تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هيبة المعلم و قرار منع الضرب

شباب
2012/3/5
غيث الأحمد / دير الزور

إن وزارة التربية تعمل على تعميم ونشر ثقافة منع الضرب في المدارس، منطلقة من أن الفرد الذي لا نستطيع أن نؤثر عليه ليغير سلوكه بطرق وأساليب معرفية لن نستطيع أن نغير من سلوكه بالضرب.

وهذه من الأمور التي تسجل لوزارة التربية إقدامها على اتخاذ عدة إجراءات للحد من ظاهرة الضرب في المدارس، وخاصة في المرحلة الأساسية لما لذلك من آثار قد تنمي لدى الطالب مجموعة من النوازع الشريرة أو قد تدفعه للتسرب من المدرسة، إلا أن بعض المعلمين ما زالوا يعتبرون أن «العصا من الجنة أو العصا لمن عصا».‏‏‏

فمنع الضرب نال رضا فريق، وأزعج فريقاً آخر، سواء من الآباء أو من المعلمين، فهناك فريق يقول الضرب فيه أذى جسدي وإهدار لكرامة الطالب، وآخر يقول الضرب مهم في عملية التعليم وتهذيب السلوك.‏‏‏

‏‏

لا توجد ضوابط بديلة لقرار منع الضرب‏‏‏

وفي رأي معلم الرياضيات مصطفى الرابح أن سبب تقليل احترام الطلاب للمعلم لا يكمن في شخصية المعلم بل في تدني الأنظمة العقابية من قبل وزارة التربية والتعليم والتي أعطت مجالا واسعا من قبل الطلاب بالتمادي وذلك لا يعني التلميح إلى إرجاع الضرب لكن الأنظمة العقابية التي أصدرتها الوزارة لم تطبق أو بالأصح لم تضع لها خطة واضحة لكي تعمل على إلزام الطالب لاحترام المعلم وبالتالي أصبح الطالب في ساحة فارغة ليتجرأ على المعلمين.‏‏‏

قاسم عليوي مدرس علوم يقول إن المعلم مطالب بأن يعامل الطلاب معاملة حسنة وهناك معايير تربوية تمنع الإساءة للطالب بدنيا ونفسياً، وفي حالة اكتشاف المعلم سلوكيات غير سوية لدى الطالب فيجب إبلاغ الإدارة وبحث حالة الطالب ودوافعه للشغب أو التلفظ بألفاظ غير مقبولة لعلاجها من خلال الاختصاصيين الاجتماعيين والتواصل مع أولياء الأمور قبل أن تتفاقم المشكلة.‏‏‏

ودعا قاسم المعلمين للصبر والحكمة واستخدام الأسلوب التربوي في التعامل مع تجاوزات الطلاب، فهناك العديد من الأساليب التي يستخدمها بعض المعلمين فتجد هناك بعض المعلمين يحيط بهم العديد من الطلاب كخلية نحل للسلام عليه وهناك أستاذ آخر الكل ينبذه ويتأفف منه فحسن المعاملة له مردود ايجابي كبير على نفسية الطالب.‏‏‏

ومن جهته قال حمزة حمادي معلم لغة عربية إن المعلم هو من يفرض هيبته واحترامه وهو من يفقدها أيضاً، مضيفاً انه من واقع التجربة فهو لا يدعي فخراً بأنه قد فرض احترامه على الطلاب بالحوار والإقناع والابتسامة بعيداً عن اتخاذ مواقف من بعض الطلاب أو تصنع الغرور وأحياناً البطش.‏‏‏

موضحاً انه يستطيع أي معلم أو معلمة أن يكون له شعبية جارفة بين طلابه مصحوبة بالهيبة والاحترام من خلال التقرب إلى نفسية الطالب وكسر حاجز الرسمية.‏‏‏

الطلاب : الثقة والاحترام المتبادل أهم أسس العملية التعليمية‏‏‏

الطالب فهد سباهي يرى أن ضياع هيبة المعلم تعود لعدة عوامل أولها شخصية المعلم والمعلمة حيث يجب أن تبنى على الثقة بين الطالب والمعلم أي أن لا يكون متراخياً فيفقد هيبته ولا شديداً بزيادة فيكرهه الطلاب، مضيفاً انه يجب أن تكون هناك لغة حوار بين المعلم وبين طلابه ويكسب احترامهم بالدرجة الأولى فالاحترام يولد الهيبة والتقدير ويخلق جوا للنقاش وحل مشكلات الطلاب وتسهيل المادة لهم وتعزيز الثقة بأنفسهم .‏‏‏

الطالب غزوان حمدان يرى أن الطالب متى وجد الاحترام والتقدير وعدم التصغير فسيقوم ببذل كل ما في وسعه لمجاراة الطلاب ولكن عندما يبحث المعلمون عن وسائل الترهيب قبل الترغيب فهذا يولد عداء بين المدرسين والطلاب.‏‏‏

تدريب المعلمين على ابتكار الطرق البديلة للضرب‏‏‏

وبحسب المرشد الاجتماعي والنفسي أحمد دعبول أن التربية تقوم بتأهيل المعلمين من خلال دورات تربوية وتعليمية تدفعهم للابتكار والإبداع في الطرق التعليمية بما يحبب المدرسة إلى نفوس التلاميذ وتحترم تجارب المعلمين وتعممها.‏‏‏

وأضاف دعبول أن الوزارة تقوم بتفعيل دور المرشد النفسي والاجتماعي داخل المدرسة الذي لا ينحصر دوره في دراسة المشكلات ذات المنشأ الاجتماعي والنفسي للطلبة، بل أيضاً يساعد في نشر ثقافة تربية المواطن على المواطنة والتعليم والعيش بكرامة في المجتمع المدرسي ويساعد الأطر التعليمية والإدارية في المدرسة على نشر هذه الثقافة، وتعمل وزارة التربية على تعميق ذلك من خلال الدورات التدريبية للمرشدين حيث يتم فيها دائماً طرح موضوع بدائل الضرب وتنمية السلوكيات الإيجابية.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية