تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في محاضرة عن محاولات اختراق الفكر العربي إعادة الاعتبار للإنسان ووجود المبدعين طوق نجاة لمواجهة الغزو الثقافي

شباب
2012/3/5
من قول للفيلسوف الألماني فيخته قاله إبان الغزو الفرنسي النابليوني لبرلين «لقد أضعنا كلّ شيء، وبقيت لنا الثقافة، وثقافتنا هي فنّ تكوين الرجال»، من هذا القول بدأ عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة رئيس

مكتب التربية والرياضة محاضرته عن الغزو الثقافي ومحاولات اختراق الفكر العربي، والتي ألقاها في المركز الثقافي بجوبر.‏‏

بداية تطرق عضو قيادة الاتحاد إلى مفهوم الثقافة وأهميّتها كفعل إنساني يستمد من خلال تجربة الإنسان وحياته ومسيرته التي تبدأ من الأسرة والحي والمدرسة والمجتمع وتتجلى من خلال سلوكه اليومي ودورة حياته وما يقّدمه لمجتمعه ووطنه مشيراً إلى ضرورة تحصين ثقافتنا واكتساب الثقافة التي تؤكد شخصّيتنا القومية وتذكي فينا الحمّية الوطنية والعزة القومية والدعوة إلى تحرير الأرض والإنسان.‏‏

ليصل إلى تعريف الثقافة بأنها مجموعة السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة والمادية التي يتميز بها مجتمع أو فئة بعينها تشمل كافة المناشط المعنوية والأدبية والأخلاقية والروحية التي تنظم وتؤثر في حياة الأفراد.‏‏

من هنا - قال المحاضر- جاء الغزو الثقافي للوطن العربي على امتداد مساحته، لإخضاعه من جهة، والسيطرة والهيمنة من جهة أخرى ، ومن ثمّ التحكم في تغيير البنية الثقافية للشعب مبيناً أهم الوسائل والممارسات والخطط التي مارسها الاستعمار القديم والحديث على الأمة العربية كالتبشير وتمزيق الوطن وتوزيع النفوذ الاستعماري على أرضه وشعبه وهذا ما فعلته فرنسا وبريطانيا بموجب اتفاقية « سايكس بيكو »، فضلاً عن الإلحاق بالبلد الغازي جغرافياً وديموغرافياً والهدف تغيير اللغة، والقضاء على اللسان العربي، وقطع الصلات بين السكان في القطر الواحد وحملات التشويه وتشجيع البدع الدينية وخلق النزعات الطائفية.‏‏

بعد هذا العرض المفصل لسبل الغزو الثقافي تساءل المحاضر، ما هو السبيل لصد هجوم الغزو؟ وما هو السبيل لامتلاك أنفسنا ومقدراتنا فعلاً؟ مشيراً إلى أن العلاج يكمن أولاً في أن تكون ثقافتنا المعاصرة متصلة بالماضي فعلينا أن نعيش الماضي بما ينسجم مع الحاضر لبناء المستقبل، ومن ثم أن نلقّح ثقافتنا مع ثقافات الأمم الأخرى، وإذا لم يكن ثمّة ثقافة صافية، نابعة من محيط واحد ، لكننا نؤمن بالأخذ والتمازج وأضاف المحاضر أنّ الردّ على الغزو الثقافي يتطلّب إعادة النظر إلى الإنسان العربي وتاريخه، لاسيما وأن ليس ثمة نقص خلقي ولا أخلاقي من أيّ نوع يمنع الإنسان العربي من أن يكون عصرياً ومتطوراً ورائداً في مجالات الإبداع والعلوم والفضاء والمعلوماتية.‏‏

وبين المحاضر أن كتابة التاريخ العربي من جديد هي إحدى وسائل التصدي للغزو الثقافي وهي عملية شاقّة وعسيرة ولكنها هامة، إضافة إلى ضرورة أن لا تكون الثقافة العربية في عزلة أو محصورة في حدود جغرافية معينة، وكل هذا يفرض وجود مبدعين في الأمّة العربية لأننا نؤمن بقيام العمالقة المبدعين فهم خطوات القدر إلى الأمام، وقمم تُقاسُ عليها الأبعاد بين الأرض والسماء.‏‏

وختاماً أكد المحاضر أنّ النظام العالمي الجديد «العولمة» يستثمر بخبث الخلافات العربية، ويؤججها ويرهن أنظمتها ويديرها لتحقيق أهدافه في النيل من هويتنا وتاريخنا ويسخّر أموالنا وثرواتنا لمصالحه ومصالح عدونا التاريخي «الكيان الصهيوني» ليبقى هذا الكيان الأقوى والحامي للمصالح الإمبريالية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية