوري بدت الصورة رائعة في زخمها الاجتماعي وقوة التكافل الأسري بين أفراد الأسرة بجميع أجيالها والتي تبرز الالتزام الأخلاقي والأدبي تجاه كبار السن فالحياة لا تأخذ معناها الحقيقي إلا من خلال التواصل الإنساني والعلاقات الاجتماعية التي تساعد الإنسان على تحقيق ذاته ، والإحساس بمكانته وقيمته في إطار الأسرة . فمن الطبيعي ضمن أطر العلاقات الأسرية الإيجابية والحميمية في مجتمعنا وفي إطار العلاقات الزوجية والأسرية القائمة على المودة والتماسك أن تكون نسبة اعتماد معظم المسنين على الشريك أو الأولاد .وهذا يعكس حقيقة الشعور بالأمن والاطمئنان لدى المسنين بين عائلاتهم لأنهم يحققون احتياجاتهم المعنوية والنفسية والمادية والصحية .‏

دور الرعاية للمســـــنين‏

عندما يغيب دور الأسرة وهي الركيزة الأولى في رعاية المسن وحضنه وتوفير الراحة والاستقرار النفسي والوجداني له، تنوب عنها مؤسسات حكومية أو أهلية في رعاية المسن وهي دور رعاية المسنين أمثال ( دار الكرامة ودار السعادة ) وتكون الحل البديل عند افتقاد المسن وجود شخص يعتني به ويقوم على خدمته أوانشغال أولاده بحياتهم وعدم توفر الوقت والقدرة لديهم للعناية به ومن الملاحظ أن هناك حالات كانت فيها دار المسنين أحن وأرحم له من عائلته ، وهنا تتفاوت درجة العناية والرعاية من دار لأخرى حسب إمكانياتها والخدمات التي توفرها لنزلائها وإذا تجاوزنا هذه الناحية فإن أي دار مهما قدمت ووفرت شروط الحياة الكريمة فإن النزلاء فيها سيظلون يفتقدون الدفء الأسري والعطف والحنان الذي تمنحه الأسرة و الأولاد والأهل ، و ذلك حسب الإحصائيات المسجلة للآراء التي تناولت هذا الجانب من الموضوع .‏

فلاشـــــــات‏

الكثير من الآباء والأمهات اليافعين يحيطون أولادهم بالحب والرعاية ويفرشون الأرض وروداً كرمى عيونهم,ويحفرون الصخر لينعم أولادهم بالسعادة , في حين يهملون وينسون والديهم لأنهم يعتقدون أن أولادهم سوف يبادلونهم حباً بحب واهتماماً باهتمام , ونسوا أن أولادهم يتعلمون منهم طرق معاملة الكبار والبر والإحسان إليهم .‏

*****‏

الآباء والأمهات يتوزعون أشلاء من أجل فلذة أكبادهم , ويرون نور الحياة من خلال عيون أولادهم . ولا يكون لحياتهم معنى بعيداً عنهم. وبعد كل التضحيات والاحتراقات يأتي يوم تجد الأب أو الأم في دار العجزة يتجرع الإهمال والنسيان ويمني النفس والقلب بزيارة منهم . وتجدهم مع ذلك يدافعون عن تقصير أولادهم وبأن الله يعينهم فمشاغلهم كثيرة .‏

إضــــــاءة‏

المسنون أو كبار السن أو المتقدمون في العمر هي مصطلحات ومسميات يتم تداولها في الوثائق الدولية والأدبيات العلمية لهذه الفئة العمرية من السكان .‏

وعموماً تشير لفظة المسن في اللغة العربية إلى الرجل الكبير في العمر ، فيقال أسنّ الرجل أي كبر سنه ويستخدم العرب في حياتهم اليومية كلمة مرادفة للفظة «مسن » وهي كلمة « شيخ » فيقال : هذا الرجل شيخ وتلك المرأة شيخة ، والشيخ والشيخة هنا هما من ذهب شبابهما وظهر عليهما الشيب .‏

وتعليقاً على ذلك يمكن القول : إن العمر الزمني مسألة نسبية وتتفاوت من شخص لآخر . ومع ذلك ، فإن تحديد العمر الزمني ضروري للكثير من المسائل لتنظيم حياة الناس ، فمن الواضح أن هناك بعض الناس يبدون شيوخاً عاجزين في سن الستين في حين نجد آخرين في قمة حيويتهم في سن التسعين .‏

وبناءً عليه ، يمكن تعريف المسن بأنه كل شخص تقدم به العمر وأصبح عاجزا بيولوجياً أو اجتماعياً عن خدمة ورعاية نفسه بنفسه .‏

ووفقاً لهذا التعريف يمكن تصنيف المسنين إلى ثلاث فئات أساسية هي :‏

- المسن الشاب ، الذي يبلغ من العمر ( 60 -74 ) سنة .‏

- المسن الكهل ، الذي يبلغ من العمر ( 75 - 84) سنة .‏

- المسن الهرم ، الذي يبلغ من العمر ( 85 ) سنة فأكثر .‏

وبناءً على ما سبق فإن الرعاية الاجتماعية للمسنين هي تلك الجهود الحكومية والأهلية التي تقدم البرامج الاجتماعية والنفسية والمهنية والصحية والتثقيفية ...الخ لمساعدة المسنين على العيش بقية عمرهم بكرامة وأمان واطمئنان .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية