|
|
على قدر أهل العزم... شباب فالمشهد الوطني الذي كان حاضراً في يوم الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد وما شهده هذا اليوم من إقبال متزايد على مراكز الاستفتاء في المحافظات، شكل دليل وعي حضاري لأهميته ولما جاء به من مواد ترسم معالم سورية المستقبل، بما يؤكد حرص السوريين على السير قدماً ببرنامج الإصلاح الذي يعد الدستور أحد أبرز إنجازاته، ويعكس حالة الوعي والشعور الوطني والإحساس بالمسؤولية لدى المواطن السوري الحريص على الدفاع عن المكتسبات والبناء عليها للنهوض بسورية إلى مواقع أقوى تمكنها من مواجهة المؤامرات التي تحاك لإسقاطها دوراً ونهجاً. السوريون بكل فئاتهم وأطيافهم وجدوا في الاستفتاء على دستورهم فرصة للرد على كل متربص بالوطن شراً، وعلى ذلك الإعلام المغرض والذي حاول جاهداً وبكل ما أوتي من قدرات إعلامية هائلة بث سمومه في الجسد السوري علّه يستطيع أن يفت من عضده، فبقي هذا الجسد متماسكاً قوياً دون أن يلتفت إلى كل ما أحدثه المغرضون من صخب وتهويل وضجيج مفتعل، من قبل بعض الأنظمة العربية والغربية والتي أرادت مصادرة إرادة الشعب السوري والتحدث باسمه، وتقديم مشاريع وسيناريوهات معلبة في الغرب تقوم على تفتيت الدولة السورية وإفقادها هويتها الوطنية والقومية كما تم في بعض الدول العربية، ومن دون أن ننسى بالطبع دعمها الذي أصبح معلناً للإرهاب المستهدف لأرواح السوريين وأمانهم. السوريون قالوا كلمتهم يوم الاستفتاء على دستورهم الجديد وجاءت العزائم على قدر عزمهم، قوية لا ترضخ للضغوط، فقدموا نموذجاً يحتذى بالديمقراطية ليؤكدوا أنهم أبناء هذه الأرض وورثة الحضارة العربية العظيمة التي أضاءت شمسها مشارق الأرض ومغاربها، وبأنهم – أي السوريون – سيظلون رواد الإصلاح المنشود في المستقبل وبخياراتهم لا بخيارات غيرهم يبنون سورية المتجددة التي يعملون من أجلها، وليس لأحد في هذا العالم أن يؤثر على قراراتهم، أو أن يملي عليهم مخططاته المشبوهة والمجبولة بدم ملايين الأبرياء.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
