حيث يقوم الدكتور خالد بالانتحار ليلة رأس السنة تاركاً خلفه ابنة متبناة ووصية على شريط فيديو وحكاية تتقاطع ودرب المحقق النزق يوسف المشرف على التقاعد ، يدخل يوسف عوالم حياة خالد ومعها يعاود الولوج إلى الحياة، إلى دمشق..
لتبدأ حكاية صداقة بين رجلين جمعهما تعب الحياة وفرقهما الموت حتى قبل أن يلتقيا ، صداقة تأخذ يوسف إلى إعادة اكتشاف بلده وأهلها وتجعله في مواجهة الأسئلة الأخلاقية المترهلة أو الكاذبة كما رآها خالد ، هي صداقة قد تثمر أملاً ما لوطن صغير .
كتب نص الفيلم المخرج جود سعيد والفارس الذهبي وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة فردوس دراما . وبطولة : عبد اللطيف عبد الحميد، عبد المنعم عمايري، لورا أبو أسعد، مكسيم خليل، فادي صبيح، سوسن أرشيد، جمال العلي، أندريه سكاف، جرجس جبارة، هبة نور، مأمون الخطيب، مازن عباس، جمال قبش، عوض قدرو .. والطفلان ميار تنباك ونايا علي، ومن تونس الفنانة عائشة بن أحمد .
وقد رأى المخرج جود سعيد أن الفيلم يثير سؤال الهوية إضافة إلى مجموعة أسئلة أخلاقية يُعاد طرحها في مواجهة المجتمع وهي ترتبط بالصح والخطأ ، أي إعادة وضع بديهيات هذا المجتمع على محك السؤال . ويضيف (الفيلم فيه رسالة ذاتية أقدم من خلاله رؤيا واقعية وأقول إن هناك شيئاً ما انهار ولكن هناك أمل ، ربما أنه كان الأفضل أن ينهار) ، وحول سؤال إن كان قد طرأ تغيير على السيناريو أثناء التصوير ، يجيب قائلاً : (السيناريو عبارة عن مرحلة من مراحل نضوج الفيلم ، وتعاد كتابته مع الممثلين في الأماكن ومع الديكور والإضاءة ، بمعنى أن هناك مشهداً مكتوباً وتتخيله بشكل ما ، ولكن الديكور والإضاءة وحتى شكل الممثل أحياناً طريقة أدائه قد توحي بتغييرات وهذا جزء من عملية تغيير النص) ، وحول الرؤيا الإخراجية المقدمة في الفيلم وإلى أي مدى ستكون متطورة عما قدمه في فيلمه السابق (مرة أخرى) ، قال : (الأمر لا يتعلق برؤيا متطورة ، وإنما يتعلق بأسلوب مختلف لأن هناك بنية بصرية لهذا الفيلم خاصة فيه) وحول الممثلة التي جسدت الشخصية التي كان من المفترض في البداية أن تؤديها فنانة فرنسية ، قال (لو لم تقنعني لما أتيت بها وهي كانت من ضمن الخيارات الموجودة للشخصية أصلاً ، وأنت تعمل مفاضلة لها علاقة بحسك ، ولم يتغير علي شيء ، لا بل على العكس) .
رئيس مجلس إدارة شركة فردوس دراما المهندس علي الصالح تحدث عن سبب انتقاء هذا العمل بالذات لدخول ميدان الإنتاج السينمائي ، وعن ميزة الإنتاج المشترك مع مؤسسة السينما ، قال : منذ أكثر من عام ونصف ونحن نبحث مع المخرج عن نص ، كان لدينا مشروع آخر (أعراس الخريف) وهو تتمة لفيلم (مرة أخرى) ولكن استطعنا الوصول إلى نص ممتاز مع المخرج المتميز جود سعيد ونادراً ما تجد نصاً جيداً كالنص الذي معنا ، أما حول الشراكة مع مؤسسة السينما فهي شراكة متميزة نظرا لإمكانيات المؤسسة الكبيرة ، وكان الاتفاق أن تتولى شركتنا العمليات الفنية والتسويق والتوزيع في سورية والعالم .
وحول سؤال (تدخلون شراكة في التوزيع .. ولكن ما سبق وانتجتموه هل استطعتم توزيعه ؟) أجاب الصالح : أعتقد أن هناك فرصة كبيرة لتوزيع الفيلم في سورية وخارجها ، وهو أمر بدأنا فيه فعلاً . هذا من جهة أما من جهة أخرى فتسويق المسلسل مختلف عن تسويق الفيلم ، وأرى أن فيلماً جيداً بمواصفات سورية جيدة يفرض نفسه في أي مكان في الوطن العربي ، ولكن المسلسلات تعاني مشكلة بالتوزيع وهي مرتبطة بمحطات ، بينما في السينما أنت مرتبط مع جمهور .